اثينا: صادق البرلمان اليوناني الجمعة على اتفاق يقضي بتغيير اسم جمهورية مقدونيا المجاورة، في انتصار لرئيس الوزراء أليكسيس تسيبراس يمهد لانهاء أحد أصعب النزاعات الدبلوماسية في العالم.

وضمن تسيبراس تمرير الاتفاق الذي ينص على تغيير الاسم الى "جمهورية مقدونيا الشمالية"، بسبب دعم حزبه سيريزا اليساري وعدد من النواب المستقلين للاتفاق الذي يعارضه قسم كبير من الرأي العام.

ومرّر البرلمان اليوناني الاتفاق بغالبية بسيطة بلغت 153 صوتا من أصل 300 صوت، بعد أن دعم عدد من النواب المستقلين نواب حزبه الـ 145.&

وأشاد تسيبراس بـ"انتصار تاريخي" بعد المصادقة على الاتفاق.&

وعلى الفور هنأ رئيس وزراء مقدونيا زوران زاييف نظيره اليوناني على "الانتصار التاريخي".&

وكانت سكوبيي اقرت الاتفاق الذي تم التوصل اليه بين البلدين لتغيير اسم مقدونيا الذي يعارضه اليونانيون لأسباب قومية، الى "جمهورية مقدونيا الشمالية".

ومساء الخميس، قال رئيس الوزراء اليوناني تسيبراس أمام مجلس النواب "بهذا الاتفاق تستعيد اليونان تاريخها ورموزها وتقاليدها" مضيفا أن التصويت يهدف إلى "كسر دوامة النزعة القومية والتطلع إلى تعاون مستقبلي".

وكان برلمان سكوبيي صادق في 11 كانون الثاني/يناير على الاتفاق الذي توصل إليه البلدان في 17 حزيران/يونيو لتغيير اسم الجمهورية البلقانية الصغيرة المجاورة لليونان إلى "جمهورية مقدونيا الشمالية".

وإلى جانب تطبيع العلاقات بين البلدين، سيمهد هذا الاتفاق لانضمام مقدونيا إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي الذي يعرقله اعتراض أثينا.

ويرى كثير من اليونانيين خصوصا في شمال البلاد، أن اسم "مقدونيا" حيث ولد الاسكندر الأكبر ينتمي حصريا للتراث التاريخي اليوناني. ويخشى بعضهم أن تكون للبلد المجاور نوايا توسعية بضم المقاطعة اليونانية التي تحمل التسمية ذاتها.

لكن التعبئة لم تتراجع وتستمر التظاهرات. ومساء الخميس، قال ميخاليس أحد المتظاهرين (30 عاما) من سكان جزر البيلوبونيز "سنرفض هذا الاتفاق حتى النهاية. حتى لو صوت عليه البرلمان سنستمر في تأكيد معارضتنا". وأدت التظاهرة إلى مواجهات أمام البرلمان

الأحد وقعت صدامات عنيفة خلال تجمع ضم 60 إلى 100 ألف محتج في ساحة سينتغما. وكانت الحكومة اتهمت المتطرفين من حزب "الفجر الذهبي" من النازيين الجدد الذين حاولوا اقتحام البرلمان.

- "صفحة جديدة في التاريخ" -
يثير الاتفاق بين تسيبراس ونظيره المقدوني زوران زايف معارضة 62% من المستجوبين في اليونان بحسب نتائج استطلاع نشرت نتائجه الخميس. وكانت دراسة أخرى ل"بروتو ثيما" نشرت نتائجها الأحد أظهرت أن نسبتهم 69,5%.

وتعترض معظم الأحزاب السياسية اليونانية على الاسم الجديد لمقدونيا، من اليمين القومي إلى الاشتراكيين في حركة التغيير (كينال) والشيوعيين، مرورا بأكبر أحزاب اليمين "الديموقراطية الجديدة" الذي يمثله 78 نائبا.

لكن على الرغم من هذه المعارضة، تمت المصادقة على الاتفاق بفضل دعم حزب سيريزا اليساري الذي يحوز 145 مقعدا من أصل 300 مقعد في البرلمان وعدد من النواب المستقلين.&

وحذّر ماثيو نيميتز الوسيط الأممي في هذا الملف الأربعاء من أن "عواقب الفشل ستكون كبرى" و"أن جولة جديدة من المفاوضات ستستغرق سنوات".

لكن زعيم المعارضة الرئيسي كيرياكوس ميتسوتاكيس قال إن الاتفاق "يخلق مشكلات جديدة" و"يوقظ القومية".