إيلاف من القاهرة: تحت شعار "الاستثمار في الاستقرار"، يفتتح الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، الأحد، أعمال "القمة العربية الأوروبية"، الأولى في مدينة شرم الشيخ، بمشاركة ملوك ورؤساء دول ورؤساء حكومات ووزراء خارجية 50 دولة عربية وأوروبية.

وقال الأمين العام لبرنامج المشاركة المصرية - الأوروبية بوزارة التعاون الدولي، ومساعد وزير الخارجية الأسبق، السفير جمال بيومي، إن القمة العربية الأوروبية ستكون مفيدة وتسهم في حلحلة القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن دول أوروبا لديها موقف واضح من عملية السلام في الشرق الأوسط، وتقف في صف حل إقامة الدولتين، وإنشاء دولة فلسطينية مستقلة، في مواجهة الموقف الأميركي المنحاز إلى إسرائيل دائمًا.

وأشار إلى أن الدبلوماسية المصرية حققت انتصارًا كبيرًا، عندما استطاعت استعادة الحوار العربي الأوروبي مرة أخرى وعقد أول قمة عربية أوروبية في شرم الشيخ.

وأوضح أن مصر تسعى منذ سنوات طويلة إلى عقد حوار عربي أوروبي، ولكن كانت هناك عقبات كثيرة، مشيرًا إلى أن مصر أول من بادرت إلى الحوار بين العرب والأوروبيين، في أعقاب حرب أكتوبر المجيدة في العام 1973.

وأضاف لـ"إيلاف" أن أوروبا قبلت الدعوة المصرية، وبدأ انعقاد الحوار في العام 1974، في صورة لجان فنية، ناقشت العديد من الموضوعات المهمة للطرفين، ومنها البنية الأساسية والتجارة، والمشروعات الاقتصادية بين الطرفين، منوهًا بأن هذا الحوار حقق نجاحات كبيرة وقتها، لاسيما في ما يخص الحوار الحضاري والثقافي.

ولفت إلى أن عملية الحوار العربي الأوروبي توقفت عندما وقعت مصر اتفاقية السلام مع إسرائيل، وسعت إلى تحقيق السلام في المنطقة، واستعادة حقوق الفلسطينيين وإقامة دولة مستقلة لهم، مشيرًا إلى أن الدول العربية ارتكبت خطأ استراتيجيًا وقتها عندما رفضت استمرار الحوار العربي الأوروبي تحت الراية المصرية، بسبب المقاطعة التي تعرضت لها القاهرة.

وقال إن العرب مازالوا يدفعون ثمن هذا الخطأ حتى الآن، ويحاولون منذ نحو 40 سنة استعادة الحوار العربي الأوروبي، مشيرًا إلى أن وزارة الخارجية أبان عهد الوزير عمرو موسى حاولت استعادة الحوار، ولكن أوروبا لم تكن متحمسة، وجاء الرد أن أقصى ما يمكن فعله هو إجراء حوار على مستوى&السكرتارية العامة لجامعة الدول العربية، وسكرتارية الاتحاد الأوروبي، أي "حوار موظفين لا فائدة منه".

وقال مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن القادة المشاركين في القمة العربية الأوروبية الأولى يركزون على الموضوعات الاقتصادية، لاسيما أن أوروبا لا تملك الكثير من مفاتيح الحل للمشاكل السياسية التي تعاني منها دول المنطقة.

وذكر أن القضايا الأمنية ستحظى بنصيب الأسد من المناقشات في جلسات القمة، لاسيما أن الهاجس الأمني هو أكثر من يقلق أوروبا في المرحلة الراهنة، وما يتبع ذلك من ملفات ومنها الحرب على الإرهاب، والقضاء على تنظيم داعش، والتنظيمات الإرهابية الأخرى، وإيقاف تدفق اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين من دول المنطقة العربية ودول شمال أفريقيا.

ولفت إلى أن دول الاتحاد الأوروبي تسعى إلى حل أزمة اللاجئين، والتخلص من ابتزاز الرئيس التركي رجب أردوغان لها، لاسيما أن هناك 3 ملايين تركي يعيشون في ألمانيا، وهم غير مرحب بهم، فضلًا عن أن أردوغان يهددهم بإرسال ملايين أخرى إليهم، ويطلب أن يدفعوا له مقابل استضافتهم على أراضي تركيا في معسكرات.

وأشار إلى أن الملف الأكبر الذي تتضمنه القمة العربية الأوروبية الأولى، يحمل عنوان "مكافحة الجريمة المنظمة"، ويحوي&أربعة ملفات أخرى، ومنها "الهجرة غير الشرعية، الإرهاب، وغسيل الأموال، وتجارة المخدرات"، منوهًا بأن دول الاتحاد الأوروبي تسعى إلى أن تتحمل دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا معهم بعض الأعباء في ما يخص هذه المشاكل، وتريد إقامة معسكرات للاجئين في مصر، وهو ما أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي رفضه مطلقًا، وقال خلال خطاب في مؤتمر الأمن في مدينة ميونخ الألمانية، إن مصر لديها خمسة ملايين لاجئ&يعيشون بين المصريين، بينهم العرب والأفارقة، وقال الرئيس لهم إن مصر لم تطلب منهم أي دعم في مقابل استضافة هؤلاء اللاجئين.

ونبه إلى أن مصر مستفيدة بشكل كبير من تحسين وتعميق العلاقات مع دول أوروبا والدول العربية، مشيرًا إلى أن الصادرات المصرية إلى دول الاتحاد زادت أربع أضعاف خلال السنوات القليلة الماضية، كما زاد حجم التجارة مع الدول العربية، كما أنه من المتوقع خلق فرص استثمارية جديدة في مصر من الدول العربية والأوروبية والأفريقية.

وتنطلق أعمال القمة العربية الأوروبية الأولى اليوم الأحد، تحت شعار "الاستثمار في الاستقرار" برئاسة مشتركة بين الرئيس السيسي ورئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، وتستمر لمدة يومين بمشاركة قادة 50 دولة عربية وأوروبية.

وتبدأ أعمال القمة بجلسة افتتاحية علنية في تمام الساعة الخامسة والنصف مساء، تعقبها جلسة عامة أولى مغلقة تتناول تعزيز الشراكة العربية الأوروبية وسبل التعامل المشترك مع التحديات العالمية.

ويناقش القادة العرب والأوروبيون التحديات المشتركة في العالمين العربي والأوروبي، اللذين يمثلان 12% من سكان العالم، بالإضافة إلى بحث سبل تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي بما يدعم الاستقرار والازدهار للشعوب العربية والأوروبية.