إيلاف من الرباط: أقام العاهل المغربي الملك محمد السادس، مرفوقا بولي العهد الأمير مولاي الحسن، والأمير مولاي رشيد والأميرتين: لالة مريم و لالة حسناء، اليوم الاثنين بالإقامة الملكية بسلا، حفل شاي على شرف الأمير هاري، دوق ساسيكس، وعقيلته ميغان ماركل دوقة ساسيكس، اللذين يقومان بزيارة للمملكة المغربية.

وسلم دوق ساسيكس للملك محمد السادس خلال اللقاء رسالة خطية من الملكة إليزابيث الثانية، ملكة المملكة المتحدة.

وصباح اليوم زار الأمير هاري وعقيلته، الحدائق &الأندلسية الكائنة بموقع الأوداية التاريخي، حيث اطلعا على نماذج من الحرف التقليدية التي أبدعتها يد الصانع المغربي.

واستقبل دوق ودوقة ساسيكس، بأهازيج فرق كناوة، ووقفا على باقة من منتوجات الصناعة التقليدية، أحد مكونات الثقافة المغربية الذي يعكس تراثا وقيما إنسانية ترتبط ارتباطا وثيقا بتاريخ وعادات المغاربة على مر السنين.

وشملت النماذج الحرفية التي قدمت لضيفي المملكة على الخصوص النقش الفاسي على النحاس والفضة، وزرابي الحنبل الزعري (منطقة عين عودة)، والصناديق الخشبية التقليدية المنحوتة، وبعض المشغولات الجلدية والخزفية.

واطلع الأمير هاري وعقيلته، خلال هذه الزيارة أيضا، على معروضات للخط العربي على الجلد أو الورق أو على القماش، وكذا على منتوجات السروج التقليدية المصممة من جلد الماعز أو البقر والمطرزة بالحرير و"الصقلي".

وأبدى دوق ساسيكس وعقيلته، للحرفيين العارضين، إعجابهما بالصناعة التقليدية المغربية، وبما تزخر به من تنوع وغنى.

وتروم هذه الزيارة تقريب دوقي ساسيكس، من مكون مهم من مكونات الحضارة والثقافة المغربية، وكذا إطلاعهما على الجهود المبذولة من أجل الحفاظ على هذا الموروث.

يذكر أن دوق ودوقة ساسيكس اطلعا، في وقت سابق اليوم بالرباط، على برنامج الفروسية العلاجية التابع للجامعة الملكية المغربية للفروسية، والموجه للأطفال والشباب ذوي الاحتياجات الخاصة.

والتقى دوق ودوقة ساسيكس مع الأطفال والشباب من مختلف الجمعيات المستفيدة من البرنامج، ومع مدربي ومعالجي الجامعة الملكية المغربية للفروسية التي تحتضن دورات العلاج.

وخلال هذا اللقاء، أشاد الأمير هاري وعقيلته بهذه المبادرة، وبالتقدم الذي أحرزه المغرب في إدماج الأطفال والشباب ذوي الاحتياجات الخاصة.

ويقدم هذا البرنامج، الذي أطلقته "جمعية الرفق بالحيوان والمحافظة على الطبيعة" سنة 2011، والذي تموله "الشركة الملكية لتشجيع الفرس"، لفائدة الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، أنشطة تفاعلية مع المهور والخيول المروضة، وذلك تحت إشراف طاقم من المدربين.

وفي نشاط اخر، تعرف الأمير هاري وعقيلته الأميرة اليوم الاثنين ب"فيلا السفراء" في الرباط، على فن الطبخ المغربي التقليدي، من خلال عرض حضره أطفال معوزون ومن ذوي الاحتياجات الخاصة، أعضاء في ثلاث جمعيات.

واستقبل مالك دار الضيافة، جواد ديش وزوجته، الأمير هاري وعقيلته ، بالتمر والحليب جريا على التقاليد المغربية، قبل أن يتابعا بحماسة الطباخ المغربي الشهير &الشاف موحى لاستكشاف مختلف الأطباق البارزة بمختلف الأروقة التي تمت تهيئتها بالمناسبة.

وأخذ الدوق والدوقة، اللذين لم يقاوما الرغبة في تذوق العديد من الأطباق المعروضة، بما فيها "البريوات"، و"البسطيلة"، و"الحريرة" و"البغرير"، وقتهما في تبادل الحديث مع جميع الأطفال الذين ساعدوا الشاف موحى في تحضير هذه الوجبات والذين حرصوا على تقاسم تجاربهم وأطباقهم المفضلة مع الدوقين.

وفي نهاية هذا العرض، قدم الشاف موحى للأمير هاري وعقيلته وزرتي طبخ شخصيتين، فضلا عن نسخة موقعة من كتاب وصفاته، وتلقى، في المقابل، كتابا حول الطبخ.

وقال الشاف موحى، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء إنه "فخور جدا بزيارة الأمير وعقيلته"، خاصة أنهما "من كبار المعجبين بالمطبخ المغربي"، مضيفا أنه بالتالي أتيحت لهما الفرصة لتذوق هذه الأطباق التي أعدها أطفال من مختلف الأعمار والفئات الاجتماعية الذين التأموا اليوم من أجل غاية واحدة.

وبعد التقاط صورة جماعية مع الشاف موحى وفريقه من الأطفال الذين حضروا الحدث، ناقش الأمير هاري وعقيلته، اللذان كانا مرفوقين بالسفير البريطاني بالرباط، توماس رايلي، بشكل مقتضب مع مسؤولي الجمعيات، الأنشطة التي يشارك فيها الأطفال المتكفل بهم، بمن فيهم أطفال يتامى، وأطفال من ذوي التثلث الصبغي، وآخرون من ذوي الاحتياجات الخاصة.

ويتعلق الأمر أساسا بمركز للا مريم، وجمعية "هدف"، ودار الأطفال في تمارة. وأهدى أطفال هذه الجمعيات الثلاث بالمناسبة لوحة لدوق ودوقة ساسيكس.

وكان الأمير هاري وعقيلته، اللذان حلا بالدارالبيضاء السبت الماضي، في زيارة للمغرب تستغرق ثلاثة أيام، قد زارا مؤسسات تابعة لجمعية "التربية للجميع"، والثانوية التأهيلية "الأطلس الكبير" بمنطقة مراكش.