قال علماء بريطانيون في دراسة جديدة إن الموت الذي خلفه الأوروبيون في أثرهم حين وصلوا إلى الأميركيتين أطلق فترة من التغير المناخي. &

إيلاف: يقدر فريق الباحثين من كلية لندن الجامعية أن 55 مليون شخص من سكان الأميركيتين الأصليين لاقوا حتفهم في أعقاب نزول الأوروبيين على شواطئ العالم الجديد واستيطانه الذي بدأ في أواخر القرن الخامس عشر ـ اكتشف كريستوفر كولومبوس أميركا في عام 1492. &

وكانت غالبية هذه الوفيات نتيجة الأمراض التي نقلها المستوطنون الأوروبيون معهم، ويُعتقد أنها أبادت 90 في المئة من السكان الأصليين، كما أفادت صحيفة "إندبندنت" في تقرير عن الدراسة الجديدة.&

عاملا الحروب والعنصرية
في السنوات التالية تضافرت الحروب والعبودية والانهيار المجتمعي، لتزيد هذه المشاكل تفاقمًا، وأدت إلى إفراغ مساحات شاسعة من الكتلة الأرضية.&

إلى جانب الخسائر المروعة في الأرواح، فإن ممارسات المستوطنين الأوروبيين هذه تسببت في التخلي عن 56 مليون هكتار من الأراضي كانت مخصصة في السابق للزراعة. &

وامتصت الأشجار والنباتات الأخرى، التي حلت محل المحاصيل الزراعية، كميات هائلة من ثاني أوكسيد الكاربون من الجو، متسببة في هبوط حرارة الأرض. &

تبريد مضاعف
قال البروفيسور مارك ماسلين عضو فريق الباحثين في تصريح لـ"بي بي سي" إن "هناك انخفاضًا ملحوظًا في درجة الحرارة خلال تلك الفترة (عقود القرنين السادس عشر والسابع عشر) التي تُسمّى "العصر الجليدي الصغير"، والمثير للاهتمام أننا نستطيع أن نرى عمليات طبيعية تسبب بعض التبريد". &

وأوضح ماسلين أن التبريد الكامل لحرارة الجو، وهو ضعف التبريد الذي تسببه العمليات الطبيعية، يتطلب مثل هذا الهبوط في ثاني أوكسيد الكاربون الناجم من أعمال الإبادة الجماعية.

كان العصر الجليدي الصغير فترة في التاريخ الأوروبي اتسمت بهبوط درجات الحرارة هبوطًا حادًا كان يؤدي بانتظام إلى تجمد أنهار في انحاء القارة الأوروبية، بينها نهر التايمز في انكلترا.&

سبقت الثورة الصناعية
وبحسب فريق الباحثين فإن السند الذي يؤكد العلاقة بين هذه الفترة وموت السكان الأميركيين الأصليين بالجملة يأتي من القطب الجنوبي، حيث تحوي النواة الجليدية فقاعات هوائية، تكشف حدوث هبوط في تركيز ثاني أوكسيد الكاربون في الجو خلال الفترة نفسها تقريبًا. &

إلى جانب انخفاض عدد السكان الأصليين بسبب الأمراض والإبادة، قال العلماء إن التغيرات المناخية تزامنت أيضًا مع حدوث تقلبات في ترسبات الفحم والطلع، التي جُمعت من القارة الأميركية. &&

نقلت صحيفة "إندبندنت" عن البروفيسور إيد هوكنز عالم المناخ في جامعة ريدينغ البريطانية، الذي لم يشارك في الدراسة، قوله إن هناك أدلة على "أن النشاطات البشرية أثرت في المناخ قبل فترة طويلة على بدء الثورة الصناعية".&

رحلة المحروقات العكسية
وبدأ البشر يغيّرون حرارة العالم بالاتجاه المعاكس، أي نحو&الارتفاع، حين شرعوا في استخدام المحروقات الأحفورية وضخ كميات كبيرة من ثاني أوكسيد الكاربون في الجو.&

قال العلماء إن انخفاض عدد السكان الأصليين في الأميركيتين كان يعني عودة الغابات إلى منطقة بمساحة فرنسا وامتصاص ثاني أوكسيد الكاربون من الجو بما يعادل سنتين فقط من الانبعاثات الغازية التي تسببها المحروقات الأحفورية.&

أعدت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "إندبندنت". الأصل منشور على الرابط التالي:
https://www.independent.co.uk/environment/american-colonisation-americas-climate-change-little-ice-age-death-forests-university-college-london-a8756771.html
& &&


&