أفردت الصحف الأسبوعية صفحاتها لعدد من الملفات، من بينها استبعاد فرضية إجراء انتخابات سابقة لأوانها في المغرب، وارتفاع وتيرة الاحتجاج الاجتماعي بالمملكة بفعل عدة عوامل، واحتضان الأحياء الهامشية بمراكش للتطرف.&

إيلاف المغرب من &الرباط: أفادت صحيفة "الأسبوع الصحفي" أنه لا حديث في كبريات الصالونات السياسية على إقدام المغرب على انتخابات سابقة لأوانها، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، عكس الأخبار التي تم ترويجها أخيرا.

استندت الأسبوعية في ذلك الى مصدر &كشف أنه لم يتم التطرق لموضوع الحكومة الوطنية، ولا حتى التلميح لشيء مثل هذا داخل مختلف الصالونات السياسية، سواء في الأحزاب الكبرى، أو مختلف المجالس الأخرى التي تحتضن أفرادا ورجالات كبار من الدولة.

وأوضح مصدر الأسبوعية أن عشاء عقد وسط الأسبوع الماضي بحي الرياض بالرباط، جمع مسؤولين كبارا ووزراء سابقين وأمناء عامين سابقين لأحزاب كبرى، وقد نفوا جميعهم أي حديث عن حكومة وحدة وطنية، وأن حكومة الدكتور سعد الدين العثماني ستواصل مسيرتها حتى تخضع لمحاكمة الشعب المغربي خلال سنة 2021، من خلال الانتخابات التشريعية.

وذكرت الصحيفة أن بعض الأخبار، كانت قد تحدثت الأسبوع الماضي وبقوة، عن اتجاه المغرب إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية بعد الأزمات التي تعيشها الغالبية الحكومية الحالية.

عوامل وراء ارتفاع وتيرة الاحتجاج الاجتماعي&

كتبت أسبوعية "الوطن الآن" أن الاحتجاج أصبح رياضة جماعية يمارسها العديد من المغاربة، لكن الملفت للنظر في السنوات الأخيرة، وبعد صعود حزب العدالة والتنمية وقيادته للحكومة، أن هذه الاحتجاجات توسعت رقعتها الجغرافية، وبدأت تغري فئات جديدة نادرا ما كانت في السابق تخرج إلى الشارع للاحتجاج على مطالب اجتماعية، كالصيادلة والأطباء والمحامين.

والواضح من خلال الجرد الذي قامت به الأسبوعية ذاتها، خلال ثلاثة أشهر الأخيرة من سنة 2018، أن منسوب الاحتجاج ارتفع بشكل كبير، وأن هناك نوعا من الاحتقان الاجتماعي تتداخل فيه عوامل كثيرة، من بينها فشل الحوار الاجتماعي مع المركزيات النقابية وضعف الأداء الحكومي.

غير أن الملاحظ في الجرد الذي اعتمدته "الوطن الآن" خلال تلك الفترة الزمنية أن الاحتجاجات ذات الطبيعة الحقوقية والاجتماعية تحتل المرتبة الأولى، تليها الاحتجاجات &المتعلقة بالماء والكهرباء والتطهير السائل.

وعلقت الصحيفة قائلة إن "الكارثة تكمن هنا"، مشيرة إلى أنه في القرن 21 &مازال في المغرب من يحتج من أجل شربة ماء، أو يخوض مسيرة احتجاجية لربط حيه بالواد الحار وبالشبكة الكهربائية.

قطاعات أخرى عرفت احتجاجات كثيرة، &وفي مقدمتها الصحة والتعليم، حسب الصحيفة، لتزامن الفترة المدروسة (الثلاثة أشهر الأخيرة من سنة 2018)، مع اعتماد الحكومة لتوقيت دراسي جديد، أشعل لهيب الاحتجاجات، بالإضافة إلى احتجاجات الأساتذة المتعاقدين الذين يطالبون بالإدماج.

وما قيل عن التعليم يقال كذلك عن القطاع الصحي الذي عرف هو الآخر سلسلة من الاحتجاجات شارك فيها كل المنتسبين للمهن الطبية، سواء كانوا أطباء أو ممرضين، أو تقنيين أو صيادلة.

واستخلصت الصحيفة من خلال هذا الجرد أن ثقافة الاحتجاج تنتشر في جميع جهات المملكة، إذ لم يعد هناك فرق بين المجال الحضري &والمجال القروي، بل أصبحت كل جهات المملكة تعرف شكلا من أشكال الاحتجاج، وتبقى الرباط هي مركز هذه الاحتجاجات من خلال المسيرات والوقفات الوطنية التي تتم في شوارع العاصمة وأمام الوزارات المعنية بحكم أنها مقر البرلمان.

الأحياء العشوائية &أرض خصبة للتطرف بمراكش

في محاولة منها لرصد مختلف جوانب جريمة "إمليل" الإرهابية بضواحي مدينة مراكش، تطرقت أسبوعية "الأنباء "المغربية إلى واقع الحال في حي العزوزية حيث أوقف عبد الرحيم خيالي، أحد المشتبه بهم في مقتل السائحتين الأجنبيتين.

ولاحظت الصحيفة أن هذا الحي، وكغيره من المناطق الهامشية، يبدو &بعيدا كل البعد عن الأحياء الراقية في المدينة الحمراء، جوهرة السياحة المغربية، بأماكنه السكنية العشوائية، وباعته المتجولين، وشبابه العاطل عن العمل.

فاطمة خيالي، عمة عبد الرحيم، هذا السباك البالغ من العمر 33 عاما، الذي أوقف اثر الاشتباه بتورطه في جريمة مقتل السائحتين الأجنبيتين، تعجز عن تصديق ما حصل، مشيرة إلى أنه كان يعمل في فندق "لكنه قرر فجأة ترك هذا العمل بحجة أن الفندق يقدم الخمر".

وأوردت الصحيفة تصريحا لمحمد مصباح، المتخصص في الحركات الإسلامية، أدلى به لوكالة الأنباء الفرنسية، قال فيه إن المشتبه بهم هم شباب تتراوح أعمارهم بين 25 و33 سنة، "يعانون من التهميش الاجتماعي ومعارفهم محدودة في مجال الدين".

واعتبر مصباح جريمة مقتل السائحتين الأجنبيتين "حتى وإن كانت حادثة منعزلة، فإنها قد تمهد الطريق لخلايا إرهابية أخرى، خصوصا في المناطق المحرومة".