لندن: في خطوة ستثير غضب الاكراد فقد اعلن في بغداد اليوم ان عبد المهدي قد امر بإنزال العلم الكردستاني من السارية الرئيسية على مقرات حزبية بمدينة كركوك الشمالية المتنازع عليها باعتبار هذا العمل مخالفا للدستور وذلك بعد رفعه على مقر الاتحاد الوطني الكردستاني وسط احتفال الاكراد وامتعاض السكان من القوميات التركمانية والعربية والمسيحيين.&

واجرى رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي اتصالات عاجلة مع الرئيس برهم صالح "باعتباره حامي الدستور والساهر على ضمان الالتزام به وكذلك اتصل بالقيادات السياسية المختلفة ووجهها بإنزال العلم الكردستاني من السارية الرئيسية في مقرات حزبية في كركوك باعتبار هذا العمل مخالفا للدستور" كما اكد مكتبه الاعلامي في بيان صحافي الاربعاء تابعته "إيلاف".

واكد عبد المهدي للسياسيين بأن "الاسلوب المناسب هو سؤال المحكمة الاتحادية العليا عن دستورية هذه الخطوة قبل تطبيقها إن اردنا احترام الدستور كما نطالب جميعا".&

وطرح بعض السياسيين اثناء الاتصالات التي اجراها رئيس الوزراء بأن كركوك منطقة متنازع عليها ولهم حق رفع علم الاقليم فيها ولكنه شدد على ان كركوك منطقة متنازع عليها تقع خارج الحدود التي رسمها الدستور لإقليم كردستان وان المناطق المتنازع عليها تبقى على حالها ولا يجوز اجراء تغييرات امر واقع لحين حسم هذا الموضوع دستوريا. اما رفع علم الحزب وشعاره فهذا امر تمارسه جميع الاحزاب ولا يشكل خرقا للدستور.

الاتحاد : رفع علم كردستان قانوني

وكان الاتحاد الوطني الكردستاني قد اوضح امس حول رفعه علم كردستان فوق مقرات حزبه في محافظة كركوك (220 كم شمال شرق بغداد) الغنية بالنفط والتي تسكنها قويات تركمانية كردية وعربية اضافة الى المسيحييح زهي كبرى المناطق المتنازع عليها بين بغداد واربيل والتي يسعى الاكراد الى ضمها الى اقليمهم الشمالي الذي يحكمونه منذ عام 1991.

وقال الاتحاد ان "كركوك منطقة متنازع عليها ولا يوجد اي مانع قانوني لعدم رفع علم كردستان".. مشيرا الى انه بعد وفاة زعيمه الرئيس العراقي السابق جلال طالباني في الثالث من تشرين الاول اكتوبر عام 2017 قام الاتحاد بانزال اعلام العراق وكردستان والحزب من مقراته برغم ان اعلام كوردستان والاتحاد الوطني كانت موجودة في المكاتب وقاعات الاجتماعات والمناسبات الوطنية. وقال ان "رفع علم كوردستان اليوم في مقرات الحزب جاء بصورة اعتيادية وقانونية".

وخرج مئات الاكراد في شوارع مساء الثلاثاء في احتفالات بمناسبة رفع علم كردستان في المحافظة للمرة الاولى بعد ان اقدمت الحكومة الاتحادية على انزاله من المناطق المتنازع عليها اثر استفتاء الانفصال عن العراق الذي اجراه الاقليم في 25 ايلول سبتمبر عام 2017 ما اضطر القوات العراقية الى انتزاع المناطق المتنازع عليها من سيطرة قوات البيشمركة الكردية وفي مقدمتها محافظة كركوك وذلك في 16 تشرين الاول اكتوبر من العام نفسه.

المناطق المتنازع عليها

وتشكل المناطق المتنازع عليها بين الحكومة العراقية وإقليم كردستان العراق أهم محاور الخلاف بين الجانبين منذ 14 عاما وتبلغ مساحتها نحو 37 ألف كلم مربع. وبين هذه المناطق شريط يبلغ طوله ألف كلم يمتد من الحدود مع سوريا حتى الحدود الإيرانية وهو يقع جنوب محافظات الإقليم الثلاث التي تتمتع بحكم ذاتي وهي أربيل والسليمانية ودهوك.&

وتشمل المناطق المتنازع عليها حيث يعيش حوالي 1.2 مليون عراقي ينتمون لمختلف القوميات أراض في محافظات نينوى وأربيل وصلاح الدين وديالى اضافة الى محافظة كركوك التي تعد أبرز المناطق المتنازع عليها بين بغداد واربيل.
&