دبي: تواصلت أعمال الدورة السابعة للقمة العالمية للحكومات التي تستضيفها دبي لليوم الثاني، وتناولت الجلسات&التعليم ومستقبـل الاقتصاد في عصر الثورة الصناعية والعشوائية المنظمة ومنهج حكومات المستقبل وكيف تستطيع الحكومات خلق بيئات محفزة للتكنولوجيا ومستقبل العالم والذكاء الاصطناعي في خدمة الصحة ومستقبل التنقل في عصر الثورة الصناعية وإعلام المستقبل والحوار العالمي للسعادة وجودة الحياة ومنتدى المهارات المتقدمة ومستقبل الوظائف والتوازن بين الجنسين والمرأة.

وأوضح خبراء مشاركون في جلسة حول مستقبل التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي ضرورة تطوير السياسات المطلوبة لتوفير الحماية والأمن للأطفال من مستخدمي الألعاب الإلكترونية، مؤكدين أن توظيف الذكاء الاصطناعي في عالم صناعة الألعاب الإلكترونية سيسهم بتوفير الكثير من الوظائف للجيل الجديد، وستكون تقنية الواقع الافتراضي أحد&أبرز عناصر مستقبل الألعاب الإلكترونية.

وأوضحوا في الجلسة التي ترأسها جابور ميلي المدير الأول للذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي في "سوني بلاي ستيشن" على دور الذكاء الاصطناعي في تحسين سلوكيات الجيل الجديد.

وأشاروا إلى أنّ تعزيز دور المرأة في تطوير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتصميم الألعاب سيكون له أثر إيجابي في تصميم ألعاب تبتعد عن التحيز وتغرس روح المساواة واحترام الآخرين لدى مستخدمي الألعاب الإلكترونية.

&

&

أنظمة التعليم

وفي جلسة أخرى حول التعليم، أشار خبراء مشاركون فى القمة إلى أن الجيل القادم سيحظى بتجربة تعليم تمكنه معرفيا وتبني خبراته بشكل مستمر وتحسن قدراته على التأقلم مع التحديات وإيجاد الحلول المناسبة لها بسرعة وفاعلية.

وتطرقوا إلى ازدهار أنظمة التعليم وتعزيز سبل التعلم مدى الحياة، والحلول المبتكرة المقترحة لتنمية قطاع التعليم، وأنماط تعليم الكبار وآفاق التعليم وخطوات الانتقال من عصر الثورة الصناعية الرابعة إلى عصر الابتكار، والتركيز على تعليم الطلبة لتحمل قدر من المسؤولية والاهتمام والرغبة في اكتساب المعارف والعلوم.

واستعرض توم فليتشر الأستاذ الزائر في جامعة نيويورك السفير السابق للمملكة المتحدة، ومستشار السياسة الخارجية لثلاثة رؤساء حكومات بريطانية، شمولية التعلم مدى الحياة بجميع المستويات وكافة أجزاء النظام التعليمي، بما في ذلك تعليم الكبار والتدريب المستمر والتطور العلمي في مقر العمل، وفي الأندية والجمعيات التعليمية وضمن الأنشطة الترفيهية. لافتا إلى وجود العديد من النظم التعليمية المختلفة التي يمكن أن تسبب إرباكاً في منظومة التعلم مع الحاجة الماسة لإجراء الحوار والشراكات بين الأطراف المعنية في مجال التعليم.

وأكد أهمية تشجيع التعليم المتكامل، وتنسيق جهود الجهات المعنية لدعم التعليم، إضافة إلى بذل المزيد من الجهود لتعليم مهارات القرن الحادي والعشرين ومهارات التعلم مدى الحياة كالقدرة على التكيّف والكفاءة بالمعايير العالمية.

دبي المستقبل

وفي جلسة اخرى، تم استعراض جهود دبي لتوفير منصة للمبتكرين لتجربة آخر التطورات التي تشمل جميع القطاعات الحيوية ذات الأهمية. تحدث فيها الدكتور نواه رافورد من مؤسسة دبي للمستقبل وشارك فيها عدد من المسؤولين والخبراء المشاركين في القمة حيث تشارك المجتمعون تجاربهم ورؤاهم الخاصة بالمستقبل وبعضاً من الحلول المستقبلية للتحديات.

