إسطنبول: زار رئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تسيبراس الأربعاء متحف آيا صوفيا، المعلم البارز المثير للجدل في إسطنبول والذي تسبب أخيرًا في توترات بين أثينا وأنقرة.

جاءت الزيارة الرمزية إلى آيا صوفيا، التي كانت كنيسة ومسجدًا، وتحوّلت إلى متحف، في اليوم الثاني لأول زيارة يقوم بها تسيبراس إلى تركيا منذ أربع سنوات.&

استقبل تسيبراس في المتحف المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين، بحسب مراسل وكالة فرانس برس. وصرح تسيبراس للوكالة "تستطيع أن تشعر بعبء التاريخ هنا". استمع تسيبراس لدليل رافق الوفد أثناء شرحه لتاريخ المتحف.&

يشار إلى أن آيا صوفيا شُيّد في البداية ككنيسة في القرن السادس أثناء حكم الإمبراطورية البيزنطية المسيحية ليكون المعلم الرئيس في عاصمتها القسطنطينية التي تعرف اليوم بإسطنبول.&

عقب غزو العثمانيين المسلمين للمدينة في 1453 قاموا بتحويلها إلى مسجد، وأصبحت متحفًا علمانيًا في الحقبة العثمانية في ظل حكم مصطفى كمال أتاتورك في ثلاثينات القرن الماضي. وأتاتورك هو مؤسس الجمهورية التركية الحديثة.&

يدور حاليًا خلاف حول المتحف بين المسيحيين والمسلمين، بسبب النشاطات الإسلامية، التي تُنظم في المتحف، مثل تلاوة القران أو إقامة صلاة الجماعة هناك أحيانًا.&

ومنذ تولي حزب العدالة والتنمية بزعامة الرئيس رجب طيب أردوغان للحكم، يخشى مؤيدو العلمانية من أن تكون لدى الحكومة أجندة خفية لإعادة تحويل آيا صوفيا إلى مسجد. إلا أن محكمة تركيا العليا رفضت في سبتمبر الماضي طلبًا بفتح آيا صوفيا للمسلمين للصلاة فيه.&

وأعربت اليونان التي تراقب مستقبل التراث البيزنطي في تركيا، مرارًا، عن قلقها بشأن جهود تحويل وضع المتحف. واتفق أردوغان وتسيبراس الثلاثاء على حل الخلافات بين بلديهما عبر الحوار.&

سيشارك تسيبراس لاحقًا في قداس مع بطريرك القسطنطينة الأرثوذكسي بارثولوميو في دير هالكي الأرثوذكسي الواقع في جزيرة هيبيلي قبالة إسطنبول. وهذه أول زيارة للدير يقوم بها رئيس وزراء يوناني منذ أن أغلقته الحكومة التركية في 1971 خلال توترات بين أثينا وأنقرة بسبب المسألة القبرصية.&

وفي السنوات الأخيرة أعادت تركيا، البلد التي يدين غالبية سكانها بالإسلام، الأراضي التي صادرتها من هالكي في 1943 إلى الدير، إلا أنه من غير المقرر إعادة فتحه.&
&