واشنطن: في ما يأتي المحطات الرئيسية في التدخل العسكري للولايات المتحدة في أفغانستان التي يزورها الاثنين وزير الدفاع الأميركي بالوكالة باتريك شاناهان، بينما تجري واشنطن منذ الصيف الماضي محادثات مباشرة مع حركة طالبان لمحاولة إنهاء حرب مستمرة منذ 17 عاما:

الحرب على الإرهاب

في السابع من اكتوبر 2001، بعد أقل من شهر من اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر، أطلق الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش عملية "الحرية الدائمة" في افغانستان، بعدما رفض نظام طالبان تسليم زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن.&

وفي غضون أسابيع، أطاحت القوات الدولية بقيادة الولايات المتحدة بحركة طالبان التي كانت تحكم البلد منذ 1996.&

وفضلا عن شنها غارات جوية، قدمت الولايات المتحدة الدعم كذلك إلى "تحالف الشمال" الافغاني الذي كان يقاتل حركة طالبان، عبر مساهمة فرق شبه عسكرية تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) والقوات الخاصة.

وتم نشر حوالي ألف جندي أميركي على الأرض في تشرين الثاني/نوفمبر، قبل رفع عديدهم &إلى عشرة آلاف في العام التالي.&

حرب منسية

تحولت الأنظار عن افغانستان في 2003 مع اجتياح القوات الأميركية العراق الذي أصبح بدوره على راس أولويات الولايات المتحدة.&

في هذه الأثناء، أعادت حركة طالبان وغيرها من الجماعات الإسلامية تجميع صفوفها في معاقلها في جنوب وشرق افغانستان، التي يمكنها أن تنتقل منها بسهولة عبر الحدود من وإلى المناطق &القبلية الباكستانية.&

&وفي 2008، طلبت قيادة القوات الأميركية على الأرض تعزيزات لتنفيذ استراتيجية فعالة ضد تمرد طالبان.&

وافق بوش على إرسال مزيد من الجنود. وبحلول منتصف العام ذاته، وصل عديد القوات &الأميركية في افغانستان إلى 45 ألفا و800 جندي.&

ذروة بنشر 100 ألف جندي

في 2009، وخلال الأشهر الأولى من عهد الرئيس باراك أوباما الذي تم انتخابه بناء على وعود بإنهاء حربي افغانستان والعراق، ارتفع عدد الجنود الأميركيين في افغانستان إلى نحو 68 الفا.&

وفي ديسمبر، أرسل أوباما تعزيزات عسكرية ليصل عديد الجنود الأميركيين في افغانستان إلى نحو مئة ألف.&والهدف كان وقف تمرد حركة طالبان وتعزيز المؤسسات الافغانية.&

مقتل بن لادن

قتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، مدبر اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001 ليلة الأول إلى الثاني من أيار/مايو 2011 في عملية للقوات الأميركية الخاصة في باكستان حيث كان مختبئا.&

انتهاء العمليات القتالية

في 2014، وقعت افغانستان اتفاقا أمنيا ثنائيا مع الولايات المتحدة ونصا مشابها مع حلف شمال الأطلسي، يقضيان بأن يبقى 12 ألفا و500 جندي أجنبي على أراضيها، بينهم 9800 أميركي سيبقون في البلاد في 2015 بعد انتهاء المهمة القتالية للحلف الأطلسي القتالية في نهاية 2014.

كلفت الوقات الأميركية مواصلة "عمليات مكافحة الإرهاب ضد بقايا القاعدة" وتدريب القوات الأفغانية.

في نهاية ديسمبر، انتهت المهمة القتالية للحلف الأطلسي وحلت محلها بعثة مساعدة أطلق عليها اسم "الدعم الحازم".&ولكن الوضع الأمني سجل تدهورا واضحا.&

ومع تصعيد طالبان نشاطاتها، أعلن أوباما في السادس من تموز/يوليو 2006 إبقاء 8400 جندي أميركي في افغانستان حتى العام 2017.&

قصف مستشفى تابع لـ"أطباء بلا حدود"

في الثالث من أكتوبر 2015. وفي ذروة القتال بين المتمردين الإسلاميين والجيش الافغاني المدعوم من قوات خاصة تابعة للحلف الأطلسي، أصاب قصف جوي أميركي مستشفى تديره منظمة "أطباء بلا حدود" في ولاية قندوز (شمال) ما أدى إلى مقتل 42 شخصا، بينهم 24 مريضا و14 من أعضاء المنظمة غير الحكومية.&

"أم القنابل"

في أبريل 2017، القى الجيش الأميركي أكبر قنبلة غير نووية استخدمها على الإطلاق في عملياته القتالية تعرف بـ"أم القنابل"، مستهدفا مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية تضم شبكة من الأنفاق والكهوف في الشرق، ما أسفر عن مقتل 96 جهاديا.

استراتيجية جديدة

في 21 أغسطس 2017، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب موقفا يناقض تصريحاته السابقة بتأكيده أن القوات الأميركية ستبقى في أفغانستان حتى إشعار آخر. وأرسلت تعزيزات من آلاف الجنود.

على الرغم من هذه الاستراتيجية الجديدة التي كان يفترض أن تدفع "البان إلى القبول بإجراء مفاوضات، شهد الأشهر التالية هجمات سقط فيها قتلى خصوصا ضد القوات الأفغانية.

ضاعفت الولايات المتحدة من جهتها الضربات الجوية ضد المتمردين

محادثات

صيف 2018، بدأت واشنطن وممثلون لطالبان محادثات سرية مباشرة في الدوحة حيث تمتلك الحركة مكتبا. في ديسمبر أعلن الرئيس الأميركي عزمه على سحب نصف 14 ألف جندي أميركي منتشرين في افغانستان.

"على الطريق الصحيح"

بعد مفاوضات استمرت ستة أيام في نهاية كانون الثاني/يناير 2019، أعلن المبعوث الأميركي زلماي خليل زاد أن مفاوضات السلام تسير "على الطريق الصحيح" وتحدث عن "اتفاق مبدئي".

في الوقت نفسه، دعا الرئيس الأفغاني أشرف غني طالبان إلى "بدء مفاوضات جدية" مع حكومة كابول لكن الحركة المتمردة تصر على رفض هذا الحوار مؤكدة أنها لا تريد التحدث إلى من تعتبرهم "دمية" بيد الولايات المتحدة. &