لندن: يتراجع الإنفاق الإعلاني على وسائل الإعلام المطبوعة، ما يجعلها في أزمة كبيرة، بسبب طغيان الرقمنة، والمواقع الإخبارية الإلكترونية.

وتبين الأرقام أن 152.2 مليار دولار أُنفقت على الاعلان المطبوع عام 2000. وبعد 17 سنة هبط الرقم إلى 63.98 مليار دولار. ويمثل هذا الهبوط مآل الاعلام المطبوع اليوم وفق آي إم إي إنفو. 

أعلى نسبة هبوط
ويقول عامر الحاج، الرئيس التنفيذي للاستثمار في مجموعة ببليسيس ميديا الفرنسية في الامارات، إن الأرقام الاقليمية رغم ضبابيتها، تشير إلى هبوط هائل بنسبة 80 في المئة خلال السنوات الثلاث الماضية وحدها.

من جهته يقول متحدث باسم شركة هافاس الفرنسية للإعلان والعلاقات العامة إن الاستثمار في الإنفاق على الإعلان عمومًا تراجع في السنوات الثلاث الماضية، وأن الإعلام المطبوع سجل أعلى نسبة هبوط، مشيرًا إلى انخفاض الاستثمار في الإعلام المطبوع بنسبة 30 بالمئة في العام الماضي، وانخفاضه بنسبة 21 بالمئة في هذا العام.

بدوره، لا يرى ريتشارد فيتزجيرالد، مدير التحرير ومؤسس أوغسطس، الشركة الأم لشركة لوفين دبي عودة للإعلام المطبوع من هذا الوضع.

ومن مظاهر هذا التراجع أن صحفًا مثل خليج تايمز وغلف نيوز خفضت عدد صفحاتها عشر مرات على الأقل.

مطلوب مواهب واستثمارات
ويقول فيتزدجيرالد إن العديد من الزبائن الصغار لا يرون جدوى من الإعلان في الإعلام المطبوع وهم يرون ما يمكن أن يفعله المال على الإنترنت.

ويقارن المصدر موت الاعلام المطبوع وخاصة الجرائد بمعضلة الدجاجة أولًا أم البيضة. فالإعلام المطبوع يحتاج إلى مواهب واستثمارات للبقاء، لكن مع تراجع العائدات يكون من الصعب توفير هذه الاستثمارات سواء في القوى البشرية أو التكنولوجيا.

وتوجد أغلبية المطبوعات الورقية، إن لم يكن كلها اليوم بطبعة رقمية على الانترنت.

ولاحظ فيتزجيرالد أن الأمر لا يتعلق في أين يُستثمر رأس المال فحسب، وإنما في أين يكون المستهلكون ايضًا وهؤلاء موجودون في الغالب على شبكات التواصل الاجتماعي. 

واستثمرت منافذ اعلامية كبرى بينها "بي بي سي" و"سي أن أن" ونيويورك تايمز موارد مالية كبيرة في بناء استوديوهاتها الخاصة. 

وتتراوح قدرات هذه الاستوديوهات من انتاج محتوى داخل المؤسسة الاعلامية بأشكال متعددة الوسائط على اختلافها إلى انتاج محتوى يحمل اسمها وتوزيعه. 

استهلاك المحتوى
وفي حين أن القسم الأكبر من العمل يُكتب ويُحرر ويُنشر على الكومبيوتر، فإن استهلاك المحتوى الفعلي يحدث على شاشة الهاتف المحمول. فعلى سبيل المثال، لوفين دبي ترى أن 80 بالمئة من حركتها من الهاتف المحمول. 

ويمكن القول إن ايام الإعلام المطبوع معدودة، لكن أيام المحتوى لا عد لها. فهناك الآن معلومات أكثر من أي وقت مضى، لكن هناك قدرًا أكبر من الشك والفوضى والبلبلة ايضًا. 

وعلى الرغم من تراجع عائدات الإعلام المطبوع، فإن دور الناشرين يزداد أهمية، ذلك أن الكم الهائل من المعلومات دفع القراء نحو الناشرين لمساعدتهم على فهم العالم من حولهم بدلًا من استدراجهم بعناوين جذابة ومقالات تُقدم بشكل هدفه كسب مشاهدات أكثر. 

وباختصار، على الناشر أن يحسم قراره لصالح الأخبار لا الضوضاء، المعنى لا الاثارة، والصدقية لا الفوضى. وهذا كله يجب أن يكون على الانترنت. 

أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن "آي أم إي انفو". الأصل منشور على الرابط:
https://ameinfo.com/media/print/89bn-drop-i-dont-see-any-way-back-up-for-print-media/