اعتقلت السلطات القضائية العراقية الخميس عددا من المشتبه بهم في عملية إحراق أجهزة وصناديق الاقتراع في الانتخابات البرلمانية الأخيرة في بغداد الأسبوع الماضي.

وأكد المتحدث باسم مجلس القضاء الأعلى العراقي القاضي عبد الستار البيرقدار، في بيان تلقت بي بي سي نسخة منه، أن "محكمة تحقيق الرصافة أصدرت 17 مذكرة قبض بحق عدد من المشتبه بهم بارتكاب جريمة حرق أجهزة وصناديق الاقتراع وتم تنفيذ 9 منها".

ومن جانبه، عبر رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، في كلمة بثها التلفزيون الرسمي الخميس، عن ثقته بتجاوز الأزمة التي نجمت عن الانتهاكات الانتخابية قائلا "لدينا اطمئنان بتجاوز هذه الأزمة وخروج العراق وشعبه قويا موحدا ومنتصرا مرة أخرى".

وشدد العبادي، الذي دعا إلى عقد لقاء مشترك للكتل السياسية بعد عطلة عيد الفطر، على القول إن "الواجب الوطني يدعونا إلى اتخاذ موقف موحد ومسؤول وحازم لحماية العملية الديمقراطية والسياسية وضمان سيرهما بشكل سليم وحفظ الأمانة وعدم القبول بالتزوير وعدم السماح بالتلاعب بأصوات المواطنين".

وقد اندلع حريق في العاشر من الشهر الجاري في مخازن تابعة للمفوضية العليا المستقلة للانتخابات تضم صناديق الاقتراع الخاصة بقاطع الرصافة، الجزء الشرقي من العاصمة العراقية بغداد، التي كان من المفترض أن تخضع لإعادة عد وفرز يدوية بسبب الاشتباه بعمليات تزوير أثناء التصويت.

وقد تضاربت الأنباء بشأن أعداد الصناديق التي التهمها الحريق.

رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي
Reuters
عبر العبادي عن ثقته بتجاوز الأزمة التي نجمت عن الانتهاكات الانتخابية

وكان مجلس النواب العراقي أقر في جلسة استثنائية مطلع الشهر الجاري إجراء عملية فرز يدوي لأوراق التصويت في الانتخابات العراقية التي جرت في 12 من الشهر الماضي.

وجاءت جلسة المجلس تلك بعد يوم واحد من تأكيد رئيس الوزراء العراقي أن خروقات جسيمة وقعت في الانتخابات.

ووصف العبادي الحريق الذي نشب في مخازن الصناديق الانتخابية بأنه يمثل "مخططا لضرب البلد ونهجه الديمقراطي"، وعدت تلك أول إشارة من الحكومة تفيد باعتقادها أن الحادث قد يكون متعمدا.

مقتدى الصدر وهادي العامري في مؤتمر صحفي
Reuters

ومن جانبه دعا الزعيم الشيعي مقتدى الصدر في مقال نشر على موقعه في أعقاب نشوب الحريق، العراقيين إلى أن يتحدوا ويمتنعوا عن المطالبة بإعادة الانتخابات.

وكانت المفوضية أعلنت فوز تحالف "سائرون" الذي يقوده الصدر في الانتخابات البرلمانية.

وبحسب النتائج النهائية، حصل "سائرون" على 54 مقعدا من إجمالي عدد مقاعد البرلمان وهو 329 مقعدا.

وجاء تحالف "الفتح" المرتبط بفصائل الحشد الشعبي المدعومة من إيران في المركز الثاني (47 مقعدا)، يليه ائتلاف "النصر" بزعامة رئيس الوزراء المنتهية ولايته حيدر العبادي في المركز الثالث (42 مقعدا).

وقد أعلن زعيما تحالفي "سائرون" و "الفتح" الثلاثاء تكوين تحالف سياسي لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة بعيدا عن المحاصصة.

وقد بلغت نسبة المشاركة في الانتخابات العراقية الأخيرة نحو 44.5 في المئة، وهي نسبة أقل بكثير من الانتخابات السابقة، إلا أنها أول انتخابات تجرى منذ إعلان الحكومة انتصارها على تنظيم الدولة الاسلامية في كانون الثاني / يناير الماضي.