مع استقالة بوريس جونسون من منصب وزير الخارجية في الحكومة البريطانية أمس تخلصت رئيسة الوزراء تيريزا ماي من حليف لم يتردد في معارضتها علناً وبات مصدر متاعب لها في ما يتعلق بملف خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (البريكسيت). كما أنها عززت موقفها في داخل الحكومة وفي مفاوضات البريكسيت بتعيين جريمي هانت في منصب وزير الخارجية، وهو المعروف بولائه الشديد لماي.

وكانت ماي قد قالت في وقت سابق من هذا العام خلال العشاء الذي يقام للصحفيين سنويا على سبيل المزاح: " إذا أصبح زعيم حزب العمال جريمي كوربن رئيساً للوزراء فإنها ستعمل في مقلع للحجارة ضمن معسكر إعادة التثقيف الذي سيديره وزير المالية في حكومة الظل جون ماكدونالد لكن جريمي هانت سيظل وزيراً للصحة".

جيرمي هانت وزيرا لخارجية بريطانيا خلفا لبوريس جونسون

تيريزا ماي
Getty Images
تيريزا ماي باتت في موقع أقوى داخل الحكومة

فترة قياسية

وكان هانت تولى منصب وزير الصحة لمدة تقارب ست سنوات، وهي فترة قياسية، إذ لم يسبق لوزير أن استمر في هذا المنصب كل هذه المدة. وطيلة هذا الفترة ظل هانت مخلصا لديفيد كاميرون سابقا ولماي حاليا.

وهانت صاحب نبرة هادئة وبعيد عن الإثارة ويتفادى الصدام والمواجهة وخلق أعداء سواء داخل حزب المحافظين أو خارجه، وهذه الصفات تعتبر في غاية الأهمية للارتقاء في صفوف الحزب والوصول إلى منصب القيادة.

قبل استقالة جونسون كان هانت يلف على محطات الاذاعة والتلفزيون البريطانية للدفاع باستماتة عن خطة ماي للخروج من الاتحاد الأوروبي وليؤكد على شدة ولائه لماي رغم أنه كان يعارض خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وقال هانت إنه نادم على تأييده بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي وأنه لو اتيحت له الفرصة للتصويت مرة ثانية للإدلاء بصوته فإنه سيصوت لصالح الخروج من الاتحاد.

وكان هانت وزيرا للثقافة قبل تعيينه بمنصب وزير الصحة وخلال توليه منصبه الوزاري الأول، راجت تقارير عن علاقته بروبرت ميردوخ، إمبراطور الإعلام ورجل الأعمال اليهودي الاسترالي الأصل.

ديفيد كاميرون
Getty Images
ديفيد كاميرون وهانت تعارفا خلال دراستهما في جامعة اوكسفورد

استقالة وزير "بريكسيت" من الحكومة البريطانية

استقالة وزير خارجية بريطانيا قبل شهور من ترك الاتحاد الأوروبي

صداقة جامعية

وهانت البالغ من العمر 51 عاما هو الابن البكر للأدميرال نيكولاس هانت الذي يحمل لقب سير. ودرس الفلسفة والسياسة والاقتصاد في جامعة اوكسفورد العريقة. وقبل دخول مجلس العموم البريطاني عام 2005 ، أسس هانت شركة خاصة تعمل في مجال نشر المواد التعليمية وقد بيعت الشركة العام الماضي وحقق هانت ربحا بلغ 14 مليون جنيه.

وبسبب علاقته الوطيدة برئيس الوزراء السابق كاميرون الذي تعرف عليه اثناء الدراسة في نفس الجامعة، تولى هانت أول مناصبه الوزارية، وزارة الثقافة، في حكومة المحافظين التي وصلت للحكم عام 2010.