تخطف الأنظار التطورات على الحدود الباكستانية – الهندية وتجدد المصادمات والتفجيرات الانتحارية في إقليم كشمير المتنازع عليه بين البلدين وسط تخوفات إقليمية ودولية من تصعيد محتمل بين البلدين الجارين، اللذين سارعا إلى الاحتجاج كل على الآخر عبر استدعاء سفيريهما المعتمدين.&

إيلاف: في أحدث تطور يوم الإثنين، قال مسؤول في الشرطة إن أربعة جنود هنود ومدنيًا قتلوا في معركة مسلحة في إقليم كشمير، في الوقت الذي بدأت فيه الهند حملة ملاحقة بحق من يشتبه في أنهم أعضاء في جماعة إسلامية متشددة قتلت 44 من قوات الأمن الهندية خلال الأسبوع الماضي.

وقال متحدث باسم الشرطة في ولاية جامو وكشمير الشمالية إن القوات الهندية طوّقت قرية بنجلان في منطقة بولواما في كشمير، حيث هاجم انتحاري قافلة لقوات الأمن يوم الخميس باستخدام سيارة ملغومة.

أهمية استراتيجية&
يحتل إقليم جامو وكشمير موقعًا إستراتيجيًا مهمًا في جنوب القارة الآسيوية، حيث تحده الصين من الشرق والشمال الشرقي، وأفغانستان من الشمال الغربي، وباكستان من الغرب والجنوب الغربي، والهند في الجنوب، وتبلغ مساحته حوالى (84471) ميلًا مربعًا، ويشكل المسلمون فيه أكثر من 90% من السكان.

أهمية الإقليم للهند إستراتيجية، حيث ترتبط قضية كشمير بتوازن القوى في جنوب آسيا، وتوازن القوى بين الهند والصين. أما أهميته لباكستان فجغرافية وسكانية، حيث تنبع أنهار باكستان الثلاثة (السند وجليم وجناب) منه، وتنفتح الحدود بين باكستان والإقليم، وهو ما يشكل تهديدًا للأمن القومي الباكستاني في حالة سيطرة الهند عليه، يضاف إلى ذلك أن مصالح الإقليم الاقتصادية وارتباطاته السكانية قوية بباكستان، فالإقليم ليس له ميناء إلا كراتشي الباكستاني، فضلًا عن تقارب السكان الديني والعائلي.

ويقسم إقليم كشمير خط وقف إطلاق النار منذ عام 1949، ويعرف منذ اتفاقية شيملا الموقع عليها عام 1972 بخط الهدنة. وتبلغ مساحة الجزء الهندي 53665 ميلًا مربعًا، ويسمى جامو وكشمير، في حين تسيطر باكستان بطريقة غير مباشرة على 32358 ميلًا مربعًا، يعرف باسم ولاية كشمير الحرة (آزاد كشمير)، وهناك مساحة صغيرة خاضعة للصين منذ عام 1962 تسمى أكساي تشين.

استدعاء&
وكانت وزارة الخارجية الباكستانية استدعت سفيرها في نيودلهي للتشاور، بعد التوترات الأخيرة بينها والهند. وقال المتحدث باسم الخارجية إن السفير الباكستاني غادر الهند، صباح اليوم الاثنين.&

وعبّرت وزارة الشؤون الخارجية الباكستانية عن "القلق البالغ" إزاء الهجوم. لكنها قالت في بيان على موقعها الإلكتروني، في ساعة مبكرة يوم الجمعة الماضي: "نرفض بشدة أي تلميح من قبل عناصر في حكومة الهند والدوائر الإعلامية الهندية يسعى إلى ربط الهجوم بدولة باكستان من دون تحقيقات".

جاء الاستدعاء، ردًا على استدعاء الهند لسفيرها في باكستان، في الأسبوع الماضي، من أجل التشاور بعد التفجير الانتحاري في منطقة كشمير "الهندية"، الذي نجم منه مقتل 10 جنود على الأقل وإصابة 20 آخرين. وتتهم نيودلهي، إسلام أباد، بدعم العناصر التي تبنت المسؤولية عن التفجير.

وأكد المسؤولون الأمنيون الهنود أن الانفجار وقع، يوم الخميس في بامبور على مشارف مدينة سريناجار الرئيسة في المنطقة، حسب وكالة "أسوشيتدبرس". وألقت الشرطة مسؤولية الهجوم "باللوم على المتمردين الذين يقاتلون ضد الحكم الهندي".

تحذيرات&
وكانت الهند حذرت من تصاعد التوترات الطائفية في أنحاء البلاد، حيث يواجه الكشميريون الذين يعيشون خارج ولايتهم الطرد من مساكنهم وهجمات على وسائل التواصل الاجتماعي، بعدما قتل مهاجم انتحاري 44 شرطيًا في المنطقة.

وكان الهجوم بسيارة ملغومة على قافلة أمنية يوم الخميس الأسوأ خلال عقود التمرد في المنطقة المتنازع عليها. وأعلنت جماعة جيش محمد الإسلامية المتشددة المتمركزة في باكستان مسؤوليتها عن الهجوم الذي نفذه شاب كشميري عمره 20 عامًا. وتطالب كل من الجارتين المسلحتين نوويًا بالسيادة الكاملة على كشمير.

مع عودة جثث رجال الشرطة الذين لاقوا حتفهم في الهجوم إلى العائلات في جميع أنحاء الهند في مطلع هذا الأسبوع، تجمعت حشود متحمسة تلوّح بالعلم الهندي في الشوارع لتكريمهم، ورددوا هتافات تطالب بالانتقام. ونفت باكستان أي دور لها في الهجوم.

رد فعل عنيف
في المقابل، يواجه المسلمون في كشمير رد فعل عنيفًا في الهند، التي يغلب على سكانها الهندوس، لا سيما في ولايتي هاريانا وأوتاراخند في شمال البلاد، مما دفع وزارة الداخلية الاتحادية إلى إصدار تعليمات إلى جميع الولايات.

قال بارات بوشان بابو المتحدث باسم الوزارة لرويترز يوم الأحد الماضي: "تتخذ الوزارة موقفًا حازمًا. صدرت تعليمات إلى كل الولايات والمناطق لضمان سلامة وأمن الكشميريين، والحفاظ على السلام الاجتماعي".

ونصحت إدارة ولاية جامو وكشمير في وقت متأخر يوم الأحد طلابًا في الولاية بالتواصل مع ضباط اتصال بست مناطق بالبلاد في حال وقوع أي مشكلات. وقالت إن 104 طلاب يقيمون في مساكن خاصة بمنطقة إمبالا في هاريانا نقلوا إلى نزل إحدى الجامعات تحت حراسة الشرطة.

وذكر بيان الولاية "أن إدارة الولاية تطمئن سكان جامو وكشمير إلى أن كل اتصال من الطلاب وآبائهم يحظى بالاهتمام، وأن الشرطة المحلية تتابع الموقف المتطور".

وقالت الشرطة في جامو وكشمير إنها توفر الإقامة الموقتة للأشخاص العائدين إلى كشمير. وانتشر الخوف بين الطلاب الكشميريين في إمبالا، بعدما أظهر تسجيل فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي زعيم قرية يطلب من سكانها طرد الطلاب الكشميريين في المنطقة.