يزور الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، اليوم الأحد، المملكة الأردنية، ويلتقي خلال الزيارة الملك عبد الله الثاني.

في إطار التشاور والتنسيق الدوري بين مصر والأردن، &يزور الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، اليوم الأحد، المملكة الأردنية، وتشهد الزيارة مباحثات قمة مع الملك عبد الله الثاني، لبحث سُبل تعزيز العلاقات المصرية الأردنية المتميزة ودفعها قُدماً في مختلف المجالات، ومختلف القضايا والملفات التي تهم المنطقة العربية.

قال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية، السفير بسام راضى، إن مباحثات الرئيس والملك عبد الله الثاني، تتناول تطورات الأوضاع والقضايا الإقليمية، وعلى رأسها الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، فضلاً عن بحث الجهود الرامية للتوصل لتسويات سياسية للأزمات القائمة، بما يُساهم في استعادة الأمن والاستقرار لشعوب المنطقة.

ويعقد الزعيمان جلسة مباحثات ثنائية تتبعها أخرى موسعة بحضور عدد من كبار المسؤولين وأعضاء وفدي&البلدين، وستشهد المباحثات استعراض عدد من مستجدات الأوضاع الإقليمية، والتأكيد على الحرص المتبادل بين مصر والأردن لتعزيز علاقاتهما الثنائية في مختلف المجالات والارتقاء بها إلى آفاق أرحب، بما يساهم في تحقيق آمال وطموحات الشعبين الشقيقين، ولاسيما على الصعيدين السياسي والاقتصادي.

وقال السفير الأسبق محمد يوسف، إن مصر والأردن يرتبطان بعلاقات وطيدة تمتد لعمق التاريخ، مشيرًا إلى أنهما يرتبطان بمصير واحد، ولديهما الكثير من الملفات المشتركة على جميع الأصعدة، السياسية والاقتصادية والعسكرية والثقافية.

وأضاف لـ"إيلاف" أن هذه العلاقات شهدت تعميقًا أكثر بعد ثورة 30 يونيو 2013، مشيرًا إلى أن الملك عبد الله الثاني أول زعيم عربي يزور مصر بعد الثورة، ويؤكد على وقوف الأردن إلى جانب مصر، لاسيما أن هذه الفترة شهدت حالة من التوتر الداخلي، بسبب توعد جماعة الإخوان المصريين بالعنف والإرهاب.

وكشف أن الرئيس السيسي والملك عبد الله تبادلا الزيارات خلال السنوات الخمس الأخيرة أكثر من مرة، وعقد اجتماعات سواء في القاهرة أو عمان أو في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وأشار إلى أن مصر والأردن يرتبطان بعلاقات اقتصادية قوية، وهناك اتفاقيات ومستثمرون مصريون يعملون في الأردن، وكذلك لدى مصر مستثمرون أردنيون، بالإضافة إلى أن الأردن يستضيف&نحو مليون عامل مصري يسهمون في نهضتها الاقتصادية.

وأوضح أن هناك تنسيقا دائما بين مصر والأردن على جميع الأصعدة، وفي مختلف الملفات، ومنها ملف القضية الفلسطينية، وسوريا والعراق واليمن، بالإضافة إلى ملف مكافحة الإرهاب والتطرف.

وعلى مستوى العلاقات الاستراتيجية والعسكرية، قال الخبير العسكري، اللواء طلعت مسلم، إن هناك تبادلا للزيارات على مستوى الوفود العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى التدريبات العسكرية المشتركة.

وأوضح لـ"إيلاف" أن القوات المسلحة في البلدين نفذت خلال السنوات الخمس الأخيرة العديد من المناورات العسكرية المشتركة، ففي العام 2016 وصلت إلى المملكة الأردنية الهاشمية، عناصر من القوات البرية والبحرية، والقوات الخاصة المصرية، لتنفيذ التدريب المصري الأردني المشترك "العقبة 2016"

&وأضاف أنه في العام 2017 وصلت عناصر من القوات المسلحة التابعة للمملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة إلى مصر للمشاركة في فعاليات التدريب المشترك " العقبة 2017" بمشاركة عناصر من التشكيلات البرية ووحدات من الأسطول الجنوبي وعناصر من الصاعقة والمظلات والوحدات الخاصة البحرية، بالإضافة إلى عناصر من القوات الجوية.

