إيلاف من نيويورك: لا شيء يثير الاستغراب في العاصمة الأميركية واشنطن، أكثر من قيام عدد من الأعضاء الجمهوريين في &مجلس الشيوخ بالدفاع عن سياسات دونالد ترمب الذي لم يوفر مناسبة إلا وأطلق بحقهم اقذع الاتهامات ووجه اليهم اقسى الاهانات.

إنها "متلازمة ترمب" المسيطرة اليوم على عقل سناتور تكساس، تيد كروز، وزميله سناتور ساوث كارولينا، لينزي غراهام. الرجلان تحولا بين ليلة وضحاها من اشد خصوم ترمب الى اقرب حلفائه، علما بأن لكل منهما قصة درامية مع الرئيس الحالي تكتنز صفحاتها بالمواجهات القاسية التي وصلت حد المس بالامور الشخصية.

ظل ترمب

وفجأة اصبح تيد كروز سناتور تكساس، أحد رجال ترمب الموثوقين يرافقه كظله من البيت الأبيض لزيارة المنطقة الحدودية مع المكسيك، ويظهر على الاعلام ليدافع عن سياسة الرئيس التي كان هو نفسه اشد منتقديها.

ترمب تناول والده وزوجته ايضا

كروز الذي كان احد المرشحين الجمهوريين للانتخابات الرئاسية التمهيدية عام 2016، لم يكن يخوض سباقا انتخابيا عاديا مع ترمب كالمرشح الاخر بن كارسون مثلا، فالرئيس الحالي نعته بالكذاب والضعيف غير القادر على تلبية طموحات ناخبي تكساس، واتهم والده رافاييل كروز بالتآمر على قتل الرئيس السابق جون كينيدي بعد ظهوره في صورة الى جانب القاتل لي هارفي أوزوالد.

ولم يكتفِ ترمب بمحاولة النيل من والد كروز، بل طالت سهامه زوجة منافسه، هايدي، بعدما نشر على حسابه على تويتر صورة مركبة تظهر بها الى جانب ميلانيا ترمب وعلق عليها بالقول، "الصورة ابلغ من الف كلمة".

تكتيك فاشل

في المقابل، لم يقف سناتور تكساس مكتوف اليدين، وخرج في المؤتمر الجمهوري العام صيف 2016 ليصدم الجمهوريين بعدما امتنع عن تأييد ترمب داعيًا الناخبين الى الخروج من منازلهم يوم الانتخابات والتصويت لما يمليه عليهم ضميره" قبل ان يعود بعد اشهر ليتراجع عن موقفه ويدعو بشكل علني للتصويت لترمب، في إشارة وضعها المراقبون بإطار التحضير لانتخابات 2020، فكروز اعتقد ان ترمب لن ينجح، وبالتالي أراد تقديم موقف لا يسمن ولا يغني عن جوع، فهو يخطط لأربع سنوات قادمة ولا يريد التمسك بموقف مغاير للحزب الجمهوري ويعود عليه بنتائج سلبية في المستقبل.

سعيد بمرافقته

وبعد الانتخابات، عاد كروز رويدا رويدا الى حضن ترمب، فإمتنع عن انتقاده او اطلاق موقف سلبي بحقه، وكان يأمل في الحصول على مقعد ضمن ادارته، غير ان هذا لم يحصل رغم ضيق خيارات ترمب بظل امتناع كثيرين عن العمل الى جانبه، ولكن يبدو ان طموحاته لم تعد تتعدى الظهور خلف الرئيس او الوقوف الى جانبه في أقصى حد، وهو اعرب بالفعل عن سعادته بتمضية يوم كامل مع ترمب عندما زار تكساس مؤخرا.

التحول الكبير

ويشكل اليوم الخامس والعشرون من شهر& أغسطس 2018 تحولا هاما في حياة سناتور ساوث كارولينا، لينزي غراهام، فقبل ذلك التاريخ شكل الأخير مع سناتور اريزونا جون ماكين ثنائيا جمهوريا معارضا بشدة لسياسات ترمب، غير ان رحيل ماكين ساهم في اضعاف موقف غراهام الذي وجد نفسه وحيدا، فانقلبت الأدوار واصبح المعارض واحدًا من اكثر الموالين لسيد البيت الأبيض، ويتولى بنفسه تبرير مواقفه ويحفزه على اعلان حالة الطوارئ الوطنية.

الفشل والدمار

رحلة غراهام في مواجهة ترمب بدأت في خضم الانتخابات التمهيدية وأصاب كبرياء المرشح الجمهوري في مقتل بعدما وصفه بالمغفل، فثار ترمب محاولا التقليل من شأنه، وأكد بأن سناتور ساوث كارولينا سيكون عاجزا عن الحصول على وظيفة في القطاع الخاص، ووجه له انتقادات عنيفة في مسقط رأسه عندما زار الولاية، وفي الثالث من مايو&عام 2016 دون غراهام تغريدته الشهيرة، التي قال فيها، "اذا رشحنا ترمب، سنتعرض للدمار وسوف نستحق ذلك".


...