نصر المجالي: أعلنت الحكومة البريطانية عن مواصلة العمل لتوسيع التعاون مع الأردن في المجالات كافة، خصوصا الاقتصادية والاستثمارية منها. فضلا عن التنسيق الدائم والتشاور بين البلدين حيال مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، وبما يخدم مصالحهما ويعزز الأمن والاستقرار في المنطقة.

وعلى هامش مؤتمر لندن لدعم الاقتصاد والإصلاحات في الأردن الذي يختم أعماله اليوم الجمعة، أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني ورئيسة الوزراء البريطانية متانة العلاقات التاريخية التي تربط المملكة الأردنية الهاشمية والمملكة المتحدة، والحرص على البناء عليها لجهة توسيع الشراكة والنهوض بمستويات التعاون المشترك.

وخلال لقائها يوم الخميس بالعاهل الأردني في 10 داونينغ ستريت، أعربت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي عن تقديرها لدور الأردن المهم في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، مؤكدة التزام بلادها بدعم المملكة.

مبادرة لندن

وقالت "يسعدني أن أرحب بكم مرة أخرى جلالة الملك في مقر الحكومة البريطانية، وأتطلع إلى المباحثات التي سنجريها، كما يسعدني أن نستضيف مؤتمر مبادرة لندن اليوم بالشراكة مع الأردن، حيث سأتحدث في اختتام المؤتمر، وقد استمعت إلى كلمة جلالتكم المهمة التي القيتموها صباحاً في المؤتمر".

وأضافت "هذا التعاون بيننا يظهر أهمية استكشاف الفرص الاستثمارية والإصلاحات الاقتصادية المستمرة في الأردن، وسنستمر في دعمكم بهذا الخصوص"، مبينة أن العلاقة بين الأردن والمملكة المتحدة متجذرة في العديد من الميادين، ومنها التعاون في مجالات الدفاع والتعليم والتجارة وغيرها من القطاعات التي تشمل بالطبع الأمن الإقليمي.

تعهدات

وخلال اليوم الأول من مؤتمر لندن بمشاركة عالمية وخليجية وعربية، أعلنت وزيرة التنمية الدولية، بيني موردنت، بأن المملكة المتحدة سوف تزود الشباب الأردني بمهارات اللغة الإنجليزية والمهارات المتعلقة بالعمل، مثل القيادة والتفكير النقدي وحل الإشكاليات، لمساعدتهم في المنافسة بشكل أفضل في الاقتصاد العالمي.

وقالت: نظرا لكون 68% من الأردنيين دون سن 30 سنة، و40% ممن تتراوح أعمارهم بين 15 إلى 24 سنة عاطلين عن العمل، هناك خطر أن يجد جيل من الشباب نفسه غير قادر على العمل في قطاعات مستقبلية.

وقد تعهدت المملكة المتحدة بدعم خطط الأردن لإصلاح اقتصاده وزيادة فرص العمل لشبابه وشاباته.

وأكدت موردنت: إن من شأن حزمة المساعدات الجديدة المعلن عنها اليوم خلال مؤتمر “الأردن: نمو وفرص - مبادرة لندن” دعم سلسلة من البرامج من قبل الحكومة البريطانية والمجلس الثقافي البريطاني، وهدفها تنمية مهارات الأردنيين واللاجئين السوريين. وذلك يساعدهم في إيجاد فرص عمل في قطاعات متنامية مثل تكنولوجيا المعلومات، والطاقة المتجددة، والخدمات اللوجستية، والسياحة.

وأشارت وزيرة التنمية الدولية البريطانية إلى أن الأردن بلد غني بالمهارات البشرية.&بينما&الكثير من القوى العاملة فيه هم من الشباب المتعلمين، فإن الكثير منهم يفتقرون لمهارات محددة تلزم للعمل في قطاعات مزدهرة مثل تكنولوجيا المعلومات والطاقة المتجددة.

والمساعدات البريطانية سوف تزود الشباب الأردنيين بالمهارات الضرورية اللازمة للالتحاق في قوى العمل، وتقوية الاقتصاد، ومساعدة بلدهم في أن يصبح لديه اكتفاء ذاتي.. ذلك يشمل مساعدتهم في تعلم اللغة الإنجليزية، والتي هي أداة قوية في عالم الأعمال الدولي.

وقالت: هذه هي بريطانيا العالمية بأفضل ما لديها، حيث تستعين بخبرات بريطانية لتعليم المهارات لقوى العمل في الأردن، وبالتالي جعله أكثر جاذبية لتستثمر فيه الشركات البريطانية، وليكون حليفا أكثر قوة وازدهارا لبريطانيا في الشرق الأوسط.

حزمة مساعدات

ونوهت الى ان حزمة المساعدات هذه تعكس نهج الحكومة البريطانية ككل تجاه دعم الأردن بالخبرات والتمويل من مختلف الإدارات الحكومية والمؤسسات. وذلك يشمل ما يلي:

-برنامج “مهارات لأجل التنمية” الذي ترعاه وزارة التنمية الدولية والذي ما زال قيد التطوير، سوف يساعد 200,000 من الشباب الأردني في تنمية مهاراتهم باللغة الإنجليزية ومهارات العمل، وتحسين وتدريب 6,000 من معلمي اللغة الإنجليزية، وزيادة توفير المواد التعليمية اللازمة لتعلم الإنجليزية.

