إيلاف من لندن: رسم مسؤول عراقي سابق كبير صورة قاتمة لفوضى الاوضاع في بلاده التي قال انها تحكم بمافيات الفساد المسلحة وتشهد صراعات وفوضى وتعطيلا لعجلة الاصلاح ولاكمال تشكيلة الحكومة وبقاء الاف المحتجزين في المعتقلات منذ 2014.. فيما كشفت صحيفة أميركية عن طلب قادة العراق من بومبيو ابقاء القوات الأميركية في بلدهم.

وقال نائب الرئيس العراقي السابق طارق الهاشمي المقيم في تركيا والمحكوم بالاعدام في بلده بتهمة "الارهاب" والمبرأ منها دوليا انه "في ضوء تفاقم الاوضاع وتردي الأحوال.. يحار المرء في إختيار مواضيع رسائله ونشرها على صفحات التواصل الاجتماعي.. وهو يلاحظ سطوة مافيا الفساد من جهة وتغول منظمات اللادولة المسلحة من جهة أخرى.. بتنا نسمع قصصاً تدعو للاشمئزاز والقرف أن يحصل ذلك كله في #العراق... هذا البلد العريق".

واضاف في تدوينة&على موقعه بفيسبوك الخميس وتابعتها "إيلاف" قائلا: "موظف يعين بقوة السلاح (مشيرا الى اقتحام مسلحين مقر سلطة الطيران المدني وتعيينها نائبا لرئيسها بالقوة) وآخر يرفض الانصياع لقرار رئاسة الجمهورية (في اشارة الى تعيين ثم رفض تولي مسؤول منصب محافظ بغداد) ومسلسل لا ينتهي في الصراع الحزبي على الحقائب الوزارية يعطل تكامل الوزارة (الشاغرة لحد الان من ثلاث حقائب بينها الامنية).. وصراع آخر على مناصب المحافظين وإقالات وإقالات مضادة دون رادع من دستور أو قانون ( في توضيح لاقالة الحكومات المحلية في المحافظات لمسؤولين ورفضهم الانصياع لذلك).. وفوضى لا أول لها ولا آخر.. ومختطفون&في الصقلاوية وبزيبز منذ عام 2014 (في إشارة الى مطالبة نواب باطلاق الاف المعتقلين منذ ذلك العام) لا تحرك أذرع الدولة الأمنية في تحريرهم ساكناً &لانها تخشى منظمات اللادولة التي باتت أقوى منها".

واكد ان "تجارة المخدرات باتت رائجة وسوق مربحة وجذابة للعاطلين عن العمل تديرها مافيا الفساد (حيث تحول العراق الى مستهلك للمخدرات القادمة من ايران).. الحديث يطول والمشاكل تتفاقم وعجلة الإصلاح معطلة أو عاجزة، ولهذا من غير الممكن الحد من إستمرار تدهور الاوضاع".

واضاف "أجدني مضطراً لرسم هذه الصورة القاتمة عن اوضاع بلدي لأن واقع الحال المحزن يفرض نفسه.. ويبقى السؤال المركزي معلقاً بإنتظار الإجابة..وما هو الحل ؟".

وكان الهاشمي قد علق على زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب السرية الى العراق في 26 من الشهر الماضي قائلا "وصل متخفياً وغادر خلسةً... الرئيس الاميركي #ترمب في سلوك غريب لا يليق برؤساء الدول &لكن الأغرب عندما ينتفض أفاّقون كذبة على شاكلة نوري المالكي وعصابته ويتذكرون&الآن فقط أن للعراق (سيادة)".

وأشار الى "ان هذه (السيادة) لا يتذكرونها بل يباركون ويهللون لصولات وجولات ومغامرات حجي قاسم (سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني المكلف بالملف العراقي) والسفير إيرج مسجدي (سفير طهران في بغداد) بينما هم يدنسون التراب العراقي صباح مساء".&وختم تدوينته بالقول "أيها المنافقون..اخرسوا فسيادة #العراق الجريحة..منكم براء".

يشار الى ان طارق الهاشمي شغل منصب نائب رئيس الجمهورية لكنه استقال من منصبه في 30 ديسمبر عام 2013 استنكارا لسياسات رئيس الوزراء انذاك نوري المالكي وأصدرت المحكمة الجنائية العراقية المركزية حكماً غيابياً بالإعدام شنقاً ضده بعد "إدانته" بتهم إرهابية لكنه نفى التهم التي وجهتها المحكمة له ولعشرات من افراد حمايته المعتقلين قائلا انه لا يثق بالقضاء العراقي لانه تحت سيطرة الحكومة، وان هذه التهم ذات دوافع سياسية متهما المالكي بإذكاء الانقسام الطائفي.

