الرباط: اعتبر سعد الدين العثماني، أمين عام حزب العدالة والتنمية المغربي، أن الحكومة التي يقودها تسير بمستوى مقبول من التنسيق بين مكوناتها، مؤكدا وجود "جيوب مقاومة" تعمل من أجل عرقلة &عمل الحكومة وإفشال تجربة حزبه في التدبير.
وقال العثماني في كلمة ألقاها في اجتماع الدورة العادية للجنة المركزية لشبيبة حزب العدالة والتنمية، اليوم السبت، بمدينة بوزنيقة (جنوب الرباط)، "عندما تكون في المسؤولية تقاوم الإشكالات والناس الذين لا يريدون لك النجاح".
وطالب العثماني أعضاء حزبه الموجودين في مختلف مواقع المسؤولية في الحكومة والبلديات بضرورة الوعي بتلك المقاومة ومقاومتها، وقال "ينبغي أن نعي بها ونستمر في مقاومتها".&
ودعا العثماني شبيبة حزبه إلى التركيز على القضايا الحقيقية التي تلامس هموم الشباب المغربي وعدم الاكتفاء بالخاص في العموميات مثل البطالة، مشددا على أن هذه الحلول &"لا يمكن أن تكون إلا في جو ديمقراطي سليم، والديمقراطية شرط عام والمواطن هو الذي يمنح للديمقراطية عمقا أكثر بانخراطه فيها وكيف يمكن إقناعه بذلك"، معتبرا أن شبيبة حزبه ينتظرها الكثير من العمل والأوراش التي تحتاج إلى التنزيل على أرض الواقع.

الانسجام الحكومي

وبخصوص انسجام مكونات الغالبية الحكومية، قال العثماني: "داخل الحكومة نسير بتنسيق مقبول ولا أقول إنه يوجد&تنسيق عالٍ، وأننا سمن على عسل، لكنّ هناك مستوى مقبولا من الانسجام"، في إشارة إلى الخلافات التي عاشتها الحكومة بين حزبه من جهة، وحليفه التجمع الوطني للأحرار طيلة الأسابيع الماضية .
وأضاف العثماني "لو كانت الحكومة في حرب داخلية، لن تخرج المشاريع والإصلاحات الكبرى الى الوجود"، معتبرا أنه في ظرف سنة ونصف سنة استطاعت حكومته إخراج "ميثاق اللاتمركز، الذي تؤكد الخطب الملكية منذ 15 على إخراجه إلى حيز الوجود ، وربما كان هناك عجز عن إخراجه في السابق، ومعه ميثاق التربية والتكوين وعدد من الإصلاحات الأخرى".
وشدد العثماني على القول ان الإصلاحات والمشاريع التي أنجزتها الحكومة "لم يكن من السهل إخراجها، لأنه&يتدخل فيها العديد من القطاعات ، ويجب أن تتوافق في ما بينها وتناقش . وهو عمل مضنٍ&من طرف الخبراء والوزراء ، وتحكيم رئاسة الحكومة".
وعبر العثماني عن تفاؤله بالمستقبل، حيث قال: "أنا متفائل بمستقبل بلادنا وأمنه واستقراره ومتفائل بمستقبل الحزب الذي فيه شباب يريدون خدمة بلادهم بتجرد ووطنية صادقة"، وأكد أنه "لا خوف على الحزب إذا استمر على نفس الطريق، ومهما اختلفنا حول التقديرات سنحافظ على حرية كل الإخوان في التعبير عن آرائهم ناقدة لقيادة الحزب، والديمقراطية الداخلية تقتضي حرية الرأي والنقاش بيننا ، وهكذا سنستمر، ولن يخيفنا أي أحد".

مخاوف "العدالة والتنمية"

وزاد العثماني مبينا "حزبنا لا يخاف من الاختلاف في الآراء الداخلية مهما كانت قاسية"، وأضاف "ما يخيفنا هو الغش واستغلال الإدارة من قبل المنافسين السياسيين، واستعمال المال في شراء ليس ذمم المواطنين فقط، ولكن في شراء المواقع (الإخبارية)"، في إشارة إلى تحركات حزب التجمع الوطني للأحرار استعدادا للانتخابات البرلمانية المقبلة لسنة 2021.
وسجل العثماني في رسالة طمأنة لأعضاء حزبه "دعوهم يشترون&ما يشاؤون، ولكن نحن قناتنا هي قناة الشعب، ولا تنتصر الأحزاب السياسية بهذا الأسلوب وليست هذه الممارسة السياسية الشريفة"، واستدرك قائلا: "نحن نحترم الصحافة والصحافيين ونحاول أن نقنعهم بأعمالنا وافعالنا وسلوكنا بالمنطق، وهذا هو العمل السياسي الحقيقي، والذي سيبقى ويستمر ويدوم وسيفيد البلاد".
وأضاف العثماني مهاجما خصوم حزبه قائلا &"الأساليب الملتوية لن تفيد لا الذين يسلكونها ولا الممارسة السياسية ببلادنا، ولا نريد أن يبقى المواطنون دائما يشعرون بأن هناك أشياء تطبخ"، واستدرك رئيس الحكومة مخاطبا شبيبة حزبه "تسلحوا بالأمل والنظرة الإيجابية للمستقبل وعندنا الثقة في بلدنا ووطننا وشعبنا بأن الأمور ستكون بخير".

استهداف البلاد

وسجل العثماني "نحن واثقون في المستقبل، والثقة في بلدنا رغم الزوابع والمشوشات، ورغم المناوئين، وفعلا المغرب هناك من يحسده وهذا مفهوم، وكما يقال "لكل ذي نعمة حسود". وأضاف "هناك من يحاول أن يضر بأمنه واستقراره وأن يضر بقضاياه الكبرى الوطنية، خصوصا قضية الوحدة الترابية للصحراء المغربية".
ولم يقف رئيس الحكومة المغربية عند هذا الحد، بل ذهب إلى القول: إن "هناك غيرة على المستوى الإقليمي والدولي من جاذبيته للاستثمارات وجاذبيته السياسية وتموقعه السياسي".
ووسجل العثماني بأن هناك تجارب في المغرب "أصبحت نموذجا يحتذى به،&وبعضها على الأقل جزء من النبوغ المغربي الذي تحدث عنه العلامة المغربي الراحل عبد الله كنون في كتابه( النبوغ المغربي)، موضحا أن تجربة هيئة الإنصاف والمصالحة أصبحت "تدرس ويمكن الاستفادة منها ،ولا نطلب من أحد أن ينقلها ولكنها مفتوحة للاستفادة البشرية والإنسانية"، حسب تعبيره.
&