هافانا: تبنى متمردو "جيش التحرير الوطني" في كولومبيا الإثنين الهجوم على الأكاديمية الوطنية للشرطة في بوغوتا والذي أسفر عن سقوط أكثر من عشرين قتيلا وأدى إلى توقف عملية السلام.

وقالت القيادة العامة لحركة التمرد في بيان نشرته على موقعها الالكتروني صباح الإثنين إن "العملية جرت ضد هذه المنشآت وهذه القوات في إطار قانون الحرب"، مؤكدة أنه "لم يسقط أي ضحايا من غير المقاتلين".

وكانت الحكومة الكولومبية نسبت إلى متمردي جيش التحرير الوطني الهجوم الذي وقع الخميس وأسفر عن مقتل 21 شخصا على الأقل وإصابة 68 في تفجير سيارة مفخخة في أكاديمية لتدريب الشرطة في بوغوتا.

وقال المتمردون في بيانهم إن الأكاديمية تضم منشأة عسكرية يتلقى فيها عسكريون "توجيهات وتدريبا" ثم يقومون "باستخبارات قتالية وعمليات عسكرية ويشاركون بفاعلية في الحرب على التمرد".

وأكدت الحركة ان الهجوم جاء ردا على نشاطات عسكرية قامت بها حكومة الرئيس إيفان دوكي خلال وقف إطلاق النار الذي أعلنه "جيش التحرير الوطني" من جانب واحد خلال عيدي الميلاد ورأس السنة.

وقالت إن "الرئيس لم يعط البعد اللازم لمبادرة السلام هذه (...) ورده كان شن هجمات عسكرية ضدنا على كل الأاراضي الوطنية". واقترحت إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار "من أجل ايجاد مناخ ملائم لجهود السلام"، مؤكدة استعدادها "لاحترام مناطق تحدد كمنشآت عسكرية ولجيش التحرير الوطني".

و"جيش التحرير الوطني" هو آخر حركة تمرد ناشطة في كولومبيا في إطار النزاع الذي استمر أكثر من خمسين عاما وتورطت فيه مجموعات مسلحة مؤيدة للجيش وعصابات لتهريب المخدرات ومتمردون ماركسيون.

وإثر الهجوم أعلن الرئيس الكولومبي تعليق عملية السلام مع حركة التمرد وتفعيل مذكرات توقيف بحق مفاوضي الحركة. من جهة أخرى، تظاهر آلاف الكولومبيين الأحد احتجاجا على الهجوم.&

وجرت التظاهرات التي انضم إليها عدد من شخصيات الحكومة والمعارضة، في عدد من مدن كولومبيا ورفع فيها المحتجون أعلاما بيضاء وهتفوا "قتلة جبناء" و"الحياة مقدسة".

وفي بوغوتا التي أعلنت الأحد يوما لتكريم ضحايا الهجوم، قالت أماندا راميريز (49 عاما) التي تعمل في صالون للتجميل إن "مجموعة تشارك في تهريب المخدرات وعمليات خطف وتفجير أنابيب نفطية، لا تبدي أي مؤشر إلى أنها تريد السلام".

وعانق عدد من المتظاهرين رجال الشرطة معبرين عن شكرهم لهم.