موقف طريف وصعب في الوقت نفسه تعرّض له أول أمس الرسام الانجليزي الشهير، ديفيد هوكني، بعدما أنقذه رجال مطافئ إثر حصاره في مصعد أحد الفنادق في العاصمة الهولندية، أمستردام، وكانت تتواجد هناك وقت الحادثة مجموعة أشخاص، من بينهم مراسل صحيفة دايلي مايل وجيمس نوتي مراسل هيئة الإذاعة البريطانية.

إيلاف: أوضح نوتي أنه توجّه رفقة زملاء آخرين إلى فندق إقامة هوكني، قرب متحف فان جوغ في أمستردام، ليجروا معه مقابلة في أجواء هادئة. ولرغبته في التدخين في مكان مفتوح، أراد النزول، وتوجه إلى المصعد، ورافقه عدد قليل من الأشخاص الذين ملأوا المصعد، من ضمنهم أيضًا مراسلة صحيفة نيويورك تايمز، وفنان هولندي ومصور تلفزيوني وآخرون قليلون، وكان العدد الإجمالي 9، ثم سرعان ما تلعثم المصعد، وتوقف فجأة، ليسود الصمت للحظات، وبدأ يدرك الجميع أنهم حوصروا في الداخل.

الاستنجاد بالإطفاء
على الرغم من ضغطهم على زر الإنذار بضع مرات، لكن لم تكن هناك أية استجابة، ولم تلتقط هواتف أي من المتواجدين إشارة، ومن ثم كانوا فاقدين الاتصال تمامًا بالعالم الخارجي. ووسط ذلك، بدأ يسمع صوت صراخ ضعيف، وسط ترقب لما قد يحدث، وانتظارًا للحظة التي قد يعود فيها المصعد إلى العمل من جديد، لكنه كان يتمايل فقط.&

المثير في تلك اللحظات، وفقًا لرواية نوتي، أنهم لم يكونوا على دراية بالمكان المتواجدين فيه، هل هم في الطبقة السفلية، بين الطبقات أم إنهم صعدوا بالخطأ إلى أعلى.&

أعقب ذلك سماع صراخ من الخارج، ومن بين الواقفين كان جوردي جريغ، المحرر في صحيفة دايلي مايل (وهو صديق قديم لهوكني)، حيث كانت ينتظرهم في بهو الفندق، وحينها أدرك كل من في داخل المصعد المكان الذي يتواجد فيه الآن. بعدها بدأ يبعث جوردي برسائل طمأنة إلى كل المحاصرين داخل المصعد، بمن فيهم صديقه هوكني، وتم استدعاء المدير العام للفندق رفقة كبير المهندسين هناك، وفي غضون ذلك، تم الاتصال بدائرة الإطفاء في أمستردام. وتمكن المحاصرون في الداخل من فتح باب المصعد بمقدار 3 بوصة أو نحو ذلك، وبدأوا يشاهدون الضوء في الخارج.

تمرير زجاجات مياه
بدأ أحدهم في تمرير زجاجات مياه لمن هم بالداخل، وبعدها استقدم جوردي كرسي بلا ظهر أو مسندين قابل للطيّ كي يتمكن هوكني، 81 عامًا، من الجلوس عليه. وبعد مرور نصف ساعة، بدأت تسمع أصوات أقدام فوق المصعد، ومن ثم أصوات خشخشة باستخدام بعض الأدوات الثقيلة، إلى جانب ظهور بعض الكشافات وما يشبه زي خاص برجل إطفاء، مع وجود صوت أنين يمكن سماعه.

حينها تحدثت مراسلة نيويورك تايمز بقولها إنها قضت كامل حياتها في أمستردام، التي شبّهتها بكونها مدينة قائمة على المصاعد، وأن تلك الواقعة لم يسبق أن حدثت لها من قبل. وبعدها بدأ يتبادل كل من بالمصعد أطراف الحديث، وربما كان أكثر ما يشغل بال مراسل "بي بي سي" هو ما إن كانوا سيجرون مقابلتهم مع هوكني أم لا!.

في الأخير، استطاع رجال الإطفاء ليّ باب المصعد إلى الخلف، وبعدها دخل الضوء، ومن ثم بدأت عملية إخراج المحاصرين وسط هتافات من الحشد الذي تجمع في بهو الفندق. وتجمع بعدها رجال الإطفاء حول هوكني لرغبتهم في التقاط صورة تذكارية برفقته، ليعكسوا بما فعلوه مدى التحضر والرقي الذي تتسم به مدينة أمستردام.


أعدت "إيلاف" التقرير بتصرف عن هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، المادة الأصل على الرابط التالي:
https://www.bbc.com/news/entertainment-arts-47401639
&