واستعرض رافورد أهداف دبي في مجال استشراف المستقبل وتوفيرها المنصات اللازمة، وتطوير القوانين والتشريعات من خلال دراسة الابتكارات الجديدة وتغيير العديد من القطاعات التي من شأنها التأثير على حياة الفرد والمجتمع ككل.

وتطرق إلى تجربة "مكتب المستقبل" وهو أول مبنى مصنوع بتكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد في العالم، وشاركت فيه مؤسسة دبي للمستقبل والدفاع المدني وبلدية دبي وغيرها من المؤسسات الحكومية والخاصة، وبذلك تمت أولى تطبيقات استراتيجية الطباعة الثلاثية الأبعاد والتي تستهدف جعل 25% من مباني دبي مشيدة باستخدام تكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد بحلول عام 2030.

ووصف رافورد عام 2019 بأنه عام الشراكات العالمية حيث تسعى دبي إلى استقطاب مزيدٍ من أصحاب الأفكار الخلاقة واكتشاف آفاق التكنولوجيا المستقبلية في القطاعات كافة، من أهمها الخدمات اللوجستية والبلوك تشين والهندسة المعمارية والروبوتات والزراعة.

الأمن العذائي

وأطلقت القمة العالمية للحكومات تقريرا دوليا بعنوان "الأمن الغذائي في القرن الحادي والعشرين.. بناء منظومة غذائية لا تتأثر بالظروف المناخية" والذي أكد أنه لا يمكن التمتع بالأمن الغذائي دون وجود منشآت معالجة الأغذية، والبنية التحتية الضرورية، والخدمات اللوجستية، علاوة عن قنوات التوزيع المناسبة، مشيرا إلى أن الأمن الغذائي لا يقبل بوجود أي حلقات ضعيفة.

وتوقع التقرير أن الطلب المستقبلي على الغذاء سيتطلب إعادة صياغة نظامنا الغذائي العالمي بشكل كامل، وإعادة التفكير في كل ما يرتبط بمنظومة الغذاء، من تكنولوجيا الزراعة إلى نطاق الاستثمارات في قطاعي الزراعة والأغذية، وأن العالم سيشهد الموجة التالية من التكنولوجيا المقاومة للمناخ، والتي ستدفع نظامنا الغذائي العالمي نحو القرن الحادي والعشرين.

التكيّف مع المناخ

وقدم التقرير 5 تكنولوجيات زراعية قادرة على التكيّف مع المناخ، أولها البيوت البلاستيكية عالية التكنولوجيا لتمكين الإنتاج في البيئات القاسية، تتراوح من الظروف الصحراوية الجافة إلى المناخات الباردة، وعلى مدار العام، اذ تُعتبر البيوت البلاستيكية تكنولوجيا ناضجة وتتمتع بسجل حافل في دول مثل هولندا أو الصين، تقدر القيمة الحالية للسوق بنحو 20 مليار دولار أميركي ومن المتوقع أن تنمو بنسبة 7 % سنويا.

وأشار إلى أن ثاني هذه التكنولوجيات المقاومة للمناخ هي الزراعة الرأسية والتي يمكن أن تساعد على إنتاج غذاء يصل إلى 100 ضعف ما تُنتجه المزارع التقليدية لكل قدم مربع بالإضافة إلى مزاياها في ترشيد استهلاك المياه بنسبة 95% مقارنة مع الزراعة التقليدية، وخلو المنتجات من المبيدات، ورغم ذلك يشير التقرير الى أن المزارع الرأسية لم تصبح منافسة بشكل كامل بعد نظراً لتكاليف الطاقة الكبيرة التي ترجع لاستخدام الأضواء الصناعية وأنظمة التحكم بدرجة الحرارة والرطوبة التي تستهلك قدراً كبيراً من الطاقة.

