*تحذير: الفيديو يحتوي على مشاهد قاسية

حصلت "إيلاف" على كواليس حادث القطار المتسبب في #حريق_محطة_مصر، وقال السائق إنه المسؤول الأول عن الواقعة التي أصابت المصريين والعالم بالصدمة، بسبب هول المشاهد التي سجلتها كاميرات الهواتف المحمولة، أثناء اشتعال النيران في الناس وتفحم جثثهم.
&
إيلاف من القاهرة: يعيش المصريون في صدمة شديدة بسبب #حادث_حريق_محطة_مصر الذي، أدوى بحياة 20 شخصًا حرقًا وتفحم جثث، وإصابة نحو 40 آخرين. وحصلت "إيلاف" على مقطع فيديو جديد رصدت كاميرا مراقبة في محطة مصر الرئيسية بالقاهرة، ويظهر فيه نزول سائق القطار رقم 2302، للتشاجر مع زميل له آخر قبل الحادث بثوانٍ.

ويظهر مقطع الفيديو وجود مجموعة من القاطرات، وتدخل القاطرة الأولى في اتجاه مجموعة القاطرات المتوقفة خارج مبنى المحطة.

وفي الثانية 0:30 اصطدمت القاطرة بأخرى من جهة اليمين، ونزل السائق بداية من الثانية 0:30 حتى الدقيقة 1:15، للتشاجر مع زميله قائد القاطرة الأولى، وترك القاطرة تعمل وانطلقت بسرعة كبيرة نحو المحطة التي شهدت الحادث، واصطدمت بمخزن للبنزين والوقود.

وقال #سائق_القطار المتسبب في الحادث، إنه يعمل بمحطة قطار مصر منذ أكثر 25 عاما، وحاصل على"دبلوم صنايع"، ويقيم بالمنوفية.

وأضاف في تصريحات تلفزيونية بعد إلقاء الشرطة القبض عليه، أنه يقود العربات من رصيف رقم 9 للورشة لفصل الجرار عن القطار، للعودة للمحطة الرئيسية، موضحًا أن سبب الشجار بينه وبين سائق القطار الآخر جاء بسبب أنه تعرض لمضايقات من قبل سائق القاطرة الأخرى، وقال: "هناك جرار بعربية جنبي خبط جنب القاطرة التي أقودها، والمفروض يكون في سائق ومساعد في الجرار".

وتابع: "أنا لا أعرف كيف تحرك الجرار بمفرده، لو الجرار كان سليما لم يكن ليتحرك وحده"، مضيفًا: "كنت أطالب بإصلاح الجرار أكثر من مرة ولكن لم يعرني أحد أدنى اهتمام".

واستطرد في رواية الحادث: "شاهدت الجرار ينطلق ولا أعرف كيف حدث ذلك، ويا ليتني أوقفت محركاته وقتها". وتابع: "حاولت أن اتصل بالبرج، كان ممكنا ان يوقفه في مكان آمن، ولم يرد علي"، مضيفاً: "اتصلت بأحد الأبراج، ولم يرد علي، ولو رد أحدهم على اتصالاتي، لم تكن الكارثة قد وقعت".

وكشف أن الشرطة ألقت القبض عليه من منزله، ولم يشاهد كل الأهوال التي حصلت. وقال: "لم أتعمد تشغيل الجرار، وما حصل إن هناك جرارا خبط في القاطرة التي أقودها، فتركتها تعمل ونزلت أتشاجر مع زميلي، والجرار تحرك وولع، وأنا مسؤول مسؤولية كاملة عن حادث القطار".

وطالب السائق بـ"تشكيل لجنة فنية لفحص كل الجرارات، لأنها لا تصلح للعمل وجر العربات، ويجب أن تخضع للصيانة" وتابع: "الجرار فرامله متآكلة، والعجل متآكل، وهناك مسؤولية على الجميع من ميكانيكي ومسؤولين".

وقال: "أنا أعصابي تعبانة من الحادثة وغير قادر على الكلام، والحادث ضايقني وتعبني جدا"، مشيرًا إلى أنه لم يكن متعمدًا إحداث هذه الكارثة.

