كراكاس: شن نيكولاس مادورو الجمعة هجومًا على الولايات المتحدة التي اتهمها بـ"سرقة" مليارات الدولارات وتقديم "الفتات" في المقابل، بينما فرضت واشنطن عقوبات على خمسة مسؤولين مقربين من الرئيس الفنزويلي.

وتتكدس أطنان من المساعدات في كولومبيا على مقربة من الحدود مع فنزويلا. وقد تعهد زعيم المعارضة خوان غوايدو تحدي محاولات مادورو منع دخولها إلى البلاد.

قال مادورو خلال فعالية في بلدة سيوداد بوليفار في جنوب شرق البلاد "إنه فخ، يقدمون استعراضًا بأغذية عفنة وملوثة". وأضاف "لقد سرقوا ثلاثين مليار دولار، ويعرضون أربع كسرات من الأغذية العفنة". وفي وقت لاحق الجمعة طلب مادورو من الجيش الاستعداد للقيام "بانتشار خاص" لتعزيز الحدود مع كولومبيا، وجعلها "منيعة".

وقال "لست أبالغ. في البيت الأبيض أعلن دونالد ترمب وإيفان دوكي (رئيس كولومبيا) خططًا لحرب ضد فنزويلا"، في إشارة إلى لقاء الأربعاء، كرر فيه الرئيس الأميركي بأن "جميع الخيارات" مطروحة في ما يتعلق بفنزويلا. وتشهد فنزويلا أزمة اقتصادية أفقرت ملايين الأشخاص وسط نقص في السلع الأساسية مثل الغذاء والدواء.

غوايدو الذي اعترفت به 50 دولة رئيسًا بالوكالة لفنزويلا، يتهم مادورو بالتسبب بالصعوبات الاقتصادية بسبب سوء إدارته. ومن بين تلك الدول كوستاريكا، التي أمهلت وزارة خارجيتها الجمعة ثلاثة دبلوماسيين معينين من مادورو "60 يومًا" لمغادرة البلاد.

أما مادورو فيعزو أزمة فنزويلا إلى العقوبات الأميركية. ووصف مادورو (56 عامًا) الذي اختاره سلفه الاشتراكي هوغو تشافيز، الوضع في فنزويلا بأنه "حرب الأوليغارشية".

تستهدف العقوبات الأميركية بشكل رئيس شخصيات مرتبطة بالنظام وشركة النفط الحكومية "بيديفيسا"، مصدر الحكومة الرئيس للدخل. لكن وزارة الخزانة الأميركية أعلنت الجمعة فرض عقوبات على خمسة مسؤولين من الاستخبارات والأمن مقربين من مادورو.

نزاع بشأن المساعدات
قالت وزارة الخزانة الأميركية في بيان إن المستهدفين بالعقوبات "مرتبطون بالرئيس غير الشرعي السابق نيكولاس مادورو الذي (يواصل) قمع الديموقراطية واللاعبين الديموقراطيين في فنزويلا". ومن بين الشخصيات الخمس مانويل كويفيدو، الذي تصفه الخزانة بالرئيس "غير الشرعي" لبيديفيسا. وأصبحت المساعدات الإنسانية أحد محاور في الصراع بين مادورو وغوايدو.

فقد وعد زعيم المعارضة الذي أعلن نفسه في الشهر الماضي رئيسًا بالوكالة، بإدخال المساعدات في 23 فبراير. من جهته يرفض مادورو السماح بدخولها. ويقطع جيشه الموالي له جسرًا حدوديًا بين فنزويلا وكولومبيا. ويصر الزعيم الاشتراكي على أن المساعدات ليست سوى غطاء لغزو عسكري أميركي مخطط له، فيما يؤكد غوايدو أن 300 ألف شخص قد يموتوا ما لم تصل المساعدات الضرورية.

وقال غوايدو "دفعنا ثمنها بأموالنا، لأننا لا نتسول من أحد". ويتهم غوايدو مادورو بـ"اغتصاب السلطة" عقب &فوزه بولاية جديدة في انتخابات مثيرة للجدل في العام الماضي. ويقول مادورو إن غوايدو (35 عامًا) رئيس البرلمان، دمية بيد الولايات المتحدة التي تحاول ضمان الوصول إلى ذهب فنزويلا واحتياطها النفطي الهائل - الأكبر في العالم.

وأكد مادورو أن تحدي غوايدو لسلطته "خيانة". وقال "أسوأ شيء هو إثارة &الجنون الامبريالي لحكومة كوكلوس كلان متطرفة في البيت الأبيض". وأعلن مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون الخميس أن 25 دولة "تعهدت تقديم 100 مليون دولار من المساعدات الإنسانية".

وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية الجمعة إن الجيش الأميركي سينقل نحو 200 طن من المساعدات الإنسانية المخصصة لفنزويلا، إلى كولومبيا في الأشهر الآتية.
&