الخرطوم: تعهّد الرئيس السوداني عمر البشير، الذي يواجه حركة احتجاجية ضد حكمه المستمر منذ ثلاثة عقود، بدعم السلام في مناطق النزاع في بلاده في خطاب الأربعاء.&

وقال الرئيس السوداني أمام "قوات الدفاع الشعبي"، وهي عناصر شبه عسكرية استُخدمت بشكل واسع في محاربة حركات التمرد في دارفور والمناطق القريبة من الحدود مع جنوب السودان، "نؤكد أن عام 2019 هو عام السلام في السودان" مشيرا إلى أن الحكومة تسعى لإسكات "البنادق نهائيا".

وتأتي تصريحاته بعد أسابيع من تمديده وقف إطلاق النار المعلن في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، حيث يقاتل الجيش والقوات شبه العسكرية متمردين على ارتباط بجنوب السودان.&

وقال "أريد لكتائبكم أن تذهب لمناطق الحرب ليس للقتال ولكن &لبناء المدارس والمراكز الصحية وإقناع الطرف الآخر بالسلام".&

ويذكر أن قوات الدفاع الشعبي مكوّنة من مدنيين، معظمهم من الطلبة الشباب. وقبل انفصال جنوب السودان في 2011، لعبوا دورا رئيسيا في الحرب الأهلية الدامية التي استمرت لعقود ضد الحركة المطالبة بالاستقلال.&

وقاتلت قوات الدفاع الشعبي كذلك في منطقة دارفور الواقعة في غرب البلاد، حيث حمل متمردون من أقليات عرقية السلاح في 2003 في وجه الحكومة التي ردت بشكل عنيف، ما دفع المحكمة الجنائية الدولية لتوجيه اتهامات للبشير بارتكاب جرائم حرب.&

ونفى الرئيس مرارا الاتهامات بحقه التي تتضمن كذلك الإبادة الجماعية وارتكاب جرائم ضد الإنسانية.&

&وقتل آلاف الأشخاص في النزاعات الثلاثة التي تسببت كذلك بنزوح الملايين رغم نشر قوة لحفظ السلام تابعة للاتحاد الإفريقي في دارفور.&

ومنذ ديسمبر، يواجه البشير (75 عاما) تظاهرات شبه يومية في مدن عدة بينها الخرطوم تطالب بتنحيه ويعتبرها المحللون بمثابة أكبر تحدٍ يواجه حكمه منذ وصل إلى السلطة في انقلاب دعمه الإسلاميون عام 1989.&

ويفيد مسؤولون أن 30 شخصا قتلوا في العنف الذي رافق الاحتجاجات بينما تتحدث منظمة "هيومن رايتس ووتش" عن مقتل 51 على الأقل.&

وتجسد الغضب المتفاقم منذ عقود في السودان جراء الصعوبات الاقتصادية وتدهور المستوى المعيشي على شكل تظاهرات خرجت في الشوارع تحت شعار "حرية، سلام، عدالة".&

إلا أن البشير بقي مصرا على أن صندوق الاقتراع هو الوسيلة الوحيدة لتغيير الحكومة وتعهد بالترشح لولاية جديدة في الانتخابات المقررة العام القادم.&