وروى بعض شهود العيان لـ"إيلاف" تفاصيل الحريق، وقال عامل بالمحطة يدعى، وليد مرتضى، وهو الذي يظهر في مقطع فيديو يسكب المياه على الأشخاص الذين شبت النيران في أجسادهم، إنه يعمل بالمحطة منذ عدة سنوات، مشيرًا إلى أنه سمع صوت اصطدام شديد&في داخل المحطة، وفجأة امتلأ المبنى بالدخان والنيران وتصاعدت ألسنة اللهب في كل مكان.

وأضاف أنه شاهد النيران تشتعل في الناس، وبعضهم كان يجري والنيران مشتعلة في جسده، مشيرًا إلى أنه جرى وأحضر المياه، وبدأ في سكبها على أجساد المحروقين، واستطاع إطفاء 3 أشخاص.

وأوضح أن هناك مواطنين كثيرين لقوا حتفهم حرقًا ولم يستطع إنقاذهم، بسبب قلة الإمكانيات، فالنيران كانت شديدة، ولم يكن هناك مياه أو أدوات كافية لوضع المياه فيها وسكبها على الناس.

وكشف أن أصعب ما رأته عينه هو وجود امرأتين&متفحمتين&تمامًا، ولم يستطع أحد إنقاذهما، منوهًا بأنه اكتفى بإحضار بطانية وتغطية جثتيهما.

وقال محمود جمال، عامل بالبوفيه في محطة مصر، إن النيران كانت شديدة بحيث لم يستطع&أحد الدخول إلى المنطقة التي يوجد فيها القطار، لإنقاذ الناس على الرصيف، مشيرًا إلى أن كل ما تواجد على الرصيف لحظة اصطدام القطار بمخزن البنزين تعرض للحرق والتفحم، أو الإصابة بحروق كثيرة.

ولفت إلى أنه استخدم الأواني لوضع المياه فيها وسكبها على المصابين، وإطفاء النيران لكنها لم تكن كافية، لإنقاذ الجميع.

وأضاف أنه استطاع إنقاذ حياة طفلة عمرها نحو 8 سنوات، وسكب عليها مياه كثيرة، لأن النيران كانت مشتعلة في جميع ملابسها، مشيرًا إلى أنها أصيبت بحروق شديدة، وكان منظرها "يقطع القلب".

وحصلت "إيلاف" على مقطع فيديو آخر يظهر لحظات مفزعة عقب اشتعال النيران في المحطة، ويظهر المقطع حالة من الهرج والتدافع الشديد بين الركاب، وسقوط بعضهم، ووجود العديد من الأشخاص وقد اشتعلت النيران في ملابسهم.

ومن جانبه، قال مجدي الصباغ، نائب رئيس هيئة السكك الحديدية، إن سائق الجرار كان بداخله قبل وقوع الحادثة التي حدثت اليوم في محطة مصر وأودت بحياة 20 شخصا.

وأضاف الصباغ، في تصريحات رسمية، أن سائق الجرار زاد في سرعة الجرار، وخلال سيره حدث احتكاك مع جرار مجاور له، وفي حالة نزوله من الجرار كان يجب أن يتم إغلاق محرك القطار، ولكنه نزل من القطار وهو يسير بسرعته العالية ليصطدم الجرار بداخل المحطة.

وكشف نائب رئيس هيئة السكك الحديدية، أنه عندما غادر الجرار كان يجب إيقاف محرك الجرار بالكامل قبل مغادرته، وما قام به مخالفة جسيمة وهو سبب الحادث وكان يسير بسرعة تصل إلى نحو 60 كيلومترا أثناء دخوله رصيف المحطة.

وأضاف أن الجرار لا يمكن قياس سرعته قبل وقوع الحادث ، ولكن السرعة الطبيعية لا تزيد على 8 كيلومترات في الساعة حتى يدخل رصيف المحطة.

وكان حادث حريق ضخم اندلع في محطة مصر للسكك الحديدية في ميدان رمسيس بوسط القاهرة، صباح أمس الأربعاء، إثر اصطدام القاطرة بالصدادة الحديدية الموجودة على رصيف 6 بعد خروجها عن القضبان، ما أدى إلى انفجار "خزانات البنزين". وأدى الحادث إلى مقتل 20 شخصا حرقًا، وإصابة 42 آخرين، وفقا لما أعلنته وزارة الصحة المصرية.