&واشتمل التدريب على العديد من الأنشطة التدريبية لنقل وتبادل الخبرات بين القوات المشاركة من الجانبين، و جاء التدريب في إطار خطة التدريبات المشتركة مع الدول الشقيقة والصديقة وتعزيز أوجه الشراكة والتعاون العسكري بين القوات المسلحة لكلا البلدين .

قال السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن العلاقات بين مصر والأردن قديمة جدًا، وهما أهم شركاء مسيرة السلام في الشرق الأوسط.

وأضاف في تصريحات له، أن مصر والأردن أعضاء ناشطون&في منطقة التجارة&الحرة العربية التي تشكل 20% من تجار مصر، و40% من تجارة الأردن، كما أن هناك جالية مصرية ضخمة في الأردن تساند هذا البلد الشقيق في عملية التنمية الاجتماعية والاقتصادية.

وتابع أن التنسيق السياسي بين مصر والأردن واضح، وهناك زيارات متبادلة بين ملك الأردن والرئيس السيسي، وهذا دليل على التعاون الموجود بين البلدين.

ولفت إلى أن القضية الفلسطينية تتصدر دائمًا المناقشات بين مصر والأردن، خاصة أن أي تنمية لابد أن يصاحبها استقرار، مضيفًا أن مصر لديها تنسيق مع كل دول المنطقة بلا أي استثناء، خاصة أنها أكبر عاصمة في العالم لديها سفارات مع كل أطراف العالم.

وأوضح أن كلًا من مصر والأردن عنصر فاعل في المسار العربي العربي، والتنسيق العربي الأوروبي، وهناك العديد من المجالات التي قد تزيد التعاون بين البلدين.

وأشار إلى أن السياسة المصرية كانت دائمًا على حق، وهذا واضح من مواقف مصر في مسيرة السلام التي أدت لأن تكون مصر ذات قوة وتأثير في المنطقة العربية، كما أن روسيا عاتبت مصر لدخولها اتفاقية الجات للتجارة الحرة، وبعد ذلك انضمت روسيا لهذه الاتفاقية بـ43 عامًا، وهذا دليل على صحة مواقف مصر.

كما ترتبط مصر والأردن بعلاقات ثقافية، ففي شهر سبتمبر الماضي، استقبلت وزيرة الثقافة المصرية إيناس عبد الدايم، نظيرتها الأردنية بسمة النسور، وتناول اللقاء أهمية الدور الثقافي والفني في النهوض بمستقبل المجتمعات العربية، باعتبارهما جسر التواصل بين الشعبين الشقيقين.

وقالت عبد الدايم، خلال اللقاء،&&إن مصر والأردن يربطهما تاريخ طويل من التواصل في كافة المجالات خاصة في الثقافة والفنون وأشارت إلى أهمية استثمار طاقات الشباب وإبداعاتهم في شتى مجالات الفنون من أجل الارتقاء بالوعي الفني والثقافي للمجتمع، معربة عن سعادتها لاختيار مصر كضيف شرف الدورة الـ 18 لمعرض عمان الدولي للكتاب.

ومن جانبها، قالت بسمة النسور وزيرة الثقافة الأردنية، إن مصر ستكون ضيف شرف في معرض عمان للكتاب خلال دورة هذا العام، مشيرة إلى أنها فرصة جيدة للتواصل مع الكتاب والمبدعين المصريين، مثمنة دور مصر الريادي في الحركة التنويرية والثقافية على مستوى الوطن العربي والشرق الأوسط، مشيره إلى أن الفنون والموسيقى هي صانعة ثقافات الشعوب.