عبّر جميل دياربكرلي المدير التنفيذي للمرصد الآشوري لحقوق الإنسان عن أمله أن تشكل زيارة بابا الفاتيكان لدولة الإمارات العربية المتحدة "منعطفًا تاريخيًا في العلاقات بين المسلمين والمسيحيين، يبنى عليها الكثير في المستقبل.

إيلاف: اعتبر دياربكرلي في تصريح خَص به "إيلاف" أن هذه الزيارة "تأتي في ظل التناقص الرهيب الذي يطال نسب المسيحيين في المنطقة العربية ككل، إضافة إلى ظهور جماعات إرهابية تكفيرية متطرفة، كتنظيم داعش الإرهابي، وحالة التجاذبات السياسية والمذهبية الخطيرة التي تشهدها المنطقة". يشار إلى أن المرصد الآشوري لحقوق الإنسان مركزه السويد، ويعنى بحقوق المسيحيين وقضاياهم في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.&

ورأى دياربكرلي أن هذه الزيارة التاريخية تعتبر الأولى من نوعها لرأس أكبر كنيسة في العالم إلى دولة خليجية، واللقاء بين البابا فرنسيس رأس الكنيسة الكاثوليكية في العالم، وشيخ الأزهر الإمام الأكبر أحمد الطيب على أرض الإمارات العربية المتحدة له" دلالات ومعان إيجابية في ظلّ الانفتاح الذي تشهده دول الخليج العربي، والتقدم والازدهار الذي تعيشه دولة الإمارات العربية المتحدة على وجه التحديد، وخصوصًا في الجانب المجتمعي، حيث تميّزت الإمارات في السنوات الماضية بعملها الدؤوب لتعزيز وترسيخ ثقافة الحوار والتسامح والتعايش الإنساني وقبول الآخر، وبإمكانها لعب دور مهم في هذا الشأن لكونها تجمع على أرضها عددًا كبيرًا من الجنسيات والثقافات المختلفة".

تطبيق الوثيقة أملنا
تمنى أن تختلف وثيقة الأخوة الإنسانية التي وقعت أمس في العاصمة الإماراتية أبوظبي بين الفاتيكان والأزهر، نظرًا إلى أهميتها والحدث العالمي الذي رافقها، أن تختلف عن باقي الوثائق التي وقعت ومهرت من قبل الرؤساء الروحيين في العالم على مدى أعوام كثيرة، حيث بقيت الوثائق السابقة أسيرة الأوراق التي كتبت عليها، فهذه الوثيقة "الأخوة الإنسانية"، كما أكد دياربكرلي ستكسب أيضًا أهميتها "مما قد يتبعها من أعمال ومبادرات تعزز ما جاء فيها من دعوة إلى نشر ثقافة السلام واحترام الغير وتحقيق الرفاهية بديلًا من ثقافة الكراهية والظلم والعنف، وتخرج هذه الوثيقة من الأوراق إلى أرض الواقع".

وقال دياربكرلي بمناسبة الزيارة التاريخية لقداسة البابا فرنسيس إلى دولة الإمارات العربية المتحدة "أوجّه دعوة للقيادة الإماراتية التي استطاعت خلال السنوات الماضية من جعل هذه الدولة في مكانة متقدمة على كل النواحي والصعد، وأخيرًا على مستوى حوار الحضارات والثقافات والأديان من خلال تعزيز ثقافة التسامح دعوة إلى "لعب دور رائد وبارز في صيانة ودعم الوجود المسيحي في منطقة الشرق الأوسط، الذي يتعرّض لخطر وأزمة وجودية حقيقية".

وجود يعزز التعايش
وشدد على أن "دعوتي هذه ليست انطلاقًا من الناحية الدينية فحسب، بل لكون المسيحيين يشكلون عنصرًا أساسيًا ومهمًا في فسيفساء المنطقة، وأي خلل في أحد هذه العناصر سيشوّه ويؤثر على تركيبة المنطقة ككل، فحينها كيف سيكون هناك حوار وتأخٍ وتعايش وتلاقي حضارات وثقافات وأديان وتسامح بدون وجود المسيحيين في المنطقة، وبمعنى آخر أي حوار أو تلاقٍ سيكون في حال ساد لون واحد، ودين واحد، وقومية واحدة، وثقافة واحدة في المنطقة التي عرفت عبر التاريخ بتنوعها الثقافي والإثني والديني".

وانتهى إلى القول إن "هذه الدعوة في الوقت عينه موجّهة إلى كل دول الخليج العربي، لمعرفتي بقدرتها على القيام بهذا الدور في صيانة وتعزيز الحضور المسيحي التاريخي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إضافة إلى تغيير الصورة النمطية القديمة عن هذه الدول التي تشهد اليوم عهود انفتاح على الآخر وازدهار لم تشهدها منذ تأسيسها".