الخرطوم: أطلقت الشرطة السودانية الغاز المسيل للدموع على متظاهرين الأحد قبيل مسيرة مرتقبة نحو مبنى البرلمان في مدينة أم درمان، بحسب ما أفاد شهود عيان.&

وتجمع متظاهرون وهم يهتفون "حرية سلام عدالة" في بعض أحياء أم درمان قبل أن تطلق شرطة مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع، بحسب الشهود، في وقت دعا منظمو الاحتجاجات لمسيرات جديدة مناهضة للحكومة.&

وتهز احتجاجات دامية السودان منذ 19 ديسمبر عقب قرار الحكومة رفع أسعار الخبز. وتصاعدت حدتها مذاك لتتحول إلى تظاهرات واسعة ضد حكم الرئيس عمر البشير المستمر منذ ثلاثة عقود.&

وتفيد الأرقام الرسمية أن 26 شخصا، بينهم عنصرا أمن، قتلوا منذ بدء الحركة الاحتجاجية في 19 ديسمبر. لكن منظمة العفو الدولية أشارت الأسبوع الماضي إلى أن حصيلة القتلى بلغت أكثر من أربعين.&

ودعا اتحاد المهنيين السودانيين الذي يقود الحركة الاحتجاجية إلى تظاهرات جديدة الأحد، وعلى مدى عدة أيام خلال الأسبوع المقبل.&

وحض المتظاهرين على الخروج في مسيرة الأحد باتجاه مبنى البرلمان في أم درمان الواقعة على الضفة الغربية للنيل.

وقال الاتحاد الذي يمثل نقابات الأطباء والمعلمين والمهندسين في بيان إن "المحتجين سيقدمون للبرلمان مذكرة تدعو البشير للتنحي".

وشهدت أم درمان عدة تظاهرات خلال الشهر الماضي.&

وذكر الاتحاد أن مسيرات أخرى ستخرج في الخرطوم الأحد، بينما يتوقع أن تشهد العاصمة وأم درمان تظاهرات ليلية الثلاثاء.

وأفاد بيان الاتحاد أن الخميس سيشهد خروج مسيرات في كافة أنحاء السودان.

تصريحات البشير

إلى ذلك، قال الرئيس السوداني عمر البشير الاحد ردا على اتهامات وجهتها مجموعات حقوقية إن قوات الامن السودانية لم تقتل المحتجين خلال تظاهرات مناهضة للحكومة.

منذ 19 كانون الأول/ديسمبر، أسفرت موجة الاحتجاجات في السودان عن مقتل 26 شخصا، بينهم اثنان من قوات الأمن بحسب حصيلة رسمية.

لكن منظمات غير حكومية دولية مثل هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو تحدثت عن مقتل 40 شخصاً بينهم أطفال وموظفون طبيون، واتهمت الشرطة بأنها مسؤولة عن ذلك.

وقال البشير في كلمة امام حشد صوفي في بلدة الكريدة بولاية النيل الأبيض جنوب الخرطوم إن "ناسا من وسط المتظاهرين هم الذين قتلوا المتظاهرين".

وأضاف "آخر مثال على ذلك هو الدكتور الذي قتل في بوري (في شرق الخرطوم). فقد قتل بسلاح لا يستخدمه الجيش او جهاز الأمن او الشرطة".

وقد اعلنت جمعية المهنيين السودانيين، مجموعة تشارك في الاحتجاجات، ان هذا الطبيب قتل "بالرصاص".

واعتبرت منظمة العفو الدولية الجمعة انه "يجب أن توقف قوات الأمن السودانية هجومها المستمر على المحتجين والعاملين في المجال الطبي".

وأضاف البشير "سنموت هنا ولن نصبح لاجئين. كل القوى المعادية للاسلام والمسلمين والعرب لا يعجبها استقرار السودان".

اثارت اعمال القمع الحكومي الانتقادات في الخارج. وكان البشير نسب اعمال العنف الى "متآمرين" لم يذكرهم.

واعتقل جهاز الأمن والمخابرات الوطني خلال شهر عشرات من قادة المعارضة والنشطاء والصحافيين.