العريش: رغم المعارك الضارية التي يخوضها الجيش المصري على الارهاب في شمال البلاد، عادت مؤشرات الحياة الطبيعية في مناطق مختلفة من مدينة العريش، تجلت في دخول صحافة اجنبية اليها، التي رصدت حركة شبه طبيعية في الأسواق وبين السكان، الذين بدأوا في نفض غبار الحرب في انطلاقة جديدة.&

الحياة تعود
وبعد تحقيق العملية العسكرية الشاملة في شبه الجزيرة المصرية، نجاحات غير مسبوقة في تجفيف منابع تمويل الإرهاب، عادت الحياة لتدبّ تدريجيا في العريش، عاصمة شمال سيناء ، رغم أن الجيش مازال يخوض حربا على "التكفيريين".
وبدأت المنطقة تنفض غبار الاعتداءات الدامية التي استهدفتها، لتشهد وسائل مواصلات عامة تعود الى العمل، وطلاب يعودون إلى جامعاتهم، وسوق عامرة بالخضروات والفواكه.

الاعلام في سيناء
ورافق الجيش مجموعة من وسائل الاعلام غير المصرية في جولة على نقاط عدة في العريش التي لا يزال العديد من شوارعها وميادينها يشبه ساحة حرب حيث تنتشر الحواجز الرملية والإسمنتية والكتل الحجرية لمنع المرور، &في أول رحلة ينظمها الجيش لصحافيين غير مصريين الى المدينة منذ بدء "العملية &الشاملة" بشمال سيناء في التاسع من شباط/فبراير الماضي.
.
العملية مستمرة
ولا تزال العملية العسكرية مستمرة في شبه جزيرة سيناء وتستهدف القضاء على الاسلاميين المتطرفين المسلحين او "التكفيريين"، كما يسميهم الجيش المصري في بياناته.&
تجدر الاشارة الى أن العملية أسفرت عن مقتل اكثر من 200 من "التفكيريين" وما يزيد على 30 جنديا، بحسب أرقام الجيش، حتى الان.

وبدأت هذه العملية بعد قرابة ثلاثة أشهر من هجوم على مسجد قرية الروضة بمنطقة بئر العبد الواقعة على بعد أربعين كيلومترًا من العريش، أوقع اكثر من 300 قتيل من المدنيين، وهو أسوأ اعتداء شهدته مصر في تاريخها الحديث.

ومنذ إطاحة الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي الى جماعة الاخوان المسلمين في تموز/يوليو 2013، تدور مواجهات عنيفة بين قوات الامن ومجموعات اسلامية متطرفة في شمال سيناء أوقعت مئات القتلى.

اهالي العريش
وأكد أهالي العريش ان تحسنا واضحا طرأ على حياتهم اليومية منذ أكثر من شهر، بعدما تأثرت الى حد بعيد بالتطورات الامنية، فأقفلت المدارس والجامعات، ومنع المرور في العديد من الشوارع وتراجعت حركة المواصلات بسبب القيود التي فرضت على شراء الوقود.

من جهتها عبرت بحماس الطالبة في السنة الرابعة بكلية التربية ألاء عبد العاطي التي تبلغ 21 عاما، وقد ارتسمت ابتسامة واسعة على شفتيها، قائلة "عدنا للدراسة في 21 حزيران/يونيو بعد ان أغلقت الجامعة منذ التاسع &من شباط/فبراير"، مضيفة "عودة الدراسة الى جامعة العريش أعادت الحياة للمدينة".

الجيش
بدوره أكد قائد رفيع في الجيش المصري للصحافيين أن "الحياة بدأت تعود الى أوضاع شبه طبيعية في العريش" التي يقطنها قرابة 225 ألف شخص، "بعد التحسن في الوضع الامني".

وعن الاجراءات الصارمة التي فرضت قيودا على الحركة في المدينة مع بدء العملية الشاملة، شرح ضباط في العريش لفرانس برس انه تم تخفيفها، وبات مسموحا الان الخروج من المنطقة ايام الخميس والجمعة والسبت دون اشتراط الحصول على تصريح أمني مسبق كما كانت الحال من قبل.

ولفتوا إلى أن الوقود ما يزال مقننا ويوزع بنظام الحصص منعا لوصوله الى "التكفيريين".

المحافظ
وشرح محافظ شمال سيناء اللواء عبد الفتاح حرحور لدى استقباله الصحافيين اسباب القيود المفروضة على الوقود، مؤكدا أنها تهدف الى "تقليل تحركات التكفيريين" الذي يستخدمون سيارات الدفع الرباعي والدراجات البخارية في تنقلاتهم .

واشار إلى ان تخفيف القيود الامنية بالتزامن مع خطة تنفذها السلطات لتنمية شمال سيناء تسهم في تحسين الخدمات في مجالات الصحة والاسكان والتعليم وتطوير قطاعي الصناعة والحرف اليدوية.

الاسواق
من جهته أعرب باسم، وهو بائع في سوق الخضار، يبلغ الخامسة والعشرين من عمره، عن ارتياحه لعودة الحركة الى السوق.

واوضح "أصبحت السلع متوفرة منذ شهر رمضان (منتصف أيار/مايو) ولكنها تصل احيانا متأخرة بسبب التفتيش عند الحواجز على الطريق" الرئيسية المؤدية الى العريش.

لا طوابير
بدورها تقول الطالبة عبير في كلية التربية التي أنهت لتوها أحد امتحانات نهاية العام لدى خروجها من جامعة العريش "مع عودة الدراسة، عادت وسائل المواصلات العامة ولم تعد هناك طوابير تنتظر للحصول على مواد غذائية كما كان الامر" من قبل.

وأبدى الطالب محمد علي الذي يبلغ 22 سنة، سعادته بإمكانية التوجه الى البحر بعد طول انقطاع.

شواطئ العريش
وشرح "عند بدء العملية الشاملة كان هناك تضييق وكان الخروج من المنزل صعبا وأغلقت أماكن كثيرة مثل شاطىء البحر"، متابعا "الان كل السلع متوفرة وأصبح بإمكاننا الذهاب الى البحر وهو متنفسنا الاساسي".

يجدر ذكر أن حمام السباحة الاولمبي الذي اغلق بسبب الاحداث &في المدينة، تم فتحه الشهر الماضي، إليه وتوجه صبية وفتيات تتراوح اعمارهم بين السادسة والعاشرة ليتدربوا على السباحة هناك.

من جهتها أكدت المسؤولة عن الانشطة الرياضية في نادي العريش سالي الحسيني، أن "الحياة بدأت تدبّ تدريجيا. سنحتاج الى وقت لكي تعود العريش الى ما كانت عليه ولكنني متفائلة. ونحن باقون فيها لأننا نحبها".
&