-مشاريع يديرها المجلس الثقافي البريطاني لتوفير دورات اللغة الإنجليزية للمجتمعات المهمّشة، وذلك من خلال المراكز المجتمعية، وإطلاق منصبة عبر الإنترنت لتعليم اللغة الإنجليزية للقوى العاملة، وتوفير 5,000 فرصة للتدريب المهني والتدريب لدى المؤسسات لمساعدة الشباب الأردني في دخول سوق العمل.

-إقامة شراكة بين أمانة الأمير تشارلز “برينس تراست” ومؤسسة ولي العهد في الأردن؛

-زيادة الدعم المقدم من وزارة التنمية الدولية لمنظمة اليونيسيف لتلبية الاحتياجات العاجلة للأطفال الذين لا يحصلون على أي نوع من التعليم، وتحسين جودة التعليم؛

-شراكة جديدة بين الحكومتين البريطانية والأردنية، والتي من شأنها المساعدة في تحسين مستويات التعليم، وتطوير استراتيجية لاستغلال التكنولوجيا بشكل أفضل في المدارس، والمساعدة في تقييم التفتيش على المدارس في الأردن.

استضافة اللاجئين

وفي كلمتها خلال المؤتمر، أقرت وزيرة التنمية الدولية أيضا بما أبداه الأردن من سخاء كبير باستضافته 670,000 من اللاجئين السوريين المسجلين، رغم ما لديه من تحديات اقتصادية. وللمساعدة في تخفيف هذا العبء، وتعزيز الجهود الدولية، سوف تساعد المملكة المتحدة 22,000 من اللاجئين السوريين بتقديم معونات نقدية لشراء الغذاء والملابس وغير ذلك من الضروريات.

تقرير

وقال تقرير لوزارة الخارجية البريطانية إن المملكة المتحدة تستغل ما تتمتع به من قيادة وخبرة ونفوذ عالمي لعقد مؤتمر الأردن: نمو وفرص في لندن يوم 28 فبراير&2019. وسوف تحث المجتمع الدولي والقطاع الخاص على توفير بيئة جاذبة للاستثمار في الأردن، يعززها الإصلاح.

وأكدت أن ضمان أن يكون الأردن شعلة للاستقرار في الشرق الأوسط، وبوابة للتجارة في المنطقة، وحليفا ثابتا على الخط الأمامي للصراع يعود بالفائدة على الجميع، بما في ذلك المملكة المتحدة.

وسيقدم برنامج “مهارات لأجل التنمية” 25 مليون جنيه إسترليني من وزارة التنمية الدولية على مدى خمس سنوات لتزويد الشباب في الأردن بمهارات اللغة الإنجليزية ومهارات العمل التي هناك حاجة كبيرة إليها، كالتفكير النقدي وحل الإشكاليات.

وستوفر حزمة المساعدات المقدمة لليونيسيف 3.35 ملايين&جنيه لتلبية الاحتياجات العاجلة لأطفال المدارس، وتحسين جودة التعليم، ودعم الشباب السوريين والأردنيين المحتاجين للمساعدة.

تعليم وتدريب

كما سيمول المجلس الثقافي البريطاني ما تصل قيمته إلى 250,000 جنيه من التعليم والتدريب بناء على احتياجات قطاعات العمل للحصول على التعليم العالي والتعليم التقني، إلى جانب 400,000 جنيه من المساعدات البريطانية لمساعدة الشباب المحتاجين والنازحين في تعلم اللغة الإنجليزية وتحسين مخرجات التعليم لديهم.

ذلك يشمل توفير موارد وتدريب تم إعداده خصيصا يستفيد منه 500 من المعلمين و40 من قيادات المراكز المجتمعية. كما يقدم المجلس الثقافي البريطاني ما يصل إلى 80,000 لتوفير سلسلة من 3 “دورات كبيرة مفتوحة عبر الإنترنت” إلى جانب 16,000 من المساعدات البريطانية لتغطية تكاليف محتوى الدورات.

وسوف تقدم وزارة التنمية الدولية للأردن 50 مليون جنيه من المساعدات الإنسانية الإضافية على مدى ثلاث سنوات، وأغلب هذه المساعدات ستكون دعما لتحويلات نقدية يستفيد منها 22,000 لاجئ سوري.

وخصصت وزارة التنمية الدولية أيضا تمويلا للأردن لتزويد 10,000 من الأردنيين واللاجئين السوريين بالمهارات المهنية للعمل في قطاعات متنامية مثل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والطاقة المتجددة، والسياحة.

وتجمع الشراكة التعليمية بين الحكومة الأردنية والمملكة المتحدة بين وزارة التعليم، وهيئة الرقابة على التعليم، ووزارة التنمية الدولية ووزارة التجارة الدولية ضمن حزمة تبلغ قيمتها 6,48 ملايين&جنيه من الدعم المقدم من المملكة المتحدة من قرين إلى قرين، وهذا المبلغ ممول من صندوق معالجة الصراع وإحلال الأمن والاستقرار.