وبعد جدل طويل، تمت الموافقة على خطط لتمثال رئيسة الحكومة البريطانية الراحلة البارونة مارغريت ثاتشر في مسقط راسها بلدة (غرانثام) على الرغم من المخاوف التخريبية.
وصوَّت مستشارو مجلس مقاطعة جنوب كيستيفين لصالح رفع تمثال ثاتشر بتكاليف 300 ألف جنيه استرليني يُقام على تل سانت بيتر في البلدة. ويأتي القرار رغم أن تقريرا كان ذكر أن التمثال يمكن أن يصبح "هدفا للمخربين بدوافع سياسية".
ووافق مستشارو مجلس المقاطعة على توصيات حول مكان وضع تمثال أول سيدة ترأس حكومة بريطانية، الذي قام بنحته به دوغلاس جينينغز، &لكن يتعين وضعه فوق قاعدة عالية لردع المخربين.
وكان تقرير أمني إلى أنه لا يوجد "شعور" بأن هناك تهديداً كبيراً لتركيب التمثال محلياً. ومع ذلك، فإن هناك حركة يسارية متطرفة في جميع أنحاء المملكة المتحدة قد تلجأ إلى عمل تخريبي من هذا النوع.
مكان عام
وحرص مسؤولو مقاطعة كيستيفين على أن يكون النصب في مكان عام، لذا كان الاقتراح بوضعه على قاعدة بطول 3.2 أمتار، بينما يبلغ طوله 6.4 أمتار. ووقع الاختيار على ساحة سانت بيتر في قلب وسط مدينة غرانثم، التي تضم تمثال العالم الفيزيائي إسحق نيوتن.
واعتمد مجلس المدينة مشروع التمثال بعد أن اقترح بناءه في ساحة البرلمان في لندن، لكن رفضه مجلس مدينة ويستمنستر بسبب الخوف من استهدافه من قبل المتظاهرين.

يذكر أن محاولات سابقة لإقامة تمثال البارونة تاتشر في بلدتها فشلت، بسبب المخاوف من التخريب، وحالياً يبدو أن النصب التذكاري الوحيد للبارونة تاتشر هو لوحة صغيرة فوق متجر البقالة الذي كان يديره والدها ألفريد.&
وتوفيت ثاتشر بعد إصابتها بسكتة دماغية العام 2013. وتولت رئاسة وزراء بريطانيا من عام 1979 حتى عام 1990 وكانت أول امرأة تتولى رئاسة الوزراء والأطول بقاء في السلطة ببريطانيا خلال القرن العشرين. وتحت قيادتها فاز حزب المحافظين في الانتخابات ثلاث مرات.
وكانت محاولة ثانية للحصول على موافقة لإقامة تمثال لرئيسة الوزراء البريطانية الراحلة مارغريت تاتشر في ميدان البرلمان بالعاصمة لندن فشلت بعد مراجعة الخطة الأصلية في أعقاب رفضها قبل ستة أشهر خشية وقوع أعمال تخريب.
رداء اللوردات&
وقال مسؤولو مجلس بلدية وستمنستر بعد رفضهم الخطة المنقحة إن التمثال المقترح لثاتشر وهي ترتدي رداء عضوية مجلس اللوردات لا يعد التمثيل الأمثل لأول امرأة تتولى رئاسة الوزراء في بريطانيا.
ورحب ريتشارد بيدو رئيس لجنة التخطيط في وستمنستر "بمقترحات مستقبلية لتمثال أفضل للبارونة ثاتشر ويصورها كرئيسة للوزراء بدلا من التصميم الحالي... ومن حيث المبدأ فإن المجلس يوافق على إقامة تمثال لتمجيدها في ساحة البرلمان ولكن على أن يكون ملائما وبتصميم مناسب ويحظى بقبول أسرتها".
وكانت الخطة تقتضي أن يقيم النحات دوغلاس غنينغز تمثالا أكبر من الحجم الطبيعي مرة ونصف في ساحة البرلمان بجوار تماثيل شخصيات أخرى مثل ونستون تشرشل ونلسون مانديلا.
وقال مسؤول مجلس بلدية وستمنستر إن الاعتراضات كانت على أساس احتمال وقوع أعمال تخريب على غرار ما حصل عام 2002 عندما هاجم رجل تمثالا آخر لثاتشر بقضيب معدني في معرض غيلد هول للفنون بلندن وقطع رأسه.
وأضاف أن موضوع إقامة تمثال لرئيسة الحكومة الراحلة مثير للانقسامات، كما أن لها بالفعل تمثالا في مجلس العموم المجاور، إلا أن لجنة التخطيط لم تستبعد إقرار خطط بإقامة نصب تذكاري لثاتشر.