ميونخ: قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي الجمعة عدم وجود "أي مؤشرات جديدة" من روسيا بشأن إنقاذ معاهدة الحد من الصواريخ النووية المتوسطة المدى المبرمة إبان الحرب الباردة، في وقت تتزايد المخاوف من سباق تسلّح جديد في أوروبا.

وقال ينس ستولتنبرغ إن الاجتماع الذي عقده مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لم يحقق أي اختراق ولم يعط أي مؤشر إلى وجود نية لدى موسكو بالتراجع عن منظومة صاروخية يعتبر الحلف أنها تخرق معاهدة الحد من الصواريخ النووية المتوسطة المدى.

ويثير الانهيار الوشيك للمعاهدة الموقّعة في عام 1987، والتي تعتبر حجر زاوية في الحد من التسلّح، المخاوف بشأن مصير مكافحة انتشار الأسلحة.

وكانت الولايات المتحدة أعلنت في شباط/فبراير الحالي انسحابها من معاهدة الحد من الصواريخ النووية المتوسطة المدى ردا على نشر موسكو منظومة صواريخ 9ام729، ما دفع روسيا لإعلان انسحابها منها.

ويطالب الحلف روسيا بإنقاذ المعاهدة عبر تخلّيها عن منظومتها الصاروخية التي يقول مسؤولون إنها قادرة على استهداف عواصم أوروبية وإن مداها يصل إلى لندن.

وعقب محادثاته مع لافروف على هامش مؤتمر الأمن في ميونيخ، قال ستولتنبرغ إن "الجانب الروسي لم يصدر أي مؤشرات جديد" بشان إنقاذ المعاهدة.

ويستعد الحلف لمواجهة تداعيات انهيار المعاهدة&لكنّه يؤكد أنه لن "يحذو حذو" روسيا، وهو ما أكدته وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون دير ليين بدعوتها الى عدم "الرد بالمثل".

وتؤكد روسيا مطابقة منظومتها للمعاهدة ونظّمت الشهر الماضي جولة لمسؤولين ووسائل إعلام أجنبية لمعاينتها من كثب في مسعى لتبديد المخاوف.

لكن مسؤولين أميركيين اعتبروا أن هذه الجولة لا تبدد المخاوف من الصواريخ، واتّهم ستولتنبرغ موسكو بتجاهل بروتوكولات التفتيش المنصوص عليها في المعاهدة.

وقال الأمين العام "هناك لجنة تحقق محددة وهناك مبادئ توجيهية محددة"، معتبرا أن مجرّد جولة لا تعتبر تحققا.

وتبدي الولايات المتحدة منذ خمس سنوات مخاوف من الصواريخ الروسية ونشرت العام الماضي ما اعتبره أدلة تؤكد ان المنظومة تنتهك المعاهدة.

وقال ستولتنبرغ إن الأدلة يتم تجميعها حاليا من قبل "عدة" دول في حلف شمال الأطلسي تؤكد الانتهاك.