برومادينيو: ارتفعت حصيلة ضحايا انهيار سدّ في منطقة برومادينيو في جنوب شرق البرازيل إلى 58 قتيلاً، فيما لا يزال 305 آخرون في عداد المفقودين، على ما أعلن الدّفاع المدني الأحد.&

وقال اللفتنانت كولونيل فلافيو غودينيو، المتحدّث باسم الدّفاع المدني في ولاية ميناس جيرايس، إنّه بعد إجراء عمليّات بحث "ارتفع العدد إلى 305 أشخاص مفقودين، و58 قتيلاً". وأشار إلى أنّ عمّال الإنقاذ عثروا على حافلة مليئة بالجثث.

وكانت السّلطات استأنفت مساء الأحد عمليّات البحث عن ناجين في موقع انهيار السدّ المنجمي في برومادينيو، بعد تراجع المخاوف من خطر انهيار وشيك لسدّ منجمي ثان.

وتعقيبًا على المعلومات عن إمكان انهيار سدّ منجميّ ثان، كان رئيس أجهزة الإطفاء المحلّية بيدرو أيهارا قال في وقت سابق لصحافيّين، إنّ "هذا الخطر حقيقي، وهو ما دفع فرقنا إلى وقف عمليّات البحث. فرقنا تُركّز جهودها فقط على إجلاء الأشخاص الذين يسكنون في المناطق التي يُمكن أن تتأثّر".

وأضاف "فور توجيه الإنذار، بدأ رجال الإطفاء إجلاء سكّان القرى القريبة من السدّ".

لكن بعد ساعات من ذلك، أصدر مسؤولو الدّفاع المدني إشارة استئناف البحث. وقال النّاطق باسم الدّفاع المدني "ليست هناك مخاطر لحدوث انهيار. لقد تمّ استئناف البحث أرضاً وجوّاً وباستخدام الكلاب".

ونشرت السُلطات عشرات المروحيّات لتقديم المساعدة، بسبب صعوبة البحث الميداني جرّاء الوحل الكثيف.

وفي السّاعة 5,30 صباحاً (7,30 ت غ)، دوّت صفّارات الإنذار في هذه الضاحية التي يسكنها 39 ألف شخص في ميناس جيرايس، فأيقظت سكّاناً مذعورين سبق أن فجعتهم المأساة، ويُواجه معظمهم القلق الناجم عن انعدام الأخبار المتعلّقة بذويهم منذ يومين.

-اجلاء طارئ-

ردّدت مكبّرات الصّوت "انتباه، إجلاء عامّ للمنطقة، احرصوا على الوصول إلى الأماكن المرتفعة في المدينة. إجلاء طارئ".

وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال خوسيه ماريا سيلفا (59 عاما) "كنتُ في منزلي، أيقظتني صفّارات الإنذار ورأيت عمّال الإنقاذ يفتحون الباب ويطلبون منا الخروج".

وذكر سانغر ميرندا، السمكري الذي يبلغ التاسعة والعشرين من العمر "رأينا أعداداً كبيرة من الأشخاص يخرجون راكضين، يائسين، وسمعنا مكبّرات الصوت التي كانت تقول إنّ سدّاً آخر قد ينهار". وأضاف انّ "الذين لم تكُن تتوافر لديهم سيّارات، ذهبوا مشياً، حاملين على ظهورهم أكياساً، ووضعوا فيها كلّ ما استطاعوا. كان ثمة أطفال وأشخاص مسنّون".

وأعلنت شركة فالي للمناجم في بيان أنّها أطلقت أجهزة الإنذار بعد "رصد ارتفاع مستوى المياه في السد 6" وهو المنشأة التي تشكل جزءاً من منجم كوريغو الذي انهار سدّه الرقم 1 الجمعة.

واضافت الشركة ان السد 6 "لا يحتوي على نفايات منجمية" بل حوالى 3 الى 4 ملايين متر مكعب من الماء.

وطوال السّبت، لم يتوقّف تحليق المروحيّات، لرصد أيّ مؤشّر إلى وجود أحياء بين ركام الأبنية والسيارات.

-مساعدة اسرائيلية-

وأعلن الرئيس البرازيلي جاير بولسونارو الذي حلّقت مروحيته فوق المنطقة السبت، في تغريدة الأحد على تويتر، أنّ فريقاً من الجيش الإسرائيلي سيصل إلى مكان الكارثة خلال النهار، لمدّ يد المساعدة الى السّلطات المحلّية عبر 140 رجلاً و16 طنًا من المعدّات.

وقال متحدّث باسم رجال الإطفاء إنّ هؤلاء مزوّدون أجهزة سونار قادرة على تحديد الجثث على عمق كبير، على أن تُستخدم ابتداء من الاثنين.&

وكانت ولاية ميناس جيرايس تضررت في 2015 جراء انهيار سد منجمي آخر قريب من ماريانا التي تبعد 120 كلم من برومادينيو، وأسفر عن 19 قتيلا وتسبب بكارثة بيئية غير مسبوقة في البرازيل.

وغمرت المياه مئات الكيلومترات المربعة، جراء تسونامي من الأوحال عبر ولايتين برازيليتين وانتشر على طول 650 كيلومترا، حتى المحيط الأطلسي عبر مجرى نهر ريو دوسي، أحد أهم الأنهر في البرازيل.

وقال لويز جارديم واندرلي، الاختصاصي بالمناجم في جامعة ولاية ريو دي جانيرو، إنّ كوارث أخرى من هذا النوع يمكن أن تحصل في المستقبل.&

واضاف "من المحتمل جدا أن يحدث هذا مرة أخرى... نحو 10٪ من السدود لا تتمتع بثبات أكيد، أو لا تتوافر معلومات عن اوضاعها الفعلية. وثمة عدد كبير من السدود تواصل العمل من دون شروط السلامة المناسبة لولاية ميناس جيرايس".