لكن الشرطة الدولية نفسها الغت مذكرة الاعتقال تماما في مايو &عام &2016 بعد ان تأكدت من زيف الاتهامات التي سيقت ضد الهاشمي قائلة إنها "تأكدت من أن المعلومات التي قدمتها السلطات العراقية للقبض على الهاشمي أظهرت شكوكا قوية في صحتها"، مما دفعها إلى رفع اسمه وتلك المعلومات نهائيا من ملفاتها.

&وقد عبر الهاشمي اثر ذلك عن سعادته لرفع الانتربول اسمه نهائيا من قائمتها الحمراء للمطلوبين بالاعتقال، معتبرا أن القرار أثبت أن القضاء في العراق مسيس.

صحيفة أميركية: قادة العراق دعوا بومبيو لابقاء قوات بلاده على أراضيهم

كشفت صحيفة أميركية اليوم عن طلب قادة العراق من وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، الذين التقوه في بغداد امس الاربعاء، بإبقاء القواعد العسكرية الأميركية الموجودة في بلادهم.

وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية في تقرير لها الخميس إن هذه المناشدات العراقية تأتي في أعقاب القرار الأميركي القاضي بسحب القوات الأميركية من سوريا. وأشارت إلى أن زيارة بومبيو للعراق هذه تؤكد مجدداً طبيعة التحدي الذي تواجهه الإدارة الأميركية في سبيل إقناع الشركاء الإقليميين بقرار سحب القوات الأميركية من سوريا وتخفيض مستوى تلك القوات في أفغانستان.

وقالت الصحيفة إن إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب المفاجئ سحب القوات من سوريا قد "أثار ذعر الحلفاء".. موضحة انه "من هنا تأتي جولة بومبيو باعتبارها محاولة لطمأنة الحلفاء".

ونسبت الصحيفة في تقريرها الذي اهتمت به وسائل الاعلام العراقية الى الرئيس العراقي برهم صالح الذي استقبل بومبيو قوله إن بلاده ستحتاج لدعم الولايات المتحدة معرباً عن امتنانه للوجود العسكري الأميركي المستمر منذ سنوات.. منوها الى انه "قد هُزم داعش عسكرياً غير أن المهمة لم تنتهِ".

وأوضحت الصحيفة إن بومبيو تجاهل سؤالاً لمراسل صحافي عن مدى التزام الولايات المتحدة الحفاظ على وجود عسكري في العراق.. مؤكداً أن محادثاته في بغداد كانت تركز على عملية تشكيل الحكومة العراقية. وقال إنه تم إحراز تقدم حقيقي في العراق منذ الانتخابات معرباً عن اعتقاده أن ذلك سوف يضع البلد والمنطقة بحال أفضل.

وخلال زيارته السرية للعراق خلال احتفالات أعياد الميلاد اواخرالعام الماضي وتحديداً بقاعدة "عين الأسد" الأميركية بمحافظة الانبارغربي العراق، قال الرئيس ترمب إن قرار سحب القوات الأميركية من العراق غير مطروح حالياً وإنه سيكون هناك انسحاب مدروس ومنظَّم للقوات من سوريا مع الاحتفاظ بالوجود الأميركي في العراق، "لمنع عودة داعش، وحماية المصالح الأميركية ومراقبة إيران.

وأشارت صحيفة "وول ستريت جورنال" الى أن هناك 5500 جندي أميركي في العراق يقدمون المشورة والمساعدة والتدريب للقوات العراقية.. موضحة ان القادة العسكريين&في الجيش الأميركي يرون أن القوات العراقية بإمكانها أن تؤدي مهام عسكرية بسوريا وتحديداً في المناطق التي ستسحب منها القوات الأميركية".

ونوهت الصحيفة الى ان للقوات الأميركية في العراق بنية تحتية كبيرة فقد عادت هذه القوات إلى العراق عام 2014 بعد انسحابها في عام 2011 وذلك في إطار الحرب على تنظيم داعش الذي كان قد استولى على نحو ثلث مساحة العراق".

والتقى بومبيو خلال زيارته المفاجئة العراقَ امس مع الرؤساء العراقيين الثلاثة عادل عبد المهدي رئيس الحكومة وبرهم صالح رئيس الجمهورية ومحمد الحلبوسي رئيس البرلمان كل&على انفراد. وبينت الصحيفة ان المسؤولين العراقيين يشعرون بالقلق من أن يؤدي أي انسحاب للقوات الأميركية من العراق إلى خلق فراغ قد يستغله تنظيم داعش في وقت لم يستبعد فيه العراق نشر قواته على طول الحدود مع سوريا لمحاربة مقاتلي تنظيم داعش.

وأشارت الصحيفة الأميركية في تقريرها الى رفض الفصائل الشيعية المتشددة ذات الصلة بإيران واستهجانها الدعوات العراقية المنادية بالإبقاء على القوات الأميركية في البلاد، بينما يشهد البرلمان العراقي تحركاً من نواب شيعة من أجل العمل على خفض الوجود الأميركي في العراق.


&
&