أسامة مهدي: بحث الرئيس العراقي في باريس اليوم مع نظيره الفرنسي تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي وتطوير العمل المشترك ضد الارهاب والمساهمة في اعمار العراق وحمايته والاستفادة من الخبرات الفرنسية لتصوير القطاعات العراقية في مجالات الصناعة والنفط والطاقة.

فقد بحث الرئيس العراقي برهم صالح في باريس الاثنين مع نظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون سبل تطوير العلاقات الثنائية وتعزيز آفاق التعاون بين البلدين فضلاً عن مناقشة آخر التطورات والمستجدات على الصعيدين العربي والدولي.&

فرنسا شريك استراتيجي للعراق

وأكد صالح &ان العراق يعتبر فرنسا شريكاً ستراتيجياً وصديقاً مميزاً ولها الدورالحيوي في تقديم الدعم والاسناد لدحر الارهاب وتحقيق الأمن والاستقرار في البلاد .. مشيراً الى ان البلدين يرتبطان بعلاقات تاريخية ومتطورة على مختلف الصعد.

واعرب عن امله بان يكون لفرنسا اسهاماً واضحاً في اعمار وبناء العراق لا سيما في المناطق المحررة، والاستثمار في قطاعات الصناعة والطاقة والنفط وبناء القدرات التسليحية للقوات الامنية العراقية .. مثمناً دورها الكبير ضمن التحالف الدولي ضد الارهاب ووقوفها بكامل امكانياتها في التصدي لعصابات داعش كما نقل عنه بيان رئاسي عراقي اطلعت على نصه "إيلاف".

من جانبه جدد الرئيس ماكرون حرص بلاده على استقرار وازدهار العراق ومساعدته في مختلف المجالات مبدياً استعداد فرنسا لتقديم خبراتها بما يسهم بتطوير الصناعة والنفط والطاقة.&

صالح: النصر على داعش لم يكتمل

وفي اعقاب مباحثاتهما عقد الرئيسان العراقي والفرنسي مؤتمرا صحافيا مشتركا تابعته "إيلاف" حيث اكد الرئيس صالح ان النصر على تنظيم داعش لم يكتمل ولازال خطر الإرهاب مستمرا. واشار الى ان امام العراق أمامه استحقاقات سياسية واقتصادية وإصلاحية كبيرة .. مستدركا بالقول "ان العراقيين مصرين على تلبية تلك الاستحقاقات والعودة الى ما يستحقه العراق من مستقبل زاهر".

وأضاف قائلا ان العراق يعمل مع شركائه لتجفيف منابع الإرهاب كون النصر على داعش لم يكتمل وخطر الإرهاب لازال مستمرا كما نعمل على تكريس انتصاراتنا على داعش بزيادة الزخم الأمني وتحقيق الاستقرار الاقتصادي.

وشدد صالح على ان نصر العراق على داعش بحاجة إلى تكريس بزيادة الزخم الأمني والاقتصادي وللعمل مع الشركاء لتجفيف موارد الإرهاب . واشار الى ضرورة الانطلاق الى استباب الأمن في المنطقة وهذا لا يتحقق إلا بعودة العراق .. منوها الى ان "العراق لن يعرف الاستقرار قبل 4 عقود على الأقل ولكننا مصرون على عودته".

وشدد على ان العراق لايريد ان يكون ساحة للصراعات الإقليمية وللتناحر بين الفرقاء الإقليميين في اشارة الى الصراع الاميركي الايراني.

واوضح ان فرنسا كانت دائماً شريكاً اقتصاديا فاعلا للعراق منوها الى ان اعادة الأعمار ستسهم في تحقيق النجاح في العراق فضلا عن امتلاكه منظومة مصالح اقتصادية مع مختلف الدول. وقال ان فرنسا كانت دوما شريكا اقتصاديا فاعلا للعراق الذي يتطلع الى شراكة فعلية مع فرنسا والاتحاد الاوربي من اجل انهاء المرحلة العصيبة من استفحال الارهاب.&

ماكرون: سنحمي الدولة العراقية

ومن جهته اكد ماكرون على ضرورة حماية الدولة العراقية معبرا عن ارتياحه لابقاء قوات اميركية في سوريا.
وقال "نحن سعداء بقرار الإبقاء على قوات أميركية في سوريا وعلينا الان حماية الدولة العراقية". واشار الى ان نجاح الحكومة العراقية يكمن في حل جميع المشاكل بين جميع الاطراف السياسية العراقية.

