بعد تباعد رئيس الحكومة اللبناني المكلف سعد الحريري عن رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل وقربه مجددًا من القوات اللبنانية والحزب الإشتراكي، يطرح السؤال عن إمكانية عودة تحالف 14 آذار الى الحياة في لبنان.

بيروت: يعتبر البعض أن التباعد الذي حصل بين رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل وبين رئيس الحكومة اللبناني المكلف سعد الحريري أدى إلى زيادة التقارب بين الأخير ورئيس القوات اللبنانية سميرجعجع، إذ إن الحريري وجد أنه قد يكون محاصرًا في الحكومة في أي لحظة، لذلك فهو يحتاج إلى تعزيز وضع حلفائه القدامى - الجدد.

ويبقى أن التقارب المستجد مع "القوات" رافقه، تقارب "مستقبلي" مع الحزب "الإشتراكي"، ويبدو أن العرقلة الحكومية، وتأخر التشكيل، والإشتباك الحاصل بين فريق رئيس الجمهورية من جهة و"الإشتراكي" و"القوات" من جهة ثانية، سيؤدي إلى تعزيز التلاحم بين الفرقاء الثلاثة، أي "المستقبل" و"القوات" و"الإشتراكي" مما يوحي بعودة تحالف 14 آذار إلى الحياة.

اختلاف وتوافق

عن وصف العلاقات بين تيار المستقبل والقوات اللبنانية يؤكد النائب السابق مصطفى علوش ل"إيلاف" أنه إذا جرى الوعي بين الطرفين يمكن أن ندرك أننا معًا لا نزال نرفض السلاح غير الشرعي، ونحن مع وجود الدولة اللبنانية، وهكذا تلهى الفريقان بالتفاصيل وتركا المشكلة الأساسية من دون معالجة.

أما النائب السابق جوزف معلوف فيؤكد ل"إيلاف" على وجود اختلاف في الآراء بين الفريقين حول بعض المسائل، وفي بعض المواضيع الأخرى قد يكون هناك إختلاف بين الفريقين، ولكن الأمور الجوهرية على حالها بينهما.

روحية 14 آذار

ماذا عن روحية 14 آذار وتفاهم المستقبل والقوات اللبنانية، هل تعود؟ يؤكد علوش أن وضع 14 آذار كمؤسسة وأمانة عامة من الواضح أنه هناك إصرار من بعض الأشخاص على التمسك بهذه الرؤية، وهم يحاولون جهدهم لكن الأمر لا يتعلق بهم بل بإرادة المجموعات الكبرى، على الرغم من أن القوات اللبنانية وتيار المستقبل ابتعدا كثيرًا عن التفاهم، لكن ما ان يفهما أن أساس المشكلة وجود لبنان وكيان الدولة حتى يطغى هذا الموضوع الأساس على المصالح الفردية لكل حزب، وقد يعودا إلى التفاهم من جديد.

مستمرة

يرى المعلوف في هذا الخصوص أن روحية 14 آذار وثوابتها لا تزال مستمرة، واليوم على الأقل المبادىء الأساسيّة لا تزال تجمع بين معظم الأفرقاء، رغم أنه على صعيد تفعيل العمل كقوى 14 آذار، اليوم هناك نوع من الركود في هذا الشأن، لكن هذا لا يعني أن روحية 14 آذار انتهت.

ترميم العلاقة

كيف يمكن ترميم العلاقة اليوم بين القوات اللبنانيّة وتيار المستقبل؟ يرى علوش أنه من المفروض من جديد من رئيس الحكومة السابق سعد الحريري ورئيس القوات اللبنانية سمير جعجع أن يعودا خطوة إلى الوراء، وإعادة النظر من خلال ترميم العلاقات ببيان مشترك أو رؤيا مشتركة، والعودة إلى تثبيت المسائل التي تجمعهما.

التواصل

يلفت المعلوف أن ذلك يكون بالتواصل بين الفريقين في الكثير من الملفات، ولا يزال هذا التواصل موجودًا بين الفريقين، وهذا ما يبقي العلاقة مستمرة حتى الوصول إلى أحلام جماهير 14 آذار.