شهدت زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود إلى مصر للمشاركة في أعمال القمة العربية الأوروبية نشاطًا مكثفًا، والتقى العديد من الزعماء العرب والأوروبيين في مقر إقامته في مدينة شرم الشيخ.

إيلاف من القاهرة: التقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، مساء أمس، على هامش القمة العربية الأوروبية،&رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي.

بحث العلاقات والتعاون
جرى خلال اللقاء، استعراض العلاقات الثنائية بين المملكة وبريطانيا، وبحث مستجدّات الأحداث الإقليمية والدولية، وعدد من الموضوعات المدرجة على جدول أعمال القمة.

كما قابل خادم الحرمين الشريفين، مساء أمس، في مقر انعقاد القمة العربية الأوروبية&رئيس وزراء هولندا مارك روتيه. تم خلال اللقاء بحث فرص التعاون بين المملكة وهولندا، ومناقشة عدد من الموضوعات المدرجة على جدول أعمال القمة.

التقى أيضًا خادم الحرمين الشريفين، مساء أمس، رئيس جمهورية العراق برهم صالح، حيث بحثا عددًا من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، واستعرضا العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين. كما بحث خادم الحرمين الشريفين، مساء أمس، مع رئيس وزراء السويد ستيفان لوفن، مجالات التعاون الثنائي بين البلدين.

خادم الحرمين الشريفين والرئيس العراقي

دعم "قمة القدس"
حضر اللقاءات من الجانب السعودي كل من وزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور مساعد بن محمد العيبان، ووزير الخارجية الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز العساف، ووزير التجارة والاستثمار الدكتور ماجد بن عبدالله القصبي، ومساعد السكرتير الخاص لخادم الحرمين الشريفين تميم بن عبدالعزيز السالم.

وألقى خادم الحرمين الشريفين، كلمة أمام الجلسة الافتتاحية في القمة العربية الأوروبية في شرم الشيخ، وقال فيها إن القضية الفلسطينية هي القضية الأولى للدول العربية، مشيرًا إلى أن المملكة أعادت التأكيد على موقفها الثابت تجاه استعادة كل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في القمة الأخيرة لقادة الدول العربية التي استضافتها المملكة، والتي سميّت&"قمة القدس".

تحميل الحوثيين المسؤولية
أضاف أن المملكة تؤكد على أهمية الحل السياسي للأزمة اليمنية على أساس المبادرة الخليجية، ونتائج الحوار الوطني اليمني، وقرار مجلس الأمن 2216، وعلى أهمية تكاتف الجهود الدولية من أجل دعم الشرعية اليمنية وحمل "الميليشيات الحوثية الإرهابية الانقلابية المدعومة من إيران" على الانصياع لإرادة المجتمع الدولي.

وأشار إلى أن المملكة بذلت في سبيل إنجاح مشاورات السويد جهودًا كبيرة، وتدعو إلى متابعة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في تلك المشاورات بكل دقة وتحميل "الميليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران" المسؤولية عن الوضع القائم في اليمن.

كما نوه خادم الحرمين الشريفين بأن ما يقوم به النظام الإيراني من دعم لهذه الميليشيات وغيرها في المنطقة، وممارساته العدوانية وتدخلاته السافرة في شؤون الدول الأخرى، يتطلب موقفًا دوليًا موحدًا لحمله على الالتزام بقواعد حسن الجوار والقانون الدولي ووضع حد لبرنامجه النووي والباليستي.

محاربة الإرهاب بلا هوادة
هذا وجدد خادم الحرمين الشريفين دعوة المملكة العربية السعودية إلى الحل السياسي للأزمات التي تمر بها بعض الدول العربية وفقًا للمرجعيات الدولية في هذا الشأن، مؤكدًا أن المملكة تثمّن&الجهود الأوروبية الداعمة لذلك.

وأشار إلى أن المملكة العربية السعودية عانت، شأنها شأن الكثير من الدول الأخرى من الإرهاب، وقادت العديد من الجهود الدولية الرائدة لمحاربته على كل الأصعدة، بما في ذلك تجفيف منابعه الفكرية والتمويلية، مؤكدًا على أهمية مواصلة العمل المشترك في محاربة الإرهاب وغسل الأموال بلا هوادة ولا تساهل.

قال إن المملكة تؤمن بأن قضايا اللاجئين والمهاجرين والنازحين من بلدانهم بسبب مآسي الحروب والنزاعات هي على رأس القضايا الإنسانية الملحّة، آملًا أن تنجح هذه القمة في المساعدة على إيجاد حلول لها.

واجبات إنسانية
أضاف إنه من منطلق المبادئ والثوابت الإسلامية والعربية، فإن المملكة العربية السعودية لا تتهاون ولا تتأخر في تأدية واجباتها الإنسانية تجاه الأزمات التي يعاني منها العديد من دول وشعوب المنطقة والعالم من دون تمييز ديني أو عرقي، مشيرًا إلى تقديم المملكة مساعدات تتجاوز (35) مليار دولار لأكثر من (80) دولة في المجالات الإنسانية والخيرية والتنموية.

وفي ختام كلمته، قال خادم الحرمين الشريفين "من مسؤوليتنا جميعًا ـ تجاه شعوبنا وأجيالنا المقبلة - أن نعمل على بناء شراكة حقيقية بين الدول العربية والدول الأوروبية تستلهم من تجارب الماضي خططًا للحاضر، ومن تحديات الحاضر فرصًا للمستقبل".
&