نيويورك: قال مايكل كوهين، المحامي السابق لدونالد ترمب، الأربعاء إنه "تعرّض للتهديد" من قبل الرئيس الأميركي، ما دفعه لإرجاء شهادته المقرّرة أمام الكونغرس الأميركي.

وفي تصريح ناري قال محاميه لاني ديفيس إن ترمب ومحاميه الشخصي رودي جولياني هددا كوهين وعائلته، ما أجبره على إلغاء جلسة مقررة في 7 فبراير المقبل لإدلائه بإفادته أمام لجنة الرقابة في مجلس النواب كان يُتوقّع أن يتحدّث خلالها عن الفترة التي عمل فيها لمصلحة ترمب.

وقال ديفيس "نظرا إلى التهديدات المستمرة لعائلته من قبل الرئيس ترمب والسيد جولياني، وآخرها نهاية هذا الأسبوع، وللسيد كوهين بسبب تعاونه المستمر مع التحقيقات الجارية، سيتم إرجاء مثول السيد كوهين (أمام اللجنة) إلى موعد لاحق، عملا بنصيحة محاميه".

وأضاف بات على السيد كوهن "أن يضع سلامة عائلته في المقام الأول". ويبدو أن التهديدات المشار إليها مرتبطة بالهجمات المتكررة التي يشنها ترمب وجولياني ضد كوهين والتي طاولت حماه فيما شاسترمان.

ولدى سؤاله عمّا إذا كان قد هدّد كبير مساعديه السابق أجاب ترمب "أقول إن الحقيقة تهدّده، الحقيقة فقط هي التي تهدّده". وأشار رئيسا لجنة الرقابة في مجلس النواب النائب الديموقراطي إيلايجا كامينغز ولجنة الاستخبارات آدم شيف إلى أن كوهين ضحية عملية ترهيب شهود مخالفة للقانون.

وقالا في بيان إن "محاولات ترهيب الشهود وتخويف عائلاتهم أو منعهم من الإدلاء بإفاداتهم أمام الكونغرس هي تكتيكات عصابات كلاسيكية ندينها بأشد العبارات".

إفادة بشأن شراء صمت وكذب

وكان كوهين قرر الإدلاء بإفادته أمام مجلس النواب بعد أن حُكم عليه في كانون الأول/ديسمبر بالسجن ثلاث سنوات لإدانته بتهم عدة بينها مخالفة قوانين تمويل الحملات الانتخابية وبالكذب على الكونغرس في إفادة سابقة.

وقال كوهين البالغ 52 عاما خلال التحقيق إن ترمب أمره بدفع مبالغ مالية لشراء صمت امرأتين زعمتا أن ترمب أقام معهما علاقة قبل الانتخابات التي جرت في 2016.

واعترف كوهين بأنه أدلى بشهادة كاذبة أمام الكونغرس بشأن برج يحمل اسم ترمب مؤلف من مئة طبقة في موسكو، مؤكداً أن المحادثات مع مسؤولين روس انتهت في كانون الثاني/يناير 2016.

وكان يتوقّع أن تتناول إفادته هذين الموضوعين بالإضافة إلى تقرير مدوٍّ نُشر الأسبوع الماضي يفيد بأن كوهين أبلغ المحقق الخاص روبرت مولر، الذي يتولّى التحقيق في احتمال حصول تواطؤ بين حملة ترمب وروسيا، إن الرئيس الأميركي هو من طلب منه الكذب على الكونغرس.

وقد نفى ترمب ذلك، وأصدر مكتب مولر بيانا نادرا وصف فيه تقرير "بازفيد" بأنه "غير دقيق".

ترمب يهاجم حما كوهين

وبعد أن قال كوهين للمحققين، في إطار صفقة إقراره بالذنب، إنه كذب لحماية الرئيس، هاجمه ترمب مرّتين على تويتر متناولا في تغريدتيه زوجة كوهين لاورا وحماه شاسترمان، الذي يملك شركة سيارات أجرة في نيويورك وشيكاغو تتعامل مع كوهين.

وفي 3 ديسمبر كتب ترمب على تويتر "إنه (كوهين) يختلق روايات للحصول على صفقة (حكم بحقه) رائعة ومخففة، ولكي يجنّب زوجته وحماه (الذي يملك المال؟) العقاب. لقد كذب من أجل مصلحته الخاصة ويجب، برأيي، أن يقضي عقوبة حبس كاملة".

وفي 18 يناير كتب الرئيس الأميركي تغريدة أخرى جاء فيها "لا تنسوا أن مايكل كوهين مدان بالكذب والاحتيال، ومؤخرا هذا الأسبوع، أشارت صحيفة وول ستريت جورنال إلى أنه قد يكون اختلس عشرات آلاف الدولارات... وكذب من أجل تقليص حكم السجن الصادر بحقه! انظر يا حماه!".

والأحد قال جولياني لشبكة "سي ان ان" إن ترمب لم يكن يحاول ترهيب كوهين لكنّه أضاف "بالطبع... إذا كان حموه مجرما بنظر محكمة المنطقة الجنوبية في نيويورك... قد يكون متورطا بما يسمى جريمة منظّمة".

وقال كامينغز وشيف في بيانهما إن شهادة كوهين امام المجلس لم تلغَ.

وجاء في البيان "نحن ندرك أن زوجة كوهين وأفرادا آخرين من العائلة باتوا يخافون على سلامتهم بعد هذه الهجمات".

وأضاف البيان "على الرغم من ذلك، عندما بدأت اللجنتان النقاشات مع محامي السيد كوهين، لم يكن عدم المثول أمام الكونغرس خيارا واردا".