يستعد غواصون لاستئناف عملية الإنقاذ التي تنطوي على خطورة كبيرة لإنقاذ الأطفال العالقين في الكهف الواقع شمالي تايلاند الشهر الماضي.

وأشارت تقارير إلى أن الأطفال فريق كرة القدم ومدربهم بصحة جيدة وجاهزون لنقلهم بمعرفة الغواصين إلى خارج الكهف عبر ممرات غارقة في مياه الفيضانات.

ونجحت عملية الإنقاذ في إخراج ثمانية أطفال من الكهف على مدار اليومين الماضيين وسط ترجيح من القائمين على الأمر لأن العملية قد تستغرق أربعة أيام على الأقل.

وتجري العملية، التي تلقى اهتماما عالميا، في كهوف ثام ليونغ التايلاندية التي تعتبر من بين المزارات السياحية في البلاد، والتي غُمرت بمياه الفيضانات أثناء وجود فتية فريق الكرة ومدربهم داخلها.

و علق الفريق ومدربه بعد هطول أمطار غزيرة أغرقت الكهف وظلوا في عداد المفقودين لأيام حتى عثر عليهم غواصون الأسبوع الماضي.

كيف حال أطفال الكهف؟

لم يظهر أي من الأطفال الذين أُنقذوا في أي من وسائل الأعلام، إذ تجري عملية الإنقاذ في سرية تامة، لكن الجهات المعنية بالعملية أكدت أنهم بخير. ونقل الأطفال الأربعة الذين أُنقذوا في اليوم الأول من العملية إلى إحدى المستشفيات في مدينة شيانغ راي القريبة من منطقة الكهوف. كما لم يتمكن الآباء والأمهات من رؤية أطفالهم الذين تم إنقاذهم حتى الآن.

وقالت السلطات في تايلاند إن الأطفال الذين أُخرجوا من الكهف تناولوا حساء الأرز، لكن الأطباء رفضوا إعطاءهم وجبات اللحوم التي طلبوها حتى يتعافى الجهاز الهضمي لديهم بعد أن ظلوا لأكثر من عشرة أيام بلا طعام.

كيف تمت عملية الإنقاذ؟

تولى عملية الإنقاذ 90 غواصا محترفا، بينهم 40 من تايلاند و50 غواصا أجنبيا، وبدأوا العملية في سلسلة الكهوف الغارقة في مياه الفيضانات.

وتتمثل مهمة الغواصين في إرشاد الأطفال وسط ظلام دامس داخل الممرات الغارقة في المياه إلى مدخل الكهف، وهو ما يُعد رحلة من مدخل الكهف إلى الأطفال والعودة مرة ثانية مرهقة جدا حتى بالنسبة للغواصين المتمرسين.

فالرحلة ليست سهلة، إذ تتضمن مزيجا من المشي، والخوض في الوحل، والتسلق، والغوص بمحاذاة أسلاك إرشادية. ويلبس الطفل الذي يخوض عملية الإنقاذ قناع غطس كامل، وهو أمر سهل بالنسبة للغواصين المبتدأين مقارنة بأجهزة التنفس التقليدية، ويصطحبه غواصان يحملان أيضا جهاز التنفس التي يتنفس عبره الطفل.

المرحلة الأصعب

ويعد الجزء الأصعب في الرحلة كلها هو ما يعرف بـ "التقاطع"، وهو منعطف ضيق يحتم على الغواصين نزع جهاز التنفس للمرور عبره.

وبعدها تأتي منطقة تعرف بـ"الغرفة 3"، ويستعملها الغواصون للاستراحة قبل السير للمرحلة الأخيرة والخروج من الكهف، وبعدها الذهاب إلى المستشفى.

ويدل على خطورة المهمة أن سامان غونان، غواص سابق في البحرية التايلاندية لقي حتفه الجمعة في الكهوف أثناء تزويد مجموعة الأطفال العالقين بالأكسجين عندما نفد منه فأغمي عليه ثم مات. وقال زملاؤه إنهم عازمون على ألا تذهب تضحية زميلهم هباء.

وقال رئيس العملية إن اليوم الثاني منها مر بسلاسة أكثر مما كان عليه اليوم الأول ليستغرق أي إجراء يقوم به الغواصون وقتا أقل بساعتين مما استغرقه في اليوم الأول مع تنفيذ الإجراءات بقدر أكبر من الدقة.

وذكرت تقارير إن عمليات ضخ مياه إلى خارج الكهف تجري على نطاق واسع للمساعدة على جعل الرحلة أقل صعوبة بالنسبة للغواصين والأطفال.

مسارات الكهوف
BBC
مسارات يمكن اتباعها لإنقاذ الأطفال

كما ظهرت في الساعات القليلة الماضية بعض المعلومات عن أعضاء الفريق الجاري إنقاذهم، أبرزهم دوغانبت برومتمب، 13 سنة، الذي يصفه البعض بأنه أهم عامل لتحفيز الفريق والذي يحترمه جميع زملائه. ويُقال أيضا أنه محل اهتمام عدد من الأندية الكبرى لكرة القدم في تايلاند.

وتشير تفاصيل أخرى إلى أن من بين الأطفال العالقين عبدولسام أون، 14 سنة، يتحدث عدة لغات، ما مكنه من التواصل مع الغواصين البريطانيين في المرة الأولى الذين اكتشفوا فيها مكان الأطفال العالقين.

وتزامن ذكرى مولد بيربات سومبيانغجاي، 17 سنة، مع اليوم الذي علق فيه الفريق داخل الكهف، وكانت المأكولات البسيطة التي أحضرها الأطفال معهم للاحتفال بعيد ميلاده سببا في إبقائهم على قيد الحياة في الفترة التي قضوها داخل الكهف.

أما مساعد المدرب فهو إيكابول تشانتاوونغ،25 سنة، وهو أكثر شخص تبدو عليه علامات الضعف والإعياء، إذ رفض تناول أي طعام حتى يوفره للأطفال.

تفاصيل عملية الإنقاذ
BBC
تفاصيل عملية الإنقاذ

كيف وصلت المجموعة إلى هناك؟

عثر فريق إنقاذ بريطاني على الأطفال داخل الكهف على بعد 4 كيلومترات من مخرج الكهف.

وينتمي الأطفال، الذين تترواح أعمارهم بين 11 و16 عاما، إلى فريق كرة قدم يسمى "وايلد بورز"، وعلق الأطفال خلال رحلة استكشافية بصحبة مدربهم داخل الكهف.

واستغرق العثور عليهم في تلك الأعماق داخل الكهف نحو عشرة أيام.