يرتبط تاريخها بتاريخ القوة الجوية الملكية
عائلة بريطانية أنجبت أجيالًا من الطيارين


بمناسبة الاحتفال بالذكرى المئوية لتأسيس القوة الجوية الملكية في بريطانيا حلقت 100 طائرة في تشكيلة مرت فوق قصر بكنغهام كل طائرة تمثل سنة من عمر السلاح الجوي البريطانية منذ تأسيسه عام 1918. ضمت التشكيلة طائرات من أنواع مختلفة تمثل مراحل تطور القوة الجوية خلال هذه الفترة.

كان أحد الحاضرين لمشاهدة الطائرات قائد السرب مايك ويرنغ، الذي قالت صحيفة "دايلي تلغراف" إنه ينتمي إلى عائلة استثنائية من الطيارين، الذين قادوا 22 طائرة مختلفة من طائرات القوة الجوية الملكية، ابتداء من والد جدهم بيكارد ويرنغ، ونفذوا مهمات من الجبهة الغربية في الحرب العالمية الأولى مرورًا بالثانية إلى أفغانستان. 

ترتبط قصة هذه العائلة ارتباطًا لا ينفصم بتاريخ القوة الجوية الملكية. وأعرب مايك ويرنغ (44 سنة) عن شعور بالفخر لانتمائه إلى هذه العائلة، لا سيما أنه نفسه نفذ مهمات قتالية في أفغانستان، وقبلها في كوسوفو وإيرلندا الشمالية، وهو الآن يعمل مدرّبًا للطيارين الشباب في إحدى القواعد الجوية في بريطانيا.

تعود ذكريات العائلة الجوية إلى والد جده بيكارد، الذي قاد طائرة خلال الحرب العالمية الأولى فوق الجبهة الغربية، وأصبح من أوائل طياري القوة الجوية الملكية حين أُنشئت عام 1918.

كانت الطائرة ذات المقعدين بدائية، لا تزيد سرعتها على 91 ميل في الساعة، بالمقارنة مع الطائرات النفاثة التي تحلق في سماء لندن اليوم بسرعة 350 ميل في الساعة. 

لكن بداية تاريخ عائلة ويرنغ مع الطيران لم تكن مشجعة بعد إسقاط طائرة بيكارد فوق فرنسا، رغم أنه لم يصب بأذى. لكن إنجازاته كانت كافية مع ذلك لإلهام الأجيال اللاحقة من العائلة لمواصلة المسيرة.

كان الطيار التالي في العائلة فريدي ويرنغ صهر بيكارد بعدما تزوج ابنته في أعقاب الحرب العالمية الأولى. وأُسقطت طائرة فريدي بنيران زورق حربي ألماني قبالة الساحل النروجي خلال الخرب العالمية الثانية، ولم يُعثر على جثته. وكانت زوجته في الشهر الثالث من الحمل بابنه دايفيد.

بعد الحرب العالمية الثانية مباشرة نشأ دايفيد ويرنغ على القصص التي كان جده بيكارد يرويها عن القوة الجوية الملكية، ورغم مأساة مقتل والده، فإنه قرر أن يصبح طيارًا.

إغراء لا تقليد
قال ديفيد البالغ من العر 73 عامًا الآن إنه كان فخورًا بدور والده في الحرب، وكان لذلك تأثيره حين قرر الانخراط في سلاح الجو. وعندما أخبر والدته بأنه يريد أن يواصل مسيرة والده وافقت بشجاعة لافتة، رغم ما حدث لزوجها. 

امتدت حياة دايفيد ويرنغ في القوة الجوية من 1964 إلى 2010 أصبح خلالها قائد سرب، مثلما سيصبح نجله مايك من بعده. وكانت حياة شهدت لحظات من الخطر، بما في ذلك تعطل محرك طائرته واضطراره للهبوط بمحرك عاطل في مطار جنوب غرب ويلز.

يعترف دايفيد بأنه حاول أن يثني ولده مايك عن السير على خطاه والالتحاق بالقوة الجوية، لأنه كان لا يريد للابن أن يقلد الأب تقليدًا أعمى. لكن طموح مايك في أن يصبح طيارًا كان أعمق من الرغبة في تقليد والده. فهو أيضًا وجد سحر التحليق فوق الغيوم إغراء لا يُقاوَم.

كان دايفيد ومايك يقودان طائرات من طراز بوما، وحدث خلال العقود الماضية أن الأب والابن كان يحلقان بجانب أحدهما الآخر في بعض المناسبات.

وذات مرة كانت الريح قوية والغيوم كثيفة، حين قرر مايك أن يحلق على ارتفاع منخفض ويقود طائرته والطائرة التي كان والده راكبًا فيها إلى الهبوط بسلام. يتذكر مايك أن المديح الذي سمعه من والده كان مقتبضًا حين اكتفى بالقول إنه أُعجب بما شاهده في الجو ذلك اليوم. لكن هذا كان كافيًا لاثنين من أفراد عائلة ربطت حياتها بالقوة الجوية الملكية البريطانية.

أعدت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف نقلًا عن "دايلي تلغراف". الأصل منشور على الرابط
https://www.telegraph.co.uk/men/thinking-man/meet-raf-family-four-generations-100-years-heroism-sacrifice/