واشار الى ان لفرنسا الكثير من المشاريع في اعادة تأهيل المحافظات المتضررة خلال حقبة داعش في العراق بالاضافة الى انشاء منظومة مشتركة تحقق التعاون المشترك في المجال الاقتصادي بين البلدين.

وكان الرئيس العراقي قد بدأ اليوم زيارة رسمية الى باريس حيث زار مقر منظمة اليونسكو داعيا ايها الى دعم بلاده ومساعدتها على استعادة اثارها المنهوبة ووضع مدينة بابل الأثرية على قائمة التراث العالمي.

وشدد صالح خلال اجتماعه مع المدير العام لمنظمة الامم المتحدة للتربية و الثقافة والعلوم "اليونسكو" اودري أزولاي &على أهمية دعم المنظمة &للثقافة والتربية في العراق واعانته على استعادة آثاره المنهوبة، مثمناً دور المنظمة في ادراج الاهوار العراقية ضمن لائحة التراث العالمي، واطلاقها مبادرة "احياء روح الموصل" وتركيزها على البعد الانساني لعملية اعمار المدينة.

ودعا "اليونسكو" الى حث الدول للمشاركة في الاكتشافات الاثارية خلال المرحلة المقبلة ووضع مدينة بابل الأثرية على قائمة التراث العالمي، وضرورة قيام المنظمة بتطوير المناهج التدريسية في المدارس العراقية وفق الاساليب الحديثة واعتماد البرمجيات الرقمية.

من جانبها أكدت أزولاي استعداد المنظمة لمساندة العراق في المجالات الثقافية والتربوية واستعادة آثاره المنهوبة والحفاظ على ارثه التاريخي ومشاركة كوادرها في التنقيب.

إنفتاح عراقي

ومن جهته أشار لقمان الفيلي المتحدث باسم الرئيس العراقي الى ان الرئيس صالح شارك في محاورالقمة العربية الأوروبية بشرم الشيخ التي انتهت اعمالها اليوم وهدفت الى تعزيز العلاقات العربية الأوروبية في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب والتجارة والاستثمار والتعددية والهجرة فضلاً عن الوضع فى المنطقة وسبل التعامل المشترك مع التحديات الإقليمية.

وأوضح الفيلي في تصريح صحافي وزعته الرئاسة العراقية ان الرئيس صالح توجه بعد انتهاء أعمال القمة العربية الأوروبية الى فرنسا في زيارة عمل تستغرق يومين بناء على دعوة من الرئيس الفرنسي وسيلتقي خلالها كبار المسؤولين الفرنسيين واعضاء مجلس الشيوخ.

ومن جانبها أشارت الرئاسة الفرنسية في بيان الى انه "بعد عام من النصر على داعش في العراق ستكون هذه الزيارة مناسبة للرئيس ماكرون لتأكيد دعم فرنسا الكامل للعراق للقضاء على جميع تحدياته الأمنية ودعم الاستقرار والإدارة الشاملة وإعادة إعمار البلاد".&

وتأتي هذه الزيارة فيما باتت هزيمة مقاتلي تنظيم داعش في آخر جيب لهم في شرق سوريا قريبة، بعدما كانوا قد سيطروا على أراضٍ واسعة في سوريا والعراق عام 2014.&
وتريد باريس مواصلة التعاون مع بغداد لهزم التنظيم نهائياً كما ذكرت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي خلال زيارتها بغداد مؤخرا.

وتحرّك فرنسا 1200 عنصر في عمليات جوية كما تنشر قوات خاصة ومدفعية في سوريا، وتقدم تدريبات للجيش العراقي. كما تحشد باريس جهودها من أجل تلبية احتياجات الاستقرار الأساسية في المناطق المحررة من سيطرة تنظيم داعش في العراق حيث قدّمت فرنسا 3 ملايين يورو إلى آلية التمويل لتحقيق الاستقرار الفوري التابعة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.