بدأ العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني اليوم زيارة رسمية إلى بغداد تستهدف تطوير علاقات البلدين الاقتصادية وبحث الانسحاب الأميركي من سوريا ومكافحة الإرهاب ومتابعة تنفيذ الاتفاقات السابقة بين البلدين في ما يخص أنبوب النفط المشترك والربط السككي والكهربائي بينهما.

إيلاف: وصل الملك عبد الله إلى العاصمة العراقية الاثنين، حيث استقبله الرئيس العراقي برهم صالح، في زيارة رسمية تستغرق يومًا واحدًا، تأتي استكمالًا لزيارة مماثلة قام بها إلى الأردن الرئيس صالح في منتصف نوفمبر الماضي، حيث أجريا مباحثات مهمة تناولت علاقات البلدين والأوضاع في المنطقة، وينتظر أن يستكملا مباحثاتهما في وقت لاحق اليوم حول قضايا الاقتصاد والتجارة ومكافحة الإرهاب.

كما ستتناول المباحثات تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين العراق والأردن وبدء تنفيذ إنشاء مدينة صناعية حرة عند معبر طريبيل الحدودي بينهما وإجراءات تنفيذ مشروع مد أنبوب للنفط من البصرة العراقية إلى ميناء العقبة الأردني. يجري كذلك البحث في فتح المعابر الحدودية بين البلدين وتأثير الانسحاب الأميركي من سوريا على أمن العراق والأردن المجاورين لسوريا والإجراءات المطلوبة لتأمين الحدود المشتركة معها والتصدي لأي محاولات قد يقوم بها تنظيم داعش لاختراقها.&

وكان رئيس الوزراء الأردني عمر الرزاز قد زار العراق في أواخر الشهر الماضي، وأجرى مباحثات مع نظيره العراقي عادل عبد المهدي، الذي قال إثرها: "نحن نعتز بعلاقتنا مع الأردن وشعبها العزيز، ونعتبر جلالة الملك عبدالله بن الحسين أخًا وعضيدًا وحليفًا، ويسعدنا أن تتطور العلاقات العراقية الأردنية بشكل أكبر للاستجابة لتطلعات شعبينا في تحقيق أمننا المشترك والمزيد من الاستقرار والازدهار الاقتصادي وتجاوز الصعوبات، وإننا ننظر باحترام إلى الدور الأردني في تعزيز الأمن والدفاع ومكافحة الإرهاب ودعم قواتنا العسكرية والأمنية بمختلف صنوفها في مجالات التدريب وتعزيز القدرات ونطمح إلى توسيع التعاون في هذه المجالات".

من جهته، أكد الرزاز أن "الإرهاب عدو مشترك، وأن الأردن لن يكون مرتعًا لأي نشاط يضر بمصالح العراق وأمنه واستقراره على قاعدة الأمن والمصالح المشتركة التي تربط البلدين والشعبين".. مشيرًا إلى أهمية انتصار العراق على الإرهاب في دعم الاستقرار في المنطقة وهزيمة الإرهابيين الذين انتهكوا كل القيم والأعراف والمواثيق الأخلاقية".

تم الاتفاق خلال المباحثات على فتح المعابر الحدودية الأردنية العراقية (الكرامة- طريبيل) أمام حركة النقل &للبدء بتسيير الرحلات للبضائع سريعة التلف في 2-2-2019 على أن تشمل جميع أنواع السلع بعد ذلك، وتفعيل قرار مجلس الوزراء العراقي لعام 2017 بإعفاء عدد من السلع الأردنية من الجمارك وذلك اعتبارًا من 2-2-2019.

كما جرى الاتفاق على الربط الكهربائي الأردني العراقي من خلال شبكة الربط، حيث تم توقيع مذكرة التفاهم في هذا الشأن، وعلى الانتهاء من الاتفاقية الإطارية لأنبوب النفط العراقي - الأردني، الذي سيمتد من البصرة عبر حديثة إلى العقبة، وذلك في الربع الأول من 2019.

وكان العراق والاردن قد اتفقا في الأول من نوفمبر الماضي خلال زيارة قام بها إلى العراق وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي على تشكيل لجنة مشتركة لتعزيز التعاون الثنائيِّ في مجال الأمن وحماية الحُدُود وتنشيط التجارة البينيَّة وتفعيل التعاون الثنائي في المجالات الأمنية والسياسية والاقتصادية والتجارية.

وتشهد العلاقات الأردنية العراقية حاليًا تقدمًا ملحوظًا، وتم فتح معبر طريبيل الحدودي بين البلدين في أغسطس من العام الماضي بعدما ظل مغلقًا لمدة تزيد على 3 سنوات، بسبب الظروف الأمنية التي شهدتها المدن العراقية الغربية القريبة من الحدود الأردنية خلال تلك الفترة.


&