صبّ عدد من السياسيين الكويتيين جام غضبهم على نائب وزير الخارجية الكويتية، بسبب ظهوره في الصف الأول في الصورة الجماعية للمشاركين في فعاليات مؤتمر وارسو حول الشرق الأوسط، وعلى مقربة من رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو.

إيلاف: لم تنفع محاولات نائب وزير الخارجية الكويتي، خالد الجار الله، الذي ظهر في الصورة، في إيضاح حقيقة الأمور، فالشخصيات والحركات المحسوبة بمعظمها على التيار الإسلامي، طالبت باعتذار علني من الشعب وصولًا إلى محاسبة المشاركين في مؤتمر وارسو.

الإخوان الغاضبون
أصدرت الحركة الدستورية الإسلامية المعروفة أو جناح الإخوان المسلمين في الكويت بيانًا، أعربت فيه "عن إدانتها واستنكارها مشاركة الكويت ودول خليجية في مؤتمر وارسو، والذي جاء بمشاركة رئيس وزراء الكيان الصهيوني الغاصب والمحتل".&
وأشارت إلى أن "هذه الخطوة منافية للموقف الرسمي والشعبي الأصيل والمتجذر الرافض لمبدأ التطبيع مع الكيان الصهيوني، والمعارض لمثل هذه المشاركات المسيئة التي تأتي مخالفة للقوانين والأعراف والمبادئ".

الاعتذار للشعب
رأت الحركة أن "الحكومة اليوم مطالبة بالاعتذار للشعب الكويتي عن هذه الخطوة، التي نتمنى أن تكون خطأ فرديًا لمسؤول. كما إن عليها تبيان ملابسات هذه الاجتماعات، وإعادة الثقة بالتزامها بالنهج الرسمي للدولة بعدم التطبيع أو التعامل الرسمي مع هذا الكيان المحتل".

استدعاءات
رئيس الخارجية البرلمانية النائب، عبدالكريم الكندري، قال من جهته، إن "اللجنة ستستدعي وزير الخارجية ونائبه على خلفية المشاركة في مؤتمر وارسو وما صاحبها من أحداث"، معتبرًا أن "انخراط الكويت في مسألة التطبيع تشكل مساسًا بالموقف الرسمي والشعبي تجاه التعامل مع الكيان الصهيوني المحتل".

هل تدرون ما تفعلون؟
بدوره، أشار النائب الفاقد عضويته في مجلس الأمة، وليد الطبطبائي، إلى أن "‏المشاركة مع المجرم ‎نتنياهو بصورة تذكارية تطبيع مرفوض، وعلى الحكومة أن تعتذر للشعب الكويتي ولصاحب السمو أمير البلاد عن مشاركة نائب وزير الخارجية بهذه الصورة".&
أما محمد براك المطير، فكتب على تويتر، يقول: "‏إلى الأخوة الأفاضل في الحكومة اللي ما تدري وين الله حاطها.. واجب عليكم الاعتذار للشعب الكويتي ولسمو أمير البلاد.. بعد انتشار صورة جماعية لنائب وزير الخارجية مع نتنياهو. أنتم يا حكومة تدرون ما هو موقفكم الرسمي، وما هو توجّه الشعب وسمو الأمير أم لا؟".

لا للتطبيع
نائب وزير الخارجية الكويتي، والمعني الأول بالصورة، خالد الجار الله، أعاد التأكيد على رفض بلاده التطبيع مع إسرائيل. وقال الجار الله، في تصريحات تعليقًا على مشاركة الكويت في مؤتمر وارسو، "إنها جاءت بناء على دعوة من الولايات المتحدة الأميركية وجمهورية بولندا، وهما دولتان لدينا تحالف معهما، كما إن القضايا المطروحة على جدول أعمال المؤتمر تتعلق بقضايا تتصل بمستقبل الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط الذي نحن جزء منه".

أضاف: "الكويت أكدت ‏وتؤكد مجددًا أنها ستكون آخر من يطبّّّّّّع مع إسرائيل بعد أن يتحقق الحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية، ذلك الحل الذي يرتكز إلى قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية وإقامة الدولة الفلسطينية، وعاصمتها القدس الشرقية".

وأشار إلى أن "التطبيع له صور وسبل عديدة، ليس بالضرورة أن تكون من ضمنها صورة جماعية جاءت في مؤتمر دولي ‏ومحفل شاركت فيه الكويت مع بقية أشقائها في مجلس التعاون (الخليجي)، الذي كان تمثيلهم في المؤتمر أعلى من مستوى التمثيل الكويتي، وهو محفل ‏كبقية المحافل الدولية العديدة والأخرى التي تشارك فيها، وتكون إسرائيل موجودة في هذا المحفل، سواء كان في إطار الأمم المتحدة أو مستويات أخرى عديدة".

وشدد على أنه "واهم من يعتقد أن هناك تغييرًا في موقف الكويت الراسخ والرافض للتطبيع، ومخطئ من يختزل هذا الموقف في صورة جماعية للمؤتمر".