نددت "بي بي سي" الجمعة بتعرّض صحافييها العاملين في القسم الفارسي مع أسرهم للكثير من المضايقات من قبل وسائل إعلام إيرانية، شملت تهديدات ومحاولات ترهيب وحتى تجميد أصول.

إيلاف: قالت الصحافية في "بي بي سي" رانا راهيمبور، خلال نقاش جرى في مقر هيئة الإذاعة البريطانية، إن وسائل إعلام مرتبطة بالحكومة الإيرانية وصفت العاملين في القسم الفارسي في "بي بي سي" بأنهم "عصابة مافيوية" على علاقة بالإرهاب، وذلك في سلسلة من المقالات المدعومة بصور.

وأوضحت الصحافية في هذا الإطار أن وكالة ميزان التابعة للسلطة القضائية الإيرانية كتبت "أن العدالة الإلهية ستتحقق عبر أيدي الشعب الإيراني، وسيلقون العقاب المناسب جراء أعمالهم"، في إشارة إلى العاملين من أصل إيراني في "بي بي سي". ورأت "أن هذه الأدبيات كانت تسبق عادة تنفيذ الإعدامات الميدانية".

عودة إلى الحرب الباردة؟
أعلن عدد من الصحافيين أيضًا عبر شريط فيديو أنهم تلقوا تهديدات بالموت موجّهة إلى أولادهم، كما أوضحوا أن عناصر من الاستخبارات الإيرانية يتعقبونهم.

وقال الصحافي الشهير جون سيمبسون، الذي أدار النقاش، أن الوضع الحالي يذكره بالحرب الباردة. أضاف "كنت آمل عدم رؤية هذا النوع من التصرفات المؤسفة، مجددًا"، معتبرًا أن ما يحصل "هو أحد أسوأ أنواع المسّ بحرية التعبير من قبل سلطات بلد".

يعود تأسيس القسم الفارسي من هيئة الإذاعة البريطانية في لندن إلى العام 1940، ويتضمن نشاطًا إذاعيًا وتلفزيونيًا وموقعًا على الانترنت. ويؤكد القسم أنه يصل إلى نحو 23 مليون شخص بينهم 13 مليونًا في إيران.

دعوة أممية
وتؤكد "بي بي سي" أن وتيرة التهديدات تزايدت بعد انتفاضة العام 2009، وفي عام 2017 فتحت ملاحقات قضائية بحق 152 عاملًا مع أقربائهم، بتهمة "التآمر على الأمن القومي"، وجمّدت أموالهم.

وطلبت إدارة "بي بي سي" من الأمم المتحدة التدخل لوقف هذه التهديدات. فدعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مع المقرر الخاص لحرية التعبير ديفيد كاي الحكومة الإيرانية إلى وقف هذه المضايقات.
&