بكين: انتقدت الصين الثلاثاء بشدة مجموعة من الدبلوماسيين السابقين والأكاديميين الذين وقعوا رسالة مفتوحة موجهة إلى الرئيس الصيني شي جينبينغ يدعونه فيها إلى إطلاق سراح كنديين موقوفين لديها بشبهة تهديد الأمن القومي.

واعتقلت السلطات الصينية الدبلوماسي الكندي السابق مايكل كوفريغ ورجل الأعمال الكندي مايكل سبافور في 10 كانون الأول/ديسمبر بشبهة القيام بأنشطة "تهدد الامن القومي للصين"، وهي عبارة تعني في بكين التجسس.&

ويُعتقد ان اعتقالهما جاء ردا على توقيف السلطات الكندية المديرة المالية لشركة الاتصالات الصينية العملاقة هواوي مينغ وانتشو بطلب من الولايات المتحدة التي تتهمها بانتهاك العقوبات المفروضة على إيران.&

وأوردت الرسالة، التي كتبت بالإنكليزية والصينية، أن كوفريغ وسبافور عملا على فهم الصين بشكل أفضل وللترويج لعلاقات أفضل مع العالم.

وجاء في الرسالة التي وقّعتها 143 شخصية من 19 دولة "ان اعتقال كوفريغ وسبافور يبعث برسالة مفادها أن هذا النوع من العمل البنّاء غير مرحّب به في الصين وحتى أنه محفوف بالمخاطر".

غير أن الصين ردت على الرسالة بغضب وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية هوا تشونيينغ وقالت إنها تنم عن "عدم احترام كبير" وتدخل في سيادة الصين وعمليتها القضائية.

وقالت هوا في مؤتمر صحافي روتيني "إنها دعوة لممارسة الضغط، لمطالبة الجانب الصيني بإطلاق سراح مواطنين كنديين اثنين تم التحقيق معهما من جانب الدوائر المعنية وفقا للقانون".

وأضافت "هل يريدون من الصينيين البالغ عددهم 1,4 مليار نسمة التوقيع على رسالة مفتوحة للزعيم الكندي؟".

خطأ فادح

تأتي الرسالة وسط توتر العلاقات الدبلوماسية بين أوتاوا وبكين منذ توقيف مينغ. وحكمت محكمة صينية الأسبوع الماضي بالإعدام على كندي بتهمة الاتجار بالمخدرات، في إعادة محاكمة له بعد قرار سابق بسجنه 15 عاما.

والإثنين قال سفير كندا لدى الولايات المتحدة ديفيد ماكنوتن إن واشنطن ستطلب رسميا تسليمها مينغ، وقف صحيفة غلوب آند ميل. وأمام المسؤولين مهلة تنتهي في 10 كانون الثاني/يناير لتقديم الطلب، لكنهم لم يحددوا موعد تقديم الوثائق.

ودعت هوا البلدين إلى التخلي عن القضية وقالت إن توقيف مينغ "خطأ فادح". وقالت "إنها ليست قضية جنائية عادية. إنه انتهاك لمعاهدة تبادل تسليم المطلوبين بين الولايات المتحدة وكندا".

ورحب رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو بالرسالة. وقال للصحافيين في أوتاوا "يمكننا دائما أن نشجع أصدقاء وحلفاء على التأكيد بأن كندا تدعم سيادة القانون وعلى جميع الدول أن تدعم سيادة القانون".

وأضاف "إنه مبدأ واضح جدا عاد علينا بالمنفعة في العقود الماضية، أن يكون لدينا أنظمة قضاء مستقلة عن التدخل السياسي، وكندا ستدافع عن ذلك دائما.

ومن بين الموقعين ستة سفراء كنديين سابقين لدى الصين هم فرد بيلد وجوزيف كارون وايرل درايك وديفيد مالروني وغي سان-جاك وروبرت رايت اضافة الى السفراء الأميركيين السابقين غاري لوك ووينستون لورد وآخر حاكم بريطاني لهونغ كونغ كريس باتن.

ووقع على الرسالة ايضا سفراء سابقون لدى الصين من ألمانيا والمكسيك وبريطانيا والسويد، إلى جانب العديد من الأكاديميين الصينيين في العالم.

أسوأ حالا

وقال يان وايدنفلد، رئيس قسم الشؤون الأوروبية واستراتيجية الأعمال لدى معهد ميركاتور للدراسات الصينية، وأحد الموقعين على الرسالة، إن الهدف هو توجيه رسالة مفادها بأن الخطوات الحالية للصين ستبعد الكثير من دول العالم.

وقال وايدنفلد لوكالة فرانس برس "نحن قلقون بشكل خاص إزاء التطورات" مضيفا "من غير الواضح ما اذا كان الصين تطبق القوانين بنهاية الأمر ... من يمكنه أن يخبرني بأن التالي لن يكون أنا أو أحد زملائي".

وكوفريغ، غير المقيم في هونغ كونغ، كان قد أخذ إجازة من منصبه الدبلوماسي كي يعمل لدى مجموعة الأزمات الدولية للأبحاث، عندما تم اعتقاله.

ويعتقد أن سبافور أحد أوائل الغربيين الذين التقوا الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون.

وقالت الرسالة "نحن الذين نتشارك حماسة كوفريغ وسبافور علينا أن نكون الآن أكثر حذرا في السفر الى الصين والعمل فيها والتعامل مع نظرائنا الصينيين".&

وأضافت "هذا سيقود الى حوار أقل وانعدام ثقة أكبر، ويقوّض الجهود لادارة الاختلافات وتحديد القواسم المشتركة". وتابع "وستكون الصين وبقية العالم أسوأ حالا نتيجة لذلك".