كراكاس: تشهد فنزويلا أسبوعا حاسما بعدما اكد زعيم المعارضة خوان غوايدو أن المساعدات الإنسانية الأميركية ستدخل البلاد بأي ثمن السبت رغم رفض الرئيس نيكولاس مادورو.

وغوايدو الذي اعترفت نحو خمسين دولة به رئيساً انتقالياً، سعى الإثنين لتنظيم تظاهرات لدعم المتطوعين الذين سيتوجهون "ضمن قوافل" السبت إلى الحدود.

&وحدد غوايدو موعدا لمناصريه لنقل المساعدات الإنسانية المكدسة في دول الجوار. ووعد بأن المساعدات ستدخل البلاد في هذا التاريخ "مهما حصل" حتى لو كلف ذلك اختبار قوة مع الجيش الفنزويلي الموالي للرئيس مادورو. ويرى الأخير في ذلك حجة لتدخل عسكري أميركي.

وتتكدس مواد غذائية وأدوية أرسلتها الولايات المتحدة تلبية لنداء غوايدو في كوكوتا منذ السابع من شباط/فبراير، لكن حاويات وضعتها سلطات كاراكاس على الجسر الحدودي تحول دون ادخالها.

وسيتمّ الاثنين اقامة نقطة اضافية في رورايما حيث أعدت الحكومة البرازيلية 13 مركزا لإيواء المهاجرين الفنزويليين. وفي اليوم التالي، ستصل طائرة إلى كوراساو آتية من ميامي.

ومع اقتراب استحقاق السبت، دعا غوايدو الذي يترأس البرلمان المعارض، الجيش إلى عدم عرقلة دخول المساعدات العاجلة. ومساء الأحد قال "في 23 شباط/فبراير ستتمكنون من إنقاذ حياة مئات آلاف الفنزويليين".

ومسألة دخول المساعدات حساسة في البلاد التي تشهد أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخها المعاصر مع نقص حاد في الأدوية والأغذية.

ووجه غوايدو الاثنين الشكر الى ليوبولدو لوبيز رئيس حزب "فولونتاد بوبولار" المعارض على تويتر "لكونه أساسيا في ان نتمكن من أن نحلم بفنزويلا أفضل". وحكم على لوبيز في 2014 بالسجن 14 عاما وأفرج عنه في 2017 ووضع في الإقامة الجبرية.

"نموت من الجوع"

وغوايدو الذي اختار تاريخ 23 شباط/فبراير الرمزي لإدخال المساعدات بعد شهر من إعلان نفسه رئيسا انتقاليا، لم يعط تفاصيل عن الخطة التي ينوي انتهاجها لخرق الحصار العسكري المفروض من الحكومة.

وأكد أنه يأمل في أن يزداد عدد المتطوعين المحدد حاليا ب600 ألف إلى مليون.

والجمعة، ستقام حفلة موسيقية يشارك فيها فنانون عالميون في كوكوتا ينظمها الملياردير البريطاني ريتشارد برانسون لجمع تبرعات تضاف إلى 110 ملايين جمعها غوايدو.

وقال رومولو شينشيلا (64 عاما) لفرانس برس في أحد مراكز المساعدات الطبية العشرة التي أقامها متطوعون "فلتأت المساعدات من أي مكان (...) نموت من الجوع ومن قلة الأدوية".

والإثنين اتهمت المعارضة أكبر شركة عامة للانترنت في فنزويلا بمنع الوصول إلى الموقع الذي يمكن أن يتسجل فيه المتطوعون.

ويعتبر مادورو أن العقوبات الأميركية مسؤولة عن نقص الأغذية والأدوية التي تسببت بخسارة قدرها 30 مليار دولار للاقتصاد الفنزويلي، بحسب كراكاس.

وقال المحلل بينينيو الاركون "عندما يغلق النظام الباب أمام المساعدات الإنسانية فانه يغلقه أيضا امام أي حل سلمي للوضع السياسي في البلاد. فلنأمل بأن تتخذ قرارات حكيمة".

واختبار القوة حول توزيع المساعدة في صلب خلاف دبلوماسي، إذ تدعم روسيا والصين وتركيا وإيران وكوبا مادورو وتدين "تدخل" الولايات المتحدة وحكومات أخرى.

وأعلن خمسة نواب اوروبيين محافظين، أبعدوا الأحد لدى وصولهم الى كراكاس، الاثنين انهم سيحاولون الدخول الى فنزويلا السبت مع المساعدة الانسانية الاميركية المكدسة في كولومبيا.

وحذر الاتحاد الاوروبي الاثنين من عواقب حصول تصعيد عسكري في فنزويلا مؤكدا انه سيواصل مشاركته في المبادرات الدولية في محاولة لتسوية الازمة في هذا البلد في شكل سلمي.

وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني خلال مؤتمر صحافي اثر اجتماع لوزراء خارجية الدول الاعضاء في بروكسل "لقد استبعدنا بشكل قاطع اي دعم للاتحاد الاوروبي لتصعيد عسكري في فنزويلا، أو أي قبول بذلك".