لندن: فجرت واشنطن قنبلة في وجه بريطانيا عبر رسالة غير مسبوقة، حملت تهديدا أميركيا بنقل أفضلية الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، من المملكة المتحدة إلى فرنسا، في حال اصرت لندن على عدم رفع إنفاقها العسكري في اطار الحلف الأطلسي.

ووجهت الولايات المتحدة إنذاراً الى بريطانيا بأن تزيد انفاقها العسكري إذا كانت لا تريد موت العلاقة الخاصة بين البلدين.

وقدم التحذير "القنبلة" وزير الدفاع الاميركي جيمس ماتيس الى نظيره البريطاني غافن وليامسون منذ نحو اسبوعين في رسالة لم يُعهد لها نظير بصراحتها، على حد تعبير صحيفة "ذي صن" التي قالت إن الرسالة سُربت اليها.

تهديد
وقال ماتيس في الرسالة ان واشنطن "قلقة" من "خطر تآكل" القوة العسكرية البريطانية. وإزاء التهديدات المتعاظمة في أنحاء العالم اليوم فان اميركا تتوقع من بريطانيا أن تزيد انفاقها العسكري للمساعدة على مواجهة هذه الأخطار.

وفي تهديد مكشوف يقول الجنرال ماتيس بكل وضوح في الرسالة إن بريطانيا تريد "البقاء بوصفها شريك الولايات المتحدة المفضل" ولكن فرنسا تزيد انفاقها العسكري وهي مرشحة للحلول محل بريطانيا بوصفها الشريك المفضل.

وأكد ماتيس ان الرئيس ترمب يريد إجابة من بريطانيا قبل أن يصل الى اوروبا خلال الايام القليلة المقبلة للمشاركة في قمة حلف الأطلسي.

احراج ماي
واشار مراقبون الى ان كشف رسالة ماتيس يشكل إحراجاً كبيراً لرئيس الوزراء البريطانية تيريزا ماي ويوقعها في أزمة سياسية جديدة لا سيما وانها مصرة مع وزير المالية فيليب هاموند على عدم زيادة الانفاق العسكري رغم دعوات وزير الدفاع وليامسون ولفيف من النواب المحافظين والجنرالات البريطانيين.

وقالت صحيفة "ذي صن" ان الإنذار أُرسل في 12 يونيو/حزيران الماضي بعد ثلاثة ايام على محادثات ماتيس في لندن وفيه يقول الجنرال الاميركي ان موقع بريطانيا بوصفها قوة كبرى نابع من قوتها العسكرية. "وأخشى ان قدرتكم على الاستمرار في توفير هذا الأساس العسكري الحاسم للنجاح الدبلوماسي مهددة بالتآكل في وقت نواجه عالماً زاخراً بالتغيير".

الحلف الاطلسي
وتتضمن الرسالة لأول مرة إشارة حازمة الى ان واشنطن تريد من بريطانيا أن تتخطى الحد الأدنى للإنفاق العسكري في اطار حلف الأطلسي المقرر بنسبة 2 في المئة من إجمالي الناتج المحلي.

وتعمد ماتيس التشديد على تعهد باريس برصد ما يعادل 260 مليار جنيه استرليني اضافية للقوات المسلحة الفرنسية لغاية 2025 قائلا "إن فرنسا والولايات المتحدة خلصتا الى ان الآن هو وقت زيادة استثمارنا في الدفاع وان حلفاء آخرين يحذون حذونا". 

وقالت صحيفة ذي صن ان مصادر عسكرية سربت رسالة وزير الدفاع الاميركي اليها وان نسخاً منها وزعت على قادة الفروع الثلاثة للقوات المسلحة ومقر رئيسة الوزراء ومستشار الأمن القومي السير مارك سيدويل. 
اعدت "ايلاف" هذا التقرير بتصرف عن "ذي صن". الأصل منشور على الرابط التالي:
https://www.thesun.co.uk/news/6671656/america-jim-mattis-britain-military-spending-mod-special-relationship/