إل باسو: يزور دونالد ترمب الاثنين مدينة إل باسو المجاورة للحدود مع المكسيك، للتشديد على أهمية الجدار الحدودي الذي يطالب بشدة ببنائه، وسط احتدام النقاش حول هذا الموضوع في الكونغرس، وبدء الاستعدادات غير الرسمية لانتخابات 2020 الرئاسية.

وسيكون ترمب نجم مهرجان يعقد في مدينة إل باسو تحت شعار "إجعلوا أميركا عظيمة مجددا" في الساعة 19،00، في إطار مساعيه للدفع نحو الحصول على خمسة مليارات دولار لبناء هذا الجدار الخلافي.

وفي المدينة نفسها قبل ساعتين من موعد بدء مهرجان ترمب، يشارك أحد قادة الحزب الديموقراطي بيتو اوروركي في "مسيرة من أجل الحرية"، مع العلم بأنه قد يكون أبرز الساعين للفوز بترشيح الحزب الديموقراطي لرئاسة البلاد.

وقال اوروركي الأربعيني في شريط فيديو سجله مع ابنته مولي، "سنواجه الأكاذيب والأحقاد بالحقيقة وبرؤية الى المستقبل"، في إشارة الى أزمة الجدار.

وأضاف "نرحب بالجميع" للمشاركة في هذه المسيرة.

ويشبه كثيرون صعود أوروركي بباراك أوباما، وقد وعد بالإفصاح عن ترشحه من عدمه قبل نهاية الشهر الحالي.

ودعت منظمات غير حكومية عدة الى هذه المسيرة بهدف التنديد ب"هواجس ترمب بشأن الجدار الحدودي، والنظرة المشوهة التي يقدمها عندما يتكلم عن الحياة في إل باسو".

وكان ترمب تطرق الاسبوع الماضي الى مدينة إل باسو في خطابه السنوي عن "حال الإتحاد"، وقدمها بأوصاف لم ترق لكثيرين.

قال عنها "كانت فيها نسبة جرائم عنف شديدة الارتفاع، وكانت تعتبر واحدة من أخطر المدن في البلاد (...) وبعد أن تم وضع سياج قوي باتت إل باسو واحدة من أكثر المدن أمانا في البلاد".

وانهى ترمب كلامه عن المدينة بالقول "إن الجدران لها فائدة، وهي تنقذ ارواحا".

لكن المشكلة أن الوصف الذي قدمه ترمب للمدينة، لا يتناسب مع الوقائع ولا مع الارقام.&

"التشويه الاعلامي"

فقد تم بالفعل بناء ساتر قرب المدينة خلال عامي 2008 و2009. إلا أن الارقام تكشف أنه خلال الاعوام الثلاثين الماضية وصلت نسبة الإجرام الى أعلى مستوياتها في التسعينات، ثم انخفضت بنسبة الثلث بين عامي 1993 و2006.

وقالت النائبة الديموقراطية عن هذه المدينة فيرونيكا اسكوبار "إن إل باسو هي واحدة من المدن الأكثر أمنا في الولايات المتحدة منذ ما قبل بناء الجدار"، معتبرة أن على الرئيس الاميركي تقديم اعتذارات الى سكانها.

وأضافت "هذا التزوير الاعلامي يخلف أضرارا". وقبل اربعة ايام من احتمال العودة الى "الإغلاق" اي شلل الادارات الفدرالية، يتطلع المراقبون باهتمام الى هذين التجمعين.

في الكونغرس لا يزال الديموقراطيون يرفضون تخصيص الاموال التي يطلبها ترمب لبناء جدار على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، ويعتبرونه غير فاعل "ولا أخلاقي"، ووصلت المفاوضات بين الطرفين الى حائط مسدود.

وكانت المشكلة نفسها أدت الى إغلاق استغرق 35 يوما هو الأكبر في تاريخ هذا النوع من الخطوات، ولم تفتح الادارات الفدرالية في نهاية كانون الثاني/يناير الماضي، الا بعد أن تراجع ترمب، ووقع قانونا للموازنة لم يأت على ذكر الجدار وأتاح دفع رواتب 800 ألف موظف فدرالي.

وما لم يتفق الطرفان على تسوية لمسألة طلب ترمب المال لبناء الجدار، فإن الاغلاق عائد في الخامس عشر من فبراير الحالي.

ويدأب البيت الابيض منذ أسابيع عدة على التهديد باللجوء الى اجراء استثنائي يتيح الحصول على أموال لبناء الجدار من دون المرور بالكونغرس.

فهناك قانون يعود الى العام 1976 يجيز للرئيس استخدام سلطات استثنائية بحجة وجود "ضرورات وطنية". الا ان ترمب لا يزال يتردد في اتخاذ خطوة مماثلة، لأنها لا تحظى بالاجماع داخل معسكره نفسه، كما يمكن أن تدخل البلاد في معركة قانونية معقدة جدا.