الدار البيضاء: ضمن فقرة "في حضرة كتاب"، المبرمجة ضمن فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء، قدم ووقع الباحث والوزير المغربي السابق لحسن حداد، السبت، كتابه الجديد "جدلية السياسي والتنموي في المغرب.. نحو عقد اجتماعي جديد"، الصادر عن "منشورات ملتقى الطرق" بالدار البيضاء.

نحو عقد اجتماعي جديد

جاء في تقديم الكتاب الجديد بالملف الخاص للبرنامج الثقافي لمعرض الدار البيضاء أن "ما يحتاج إليه المغرب هو "عقد اجتماعي جديد"، يتم بموجبه الاهتمام بتنمية قدرات الطبقة الوسطى والشباب والاستمرار في دعم الخروج من الفقر عبر تحويلات مباشرة مشروطة والتمكين عبر التكوين، وذلك في إطار مقاربة سياسية مبنية على الديمقراطية الحقيقية واعتماد "الديمقراطية المباشرة" في التتبع المواطناتي لبرامج التنمية، كل ذلك في إطار إجماع مجتمعي حول قواسم مشركة وقيم المواطنة الحقة والثوابت المتوافق عليها من طرف الجميع".
&
نداء وأسئلة أساسية

الكتاب الجديد، كما جاء في ورقة تقديمية لمضامينه، هو "عبارة عن نداء لتبني عقد اجتماعي جديد يناسب التطورات السياسية والسوسيولوحية التي عرفها المغرب منذ عقدين من الإصلاح الهادف والجريء وكذا مساهمة نظرية وعملية &في تأصيل النقاش حول النموذج التنموي الجديد الذي نادى به الملك محمد السادس". لذلك، يجيب الكتاب على "أسئلة بسيطة، ولكن أساسية": ماذا حققنا منذ الاستقلال إلى الآن؟ ما هي إنجازات عصر الإصلاحات الكبرى لما سمي بـ"العهد الجديد"؟ ما هي التحديات التي واجهناها ولا زلنا نواجهها؟ وما السبيل للوصول إلى تنمية حقيقية تصون كرامة المواطن وتعيد له الثقة في المؤسسات وفي التجربة المغربية؟

هرم مازلو

تتلخص الأطروحة الأساسية، التي اعتمدها الكاتب، حسب ذات الورقة التقديمية، في أن "المغرب يتقدم بخطى حثيثة نحو مستقبل واعد، ولكنه كلما تقدم في الإصلاح كلما ارتفعت الانتظارات"، الشيء الذي يعني أننا "يجب دائماً أن تتذكر هرم مازلو فيما يخص الحاجيات: من ضمنتَ له قوته اليومي، طالب بالحق في الأمن، ومن صار آمنا طالب بالانتماء إلى مجموعة ما؛ ومن كان له ذلك، يطالب &بالاعتراف؛ وإن حقق ذلك استهدف الإنجاز والنبوغ وهكذا دواليك"؛ أي أن "الإصلاح لا يولد الاطمئنان والسكون بل قلقاً من نوع آخر، هوياتي، مرتبط بالكرامة وينتظر اعترافاً من المجتمع. وهذه قضايا معقدة. ولكن ما هو أساسي هو الإقرار بوجود تراتبية الحاجيات وأنه كلما قضيت حاجة ظهرت أخرى أكبر وأعقد منها".

واقعية إيجابية

اعتمد الكاتب مقاربة "واقعية وإيجابية"، حيث "تجنب رسم صورة سوداوية عن التنمية في المغرب كما يفعل البعض"، و"لم يتبن المقاربة الوردية التي يدعو لها البعض الآخر". وهو ما يعني، حسب ذات الورقة، أن "المغرب حقق الكثير، ولكن ما زال أمامه مشوار طويل ويجب توخي الحزم والنجاعة والتدبير الاستراتيجي المحكم والتتبع، وهي أمور غائبة عن البعض ممن يسند لهم أمر تدبير التنمية على المستوى الوطني والمحلي وعن &جزء من المنتخبين المحليين".

أبواب الكتاب

توجه وأسئلة وأطروحة الكتاب الأساسية، تؤكد أنه "مفيد من الناحية التاريخية والنظرية للطلبة والباحثين والمهتمين"؛ حيث اختار المؤلف، أن يخصص الباب الأول لمفاهيم ونظريات التنمية والتجارب الدولية والصراعات السياسية والإيديولوجية حول التنمية، بهدف "تزويد القارئ المغربي والعربي بالآليات النظرية والسياسية والعملية لفهم النسق التاريخي والمفاهيمي لإشكالية التنمية دون الإغراق في التجريد والتنظير"، فيما ركز، في الأبواب الأخرى، على قضايا التنمية من باب تطوير السياسات العمومية، واعتماد مقاربات جديدة فيما يخص الأولويات الاجتماعية والتنمية الاقتصادية وإشراك المواطن.