الرباط: قرر عبد الرحيم العلام، الاثنين، التنحي عن رئاسة اتحاد كتاب المغرب،مؤكداً،في بيان نشره على حسابه الشخصي بـ"فيسبوك"، أن قراره جاء "إثر تأمل عميق وتفكير جاد ومسؤول"، بما تستلزمه الظرفية الحالية من "حرص تام" على راهن هذه المنظمة الثقافية ومستقبلها، ومن "حفاظ على مكتسباتها وإشعاعها وتوهجها في المحافل الوطنية والدولية"، و"استحضارا" لمسؤوليته التاريخية والتنظيمية باعتباره رئيسا للاتحاد، وحتى لا تكون مسؤوليته التنظيمية الحالية "مطية للبعض لحشر" هذه المنظمة الثقافية في "أزمة تنظيمية دائمة قد تعصف بمستقبلها، وتدفع بها نحو التفكك والانهيار مثلما حصل لمنظمات وطنية عريقة"؛ مشيرا، في هذا الصدد، إلى أن "البعض ما فتئوا يواصلون في حملاتهم المغرضة استهداف اتحاد كتاب المغرب، عبر تسخير جميع الوسائل وأساليب التواصل المتاحة لتحقيق ذلك".

مصلحة الاتحاد

أكد العلام أن قرار تنحيه اتخذ عن "اقتناع تام"، و"بكل مسؤولية وحرية"، وذلك "تغليبا لمصلحة الاتحاد على أي اعتبار آخر كيفما كان نوعه"، و"لأجل وضع كل طرف أمام مسؤولياته التاريخية والأخلاقية والتنظيمية"، وحرصا منه على أن تظل هذه المنظمة "شامخة معافاة".

ورأى العلام أن واقع الاتحاد يستلزم من الجميع "قطع الطريق" على "النزعات الذاتية والزعماتية"، التي قال إنها تسعى، في "تنكر تام" لمبادئ الاتحاد، إلى "تصريف حساباتها الشخصية ضيقة الأفق على حساب الرهانات والتطلعات التي يواجهها".&

أسف شديد

استحضر العلام ما رافق تنظيم المؤتمر الوطني التاسع عشر، في شهر يونيو (حزيران) الماضي بمدينة طنجة، مبديا أسفه الشديد لـ"إجهاض هذا المؤتمر أثناء جلسته الافتتاحية، ضدا على المنهجية القانونية والديموقراطية المعتمدة في تنظيم مؤتمرات الاتحاد أو غيرها. بل والأنكى من ذلك، تواصلت واستفحلت، بعد ذلك، ردود فعل بعض التوجهات المعاكسة لتطلعات منظمتنا وأعضائها، في تغييب تام لمطارحة القضايا الكبرى للثقافة الوطنية"، مشددا على أنه "كان سيشكل، لو لم يتم نسفه، مناسبة مواتية للمكاشفة والمساءلة والمحاسبة، وللتفكير الإيجابي المثمر والمسؤول"، في "مستقبل" الاتحاد وفي "تطوير" عمله وأدوات اشتغاله، في ضوء مستجدات المرحلة وتحولاتها، وأيضا في ضوء التحديات الكبرى التي تواجهها الثقافة الوطنية، بما يضمن لها تعزيز إشعاعها، ويستجيب لتطلعات الكتاب والمثقفين، وذلك "بعيدا عن أية حسابات شخصية أو طموحات وهمية".

منجزات ومكتسبات

&قال العلام إن منظمة اتحاد كتاب المغرب استطاعت، خلال الفترة التي تولى فيها المسؤولية، بمعية أعضاء المكتب التنفيذي وباقي هيئات الاتحاد الأخرى، أن "تحقق وبالملموس منجزات ومكتسبات عديدة ومختلفة، محليا وعربيا ودوليا"، ممثلا لذلك باستجابة العاهل المغربي الملك محمد السادس للملتمس المتعلق بتمكين الاتحاد من مقر ملائم يليق برصيده التاريخي.

استشارات

بعد أن أشار إلى أن قراره بالتنحي جاء "تبعا لاستشارات أخوية واسعة، حول الوضعية الحالية للاتحاد وآفاقه، شملت بعض رموز الاتحاد وحكمائه ومسؤولين سابقين في هيئاته"؛ تحدث العلام عن مستقبله، بالإشارة إلى أنه قد آن أوان عودته إلى مباشرة مشاريعه الثقافية التي، قال إنه أجلها لفترة مهمة من الزمن، رأى أنه أفناها "بكل مسؤولية وإخلاص ووفاء ومحبة، في خدمة الاتحاد"، الذي أكد إنه سيظل "حريصا، من مواقع أخرى، على خدمة أهدافه ومبادئ النبيلة".

مواقف ومستجدات

شدد العلام على أنه قد اتخذ قراره "دون سعي مسبق إلى أي تنسيق" مع أعضاء في المكتب التنفيذي وفي الهيئات الأخرى، وذلك "حتى يتسنى للجميع اتخاذ ما يناسبهم، بناء على اقتناعاتهم وتقديراتهم الشخصية، من قرارات ومواقف تجاه المستجدات التي بات يواجهها الاتحاد منذ إجهاض مؤتمره الأخير بطنجة.