وثالث الحلول هي تربية الأحياء المائية في الأماكن المغلقة والمرتبطة بما يعرف بالاستزراع المائي في يومنا الحالي، والذي يلبي أكثر من نصف الطلب العالمي على الأسماك ويتوقع أن يتزايد بأكثر من 20 % ليصل إلى 27 مليون طن بحلول عام 2030.

اللحوم المستزرعة

وتأتي اللحوم المستزرعة ضمن التكنولوجيات التي يقترحها التقرير، وتقوم هذه التكنولوجيا على فكرة تصنيع اللحوم عن طريق زراعة الخلايا الحيوانية في المختبرات، باستخدام أساليب هندسة الأنسجة.

واوضح التقرير انه نظرا لانخفاض أثرها البيئي مقارنة بتكنولوجيا تربية الحيوانات التقليدية، فإن اللحوم المستزرعة لديها القدرة على إحداث ثورة في صناعة الأغذية، وتتطلب العملية مساحة أقل من الأرض بنسبة تتراوح ما بين 95 و90% مع انبعاثات غازات الدفيئة أقل بنحو 96 % واستهلاك مياه أقل بنحو 9 %.

وخامس هذه التكنولوجيات المقاومة للمناخ وهي تكنولوجيا إنتاج الطحالب في الأماكن المغلقة، حيث يؤكد التقرير أنها تمثل أحد الحلول المطروحة لاستخدام الطحالب كمصدر للبروتين من أجل تغذية الماشية إذ تحتوي الطحالب على ما يصل إلى 70 % من البروتين من كتلتها الجافة والأحماض الأمينية الأساسية وكميات كبيرة من المغذيات الدقيقة مثل الحديد، وتقدر قيمة سوق الطحالب حالياً بنحو 4 مليارات دولار أميركي ومن المتوقع أن ينمو سنوياً بنسبة 5%.

واشار التقرير إلى أنّه لكي ينعم العالم بالأمن الغذائي، فيجب على الدول والمدن مراقبة جميع جوانب سلسلة التوريد الغذائية، بدءاً من المزرعة وصولًا إلى مرحلة استهلاك الغذاء، سواء كان هذا الغذاء مستوردا أم منتجا محليا.

جلسة التسامح

شهد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح الإماراتي انطلاق منتدى التسامح الديني في بناء المدن والمجتمعات ضمن فعاليات اليوم الثاني من القمة العالمية للحكومات.

وقال الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان إن "القمة العالمية للحكومات تحت رعاية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي &تعزز استخدام أفضل الممارسات في الحكومات. وان هذا المنتدى يسعى إلى تحسين أداء الحكومات من منطلق التسامح الديني، قائلا إن التسامح بشكل عام يدعم جودة الحياة في المدن.

وتابع ان "تطور المدن يأتي انطلاقا من القوى المتنوعة للسكان، والتنوع السكاني في الإمارات يعد أساس ازدهارها وقوة نجاحها".

وطالب الشيخ نهيان الحكومات بفرض القوانين لمواجهة عدم التسامح لضمان أمن المدن واستقرارها ورخائها، منوها بأن الاعتراف بالقوة الأخلاقية للتسامح في المجتمعات يعزز السلام والتآخي، وأن دولة الإمارات ملتزمة بتفسير الاختلاف والتنوع، ورؤيتها هي رؤية عالمية لأنها دولة عالمية.

وأشاد بالزيارة التي قام بها مؤخرا بابا الفاتيكان البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، والإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إلى الإمارات ونتجت عنها وثيقة رائدة لقيم الأخوة الإنسانية. معتبرًا أن "التسامح يتطلب التنوع والاختلاف ويشجع التعاطف مع الآخرين والسعي لتخفيف الأعباء عليهم ويؤدي لمناعة المجتمعات ويمكنهم من التغلب على الظروف الصعبة، إضافة إلى كونه يعزز من التنمية الاقتصادية ودور المجتمع المدني، مضيفا أن المدينة المتسامحة لا بد أن تتخذ تشريعات تحمي التنوع والاختلاف داخلها".
&