الرباط: دعا ملك اسبانيا فيليبي السادس إلى الإرتقاء بالعلاقات المغربية - الإسبانية إلى مستوى أعلى، &مثمنا التقدم الكبير الذي عرفته هذه العلاقات في السنوات الأخيرة.

وقال الملك فيليبي، في خطاب ألقاه خلال اجتماع منتدى الأعمال المغربي - الإسباني الخميس في الرباط "نحن سعداء للغاية لأن علاقاتنا الثنائية حققت قفزة كبيرة في السنوات الأخيرة في جميع المجالات.واليوم لدينا شراكة استراتيجية ثنائية ، تقوم على الثقة والاحترام المتبادلين، وعلى التضامن و التكامل ، وتغطي قطاعات متعددة كما تم إبرازها خلال هذه الزيارة من خلال توقيع عدد من الاتفاقيات والمشاريع الثنائية المهمة للغاية".&
وأضاف قائلا " لقد حان الوقت الآن للنظر إلى أبعد من ذلك، وتحديد مجالات جديدة للتعاون الاقتصادي والتجاري ، لتوسيعها إلى أفريقيا"، مضيفا أن "المغرب سيجد دائماً في إسبانيا شريكاً مخلصاً وملتزماً لدعم تقدمه في جميع المجالات".

وعبر العاهل الإسباني عن إعجابه بالتقدم الذي أحرزه المغرب في العديد من المجالات منذ زيارته السابقة للمغرب في 2014، عند توليه عرش إسبانيا. وقال "قبل أربع سنوات ، قمنا بزيارتنا الأخيرة للرباط ، بعد إعلاني كملك للتأكيد على الأهمية التي يحتلها المغرب كشريك إستراتيجي لإسبانيا. واليوم أريد أن أسجل أن إسبانيا ترحب بالتقدم الهائل الذي حققه المغرب تحت قيادة الملك محمد السادس، وعمل حكومته، والذي عزز مكانته &كقطب حقيقي للاستقرار السياسي والنمو الاقتصادي والاجتماعي والتحديث في المنطقة ، معتمدا على التقدم السياسي المهم والإصلاحات الديمقراطية المنصوص عليها في دستور عام 2011".

وعلى مستوى ملفات التعاون الثنائي بين البلدين الجارين، أشار ملك إسبانيا إلى أهمية التعاون بين المغرب وإسبانيا في مجال إدارة الهجرة، والذي قال إنه "تعاون نموذجي في إطار المسؤولية المشتركة"، مشيرا إلى أنه حقق نتائج "معترف بها من قبل الشركاء والجيران في المنطقة". وأشار إلى ضرورة استمرار هذا التعاون &وتعزيزه بدعم من الاتحاد الأوروبي، وذلك بهدف تفادي العديد من المآسي وفقدان أرواح بشرية بسبب نشاط المافيات التي تتاجر بالبشر على حدود البلدين.


وأضاف أن التعاون بين البلدين ثنائي بنفس القدر في مجال الأمن ومكافحة الإرهاب والجريمة،مشيرا إلى أن "الهيئات وقوات الأمن التابعة للبلدين، وكذلك أجهزة الاستخبارات، تعمل بطريقة منسقة ووثيقة، وتحقق نتائج ممتازة في مواجهة المخاطر العابرة للحدود والتي تهدد أمننا".

كما عبر عن سروره لإعادة إطلاق العلاقات الاستراتيجية بين المغرب والاتحاد الأوروبي ، مشيرا إلى أن إسبانيا "لطالما دافعت عن هذه العلاقات وعملت من أجل تعزيزها". وفي هذا الصدد ، قال &"إننا نرحب بالمصادقة الأخيرة على اتفاقيات التعاون بين المغرب والاتحاد الأوروبي في مجال &الفلاحة والصيد البحري"، مشيرا إلى أن هذه الاتفاقيات ستعطي "ديناميكية جديدة للعلاقات بين الطرفين، في عالم يزداد تعقيدا"، معتبرا أنه بإمكان إسبانيا والمغرب أن يلعبا في إطار هذه الديناميكية دورا رائدا في طليعة الشراكة الأورو-متوسطية للمساهمة في التقارب بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط، وتوطيد التحالف بين أوروبا والقارة الافريقية.

وتحدث ملك اسبانيا عن التطور الكبير الذي عرفته العلاقات الإقتصادية بين البلدين في السنوات الست الأخيرة، مشيرا إلى أن حجم التجارة البينية تضاعف في هذه الفترة اصبح يناهز 16 مليار دولار، "مما يجعل المغرب ثاني سوق تصدير خارج الاتحاد الأوروبي ، بالنسبة لإسبانيا، خلف الولايات المتحدة، والبلد الثالث في العالم بالنسبة لشركات التصدير الإسبانية". وأشار إلى أن إسبانيا أصبحت الشريك التجاري الأول للمغرب، مبرزا أن إسبانيا تمثل حصة 36 في المائة من جميع السلع الأوروبية التي يستوردها المغرب، كما أنها تشكل وجهة 40 في المائة من صادرات المغرب نحو أوروبا.

وقال الملك فيليبي السادس "هذه البيانات تسمح لي بالتشديد على النموذج الجديد للتكامل في سلسلة القيمة التي تميز علاقاتنا الثنائية. ففي السنوات الأخيرة ، عملت الشركات من كلا البلدين على دمج وربط عملياتها على جانبي المضيق ، وبالتالي تعزيز قدرتها التنافسية الدولية. هذه الظاهرة واضحة بشكل خاص في قطاعات السيارات أو الطاقة أو النسيج ، والتي تستفيد من المزايا النسبية ، ومن ثم تعزز خلق الثروة والمنفعة المتبادلة للجانبين". وأشار إلى أن أحد أبرز أهداف زيارته إعطاء نفس جديد لمجلس الأعمال المغربي - الإسباني، الذي تأسس في 2013، وترأس الملك فيليبي السادس أشغال دورته الأولى خلال زيارته السابقة للمغرب في 2014.

وبالإضافة إلى ترأس منتدى الأعمال المغربي - الإسباني، الذي يهدف إعطاء دفعة جديدة للعلاقات الاقتصادية بين البلدين، تميز اليوم الثاني من زيارة العاهل الإسباني للمغرب باستقباله لرئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني، ورئيسي غرفتي البرلمان المغربي.
كما قام العاهل الإسباني بزيارة ضريح محمد الخامس بالرباط، حيث يرقد الملك الراحل الحسن الثاني ووالده الملك محمد الخامس.

واستقبل العاهل الإسباني فيليبي السادس والملكة &ليتيثيا، الخميس بالرباط، عددا من الكتاب المغاربة والمتخصصين بالدراسات الإسبانية. كما قامت الملكة ليتيثيا بزيارة إلى مدرسة الفرصة الثانية بمدينة سلا.

وللإشارة فقد حل ملكي إسبانيا الاربعاء بالمغرب في إطار زيارة رسمية تستغرق يومين، على رأس وفد كبير. وجرى استقبالهما في المطار من طرف العاهل المغربي، والذي أقام حفل عشاء على شرفهما، بعد حفل توقيع اتفاقيات تعاون في مختلف المجالات مساء أمس بالقصر الملكي بالرباط.