إيلاف من لندن: حسم رئيس الوزراء العراقي اليوم جدلا محتدما منذ أسابيع حول قرب عودة قوات البيشمركة الكردية إلى محافظة كركوك التي أخرجت منها آواخر عام 2017، مؤكدًا أنّ أمن المحافظة سيبقى من مسؤولية القوات الاتحادية في نفي لتقارير عن عودة البيشمركة إلى المحافظة المتنازع عليها بين بغداد وأربيل.&

وكشف رئيس الجبهة التركمانية العراقية ارشد الصالحي عن اجتماع عقده في بغداد اليوم مع رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي وتم خلاله البحث في "جميع الملفات المتعلقة بكركوك والمناطق المختلطة الاخرى".. موضحا في تصريح صحافي على صفحته بشبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" وتابعته "إيلاف"، أن رئيس الوزراء قد أكد "بقاء الملف الامني بيد السلطة الاتحادية حصرا ولا يوجد أي تغيير في مواقفنا" في إشارة إلى نفي تقارير تتحدث منذ أسابيع عن اتفاقات بين بغداد وأربيل لعودة البيشمركة إلى المحافظة التي اخرجتها القوات الاتحادية منها بعد ان سيطرت عليها منذ سقوط النظام السابق ربيع عام 2003.

وأضاف الصالحي ان اتفاقا تم خلال الاجتماع على "اعادة التوازن القومي في ادارات الدولة بالمحافظة بين مكوناتها بالتساوي".. وعلى إعادة ملف التوازن داخل بنية قيادة شرطة كركوك والاعتماد على الكفاءات الامنية وأصحاب الخبرات في تولي المسؤوليات فيها.&

وأشار إلى أنّ الاجتماع ناقش ايضا الخدمات والكهرباء والنفط وفسح المجال للشباب في التعيين بإدارات الدولة.

ومنذ أسابيع تتداول وكالات انباء محلية ومواقع كردية تقارير عن اتفاق بين بغداد وأربيل على عودة قوات البيشمركة إلى كركوك، مشيرة إلى أنّ الحكومتين&المركزية في بغداد والكردية في أربيل تبحثان وضع خطط لمواجهة تنظيم داعش، الذي يقوم بعمليات مسلحة متفرقة في المحافظة وحولها حاليا، وذلك عبر عودة قوات البيشمركة إلى محافظة كركوك والمناطق المتنازع عليها التي سبق وأن أخرجت منها.

وقال وستا رسول كركوكي قائد قوات البيشمركة في محور جنوب كركوك، انه "تم بذل كل المساعي من اجل عودة البيشمركة إلى المناطق المستقطعة وذلك بسبب عودة ظهور المجاميع المسلحة ولاسيما في حدود محافظة كركوك، الأمر الذي يدل على ان بإمكان البيشمركة مواجهة الإرهاب".&

وأضاف "لم تطلب الحكومة العراقية حتى الآن عودة البيشمركة، ولكنها وافقت على ذلك خلال اجتماعاتها مع التحالف الدولي".

اجتماعات مع البيشمركة لمواجهة داعش وليس لعودتها إلى كركوك

وقد اضطر ذلك قيادة العمليات العراقية المشتركة في السادس من الشهر الحالي إلى تفنيد وجود أي اتفاق على عودة قوات البيشمركة إلى كركوك.. وقالت في بيان: "تناقلت وسائل الإعلام مزاعم مفادها موافقة القائد العام للقوات المسلحة على عودة قوات البيشمركة إلى المناطق المسماة "متنازع عليها"، وهذه المزاعم كاذبة وعارية عن الصحة".

وأوضحت القيادة ان "الذي حصل هو اجتماع في وزارة الداخلية للإقليم في الرابع من&فبراير بين قادة عسكريين برئاسة معاون رئيس أركان الجيش للعمليات ووفد يمثل البيشمركة في الإقليم برئاسة رئيس أركان البيشمركة وعدد من القادة في وزارة الداخلية في إقليم كردستان العراق في أربيل، وتم خلاله بحث الثغرات بين خطي تماس القوات المسلحة الاتحادية وقوات البيشمركة والتي تستغلها خلايا داعش لإحداث خروقات أمنية، وجرى الاتفاق على إنشاء مراكز تنسيق مشتركة والقيام بعمليات مشتركة لمعالجة هذه الثغرات والطوارئ التي تحصل، والتعامل معها بمرونة وتنسيق لضمان الأمن والاستقرار في جميع المناطق".

وسبق لقوات البيشمركة قد انسحبت من كركوك وبقية المناطق المتنازع عليها امام تقدم القوات الاتحادية في الساس عشر من أكتوبر عام 2017 بعد ثلاثة اسابيع من اجراء سلطات الاقليم لاستفتاء الانفصال عن العراق في 25 من سبتمبر من العام نفسه، وانتشرت بدلها قوات الرد السريع والفرقة الذهبية والشرطة الاتحادية والحشد الشعبي في مواقع البيشمركة، وذلك بعد مطالبة حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي والقائد العام لقوات المسلحة العراقية السابق بانسحاب البيشمركة من جميع المناطق المتنازع عليها إلى مواقعها قبل الحرب ضد داعش منتصف عام 2014.

&وكانت قوات البيشمركة الكردية قد استغلت الفوضى التي سادت العراق في أبريل عام 2003 ودخول القوات الاميركية إلى بغداد واسقاط نظامها لتتقدم للسيطرة على المناطق المتنازع عليها، وفي مقدمها&محافظة كركوك الشمالية الغنية بالنفط التي يسكنها تركمان واكراد وعرب ومسيحيون، ويطمح الاكراد إلى ضمها إلى اقليمهم الشمالي الذي اعلنوه عام 1990 في محافظات أربيل والسليمانية ودهوك.