وجد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، نفسه في مواجهة مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بسبب الأزمة السياسية المندلعة في فنزويلا والموقف من مادورو الذي يصفه أردوغان بـ"الأخ"، مؤكدا له "قف منتصبًا أخي مادورو فنحن نقف إلى جانبك".
وفي تصريحات وجه فيها كلامه لترمب، تساءل أردوغان: "لا أدري هل فنزويلا من إحدى ولاياتكم؟". وتابع: "كيف تقول لرئيس منتخب ارحل؟ أين الديمقراطية التي تزعم أنك تدافع عنها؟".
وتشهد فنزويلا توترا متصاعدا، إثر إعلان رئيس الجمعية الوطنية خوان غوايدو، نفسه رئيسا موقتا للبلاد، وسارع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بالاعتراف بزعيم المعارضة رئيسا انتقاليا.
ولم يتوانَ&أردوغان، في الاتصال بالرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، والإعراب له عن وقوف أنقرة إلى جانبه ضد زعيم المعارضة، خوان غوايدو، الذي أعلن نفسه رئيسا موقتاً لفنزويلا.
دعم&
وقد انضم أردوغان إلى قلة من الدول والزعماء الأجانب الذين أعربوا عن دعمهم لمادورو وعلى رأسهم فلاديمير بوتين. ولم يكتفِ أردوغان بذلك بل طالب مادورو بالصمود والمقاومة واصفاً ما يجري في فنزويلا بأنها محاولة انقلاب ضد رئيس شرعي.
وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالين: "رئيسنا اتصل بنظيره الفنزويلي، نيكولاس مادورو، وقال له: "قف منتصبًا أخي مادورو فنحن نقف إلى جانبك".
واتهمت وسائل الإعلام التركية الولايات المتحدة بتدبير محاولة انقلاب ضد مادورو، وقالت صحيفة يني شفق الناطقة باسم حزب أردوغان إن المخابرات المركزية الأميركية هي التي تقف وراء الحملة المناهضة لمادورو عبر وسائل التواصل الإجتماعي لإثارة الاحتجاجات ضده، وأضافت "الاستخبارات المركزية الأميركية نشرت ملايين التغريدات" لهذا الغرض.
وفي شهر سبتمبر 2018، انتشر على مواقع وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لمادورو وزوجته، وهما يتناولان الغذاء في أحد مطاعم النجم التركي، نصرت غوكجة، المعروف باسم "سولت باي "، وهو ما أثار ردود فعل غاضبة في فنزويلا حيث يعاني الملايين من المجاعة.
وقال تقرير لـ(بي بي سي) إن مادورو كان امتدح نظيره التركي ووصفه بأنه" قائد العالم الجديد المتعدد الأقطاب"، وقدم له سيفا هو نسخة طبق الأصل للسيف الذي حمله بطل استقلال فنزويلا سيمون بوليفار.
ووصل الإعجاب بين الزعيمين إلى الدراما التركية التي تتناول المرحلة العثمانية، إذ نشرت وسائل الإعلام التركية صوراً لمادورو وهو يرتدي ملابس بطل المسلسل التركي الشهير "قيامة أرطغرل"، تعبيراً عن إعجابه بشخصيات المسلسل.

ذهب، عقوبات وزارات

وقام مادورو خلال عامين بأربع زيارات إلى تركيا، بينما قام أردوغان بآخر زيارة له إلى فنزويلا في شهر ديسمبر الماضي. ودان أردوغان العقوبات الغربية المفروضة على فنزويلا خلال مؤتمر صحفي عقده في كاراكاس.
وأصبحت تركيا من أهم مستوردي خام الذهب من فنزويلا خلال الآونة الأخيرة، إذ بلغت قيمة مستورداتها من الذهب نحو 900 مليون دولار خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2018.
وترى تركيا في فنزويلا أرضا خصبة للاستثمار في مختلف المجالات، حيث تملك البلاد احتياطات ضخمة من الذهب والنفط.
وشملت العقوبات الأميركية المفروضة على فنزويلا قطاع الذهب. وأعربت واشنطن عن قلقها بشأن صادرات الذهب من فنزويلا إلى تركيا، إذ قال مساعد وزير الخزانة الأميركي لشؤون تمويل الإرهاب: " إن هذا الأمر مصدر قلق كبير لنا". وتقول فنزويلا إن تركيا تقوم بتنقية الذهب وإعادته إلى فنزويلا.
لكن وسائل إعلام غربية تحدثت عن احتفاظ تركيا بالذهب لديها لصالح حكومة مادورو أو قد يباع قسم منه إلى إيران، حسب ما أعلن مسؤولون أميركيون لوكالة (بلومبيرغ) في أكتوبر الماضي، وهو ما يمثل انتهاكاً للعقوبات الأميركية المفروضة على إيران.