بودابست: يبدأ وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الاثنين جولةً أوروبية من بودابست، حيث ينتظره رئيس الوزراء المجري فكتور أوربان المعجب بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، لكن تقاربه مع روسيا والصين يزعج الولايات المتحدة.&

ومن المتوقع أن يلتقي أوربان والوزير الأميركي في نهاية فترة بعد الظهر. ويعقد بومبيو بعد ذلك مؤتمراً صحافياً مع نظيره المجري بيتر زيجارتو.

وهذه أول زيارة رسمية من إدارة ترامب للحكومة المجرية التي تعدّ من بين الداعمين القلائل للرئيس الأميركي في اتحاد أوروبي تنتقد معظم دوله هجمات ترامب ضدّ التعددية ودبلوماسيته التي لا يمكن التنبؤ بها.&

وفي سبتمبر، لم يتردد رئيس الوزراء المجري القومي المحافظ بوصف ترامب بـ"أيقونة" الحركة السيادية، بعد خطاب الأخير المناهض "للعولمة" أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.&

وسمح هذا التقارب بتحسين العلاقة بين واشنطن وبودابست، بعدما كانت إدارة الرئيس السابق باراك أوباما تنتقد فكتور أوربان بشكل دوري بسبب انتهاكاته لحرية الصحافة والقضاء والمجتمع المدني في بلده.&

وتعرّض أوربان الذي يحكم المجر منذ عام 2010 كذلك لتحذيرات من المؤسسات الأوروبية بشأن تلك المسائل.&

إلا أن تغاضي إدارة ترامب عن تلك المسائل ليس مطلقاً، إذ من المقرر أن يلتقي بومبيو منظمات للدفاع عن الحقوق، التي شكلت هدفاً للحكومة المجرية في الآونة الأخيرة، متهمةً إياها بأنها مؤيدة للهجرة، هوس أوربان وأولوية سياساته.

ووضع أوربان كذلك الولايات المتحدة في موقف محرج بانتقاده لجامعة أوروبا الوسطى، &المؤسسة المرموقة التي أسسها في بودابست الملياردير الأميركي من أصل مجري جورج سوروس.&

بودابست وهواوي

وبعد أشهر من التنازع وعلى الرغم من تدخل واشنطن، أعلنت جامعة أوروبا الوسطى مؤخراً عن نقل العمل بأنشطتها الرئيسية إلى فيينا، لاعتقادها بأن حكومة أوربان كانت تدفعها لمغادرة المجر.&

أما المسألة الأساسية على طاولة المناقشات الاثنين فهي قلق واشنطن من التوجه الشرقي للدبلوماسية المجرية، الناشطة جداً في تنمية العلاقات السياسية والاقتصادية مع روسيا والصين.&

واستقبل أوربان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرتين في عام 2017، ويطالب برفع العقوبات الاوروبية عن روسيا. ووقع أوربان أيضاً في عام 2014 على قرض من روسيا لتمويل توسيع المحطة النووية الوحيدة في المجر.

التعاون بين البلدين تطوّر خصوصاً في قطاع الطاقة، في سياق اعتماد المجر على المشتقات النفطية الروسية. ومن المقرر أن يثير مايك بومبيو مسألة دعم فكتور أوربان لمشروع أنابيب نقل الغاز الطبيعي بين روسيا وتركيا.&

والصين أيضاً هي في صلب الجهود الدبلوماسية لأوربان الذي أعلن في عام 2014 "الانفتاح نحو الشرق".&

وفيما لا تزال الصين بعيدةً عن أن تكون من بين المستثمرين الأساسيين في المجر، إلا أن أوربان رحّب "بانتقال مركز الجذب الاقتصادي في العالم من الغرب إلى الشرق ومن المحيط الأطلسي إلى الهادئ".&

ويأمل بومبيو خصوصاً في أن يطرح قضية الاتفاق الحديث بين بودابست وعملاق الاتصالات الصيني هواوي حول تطوير شبكة 5 جي للانترنت في المجر.

وعلى موقعها على الانترنت، تقدّم هواوي فرعها المجري على أنه "بوابة لأوروبا"، في حين تثير الشركة قلقاً متزايداً لدى الغرب بسبب شبهات تجسسها لصالح بكين.

ولحظ موقع "إندكس" المجري أن "لا قضية جامعة أوروبا الوسطى ولا قضية الديموقراطية في المجر ستجبران الولايات المتحدة على عرض عضلاتها، لكن موقفها ينقلب عندما يتعلق بالصين وروسيا".&

ويستكمل وزير الخارجية الأميركي جولته الثلاثاء بزيارة سلوفاكيا ثمّ بولندا، حيث يعقد الأربعاء والخميس اجتماعا مخصصا لمناقشة "النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط".&