تحدثت مصادر متطابقة عن خلافات جديدة محتملة داخل الائتلاف الوطني السوري المعارض بعد استقالة الدكتور جواد أبو حطب من رئاسة الحكومة الموقتة التابعة للائتلاف، وتردد تسلم أنس العبدة عضو الائتلاف ورئيسه السابق هذا المنصب بديلًا منه.

إيلاف: قالت مصادر ذات صلة لـ"إيلاف" أن "تعيين أنس العبدة رئيس الائتلاف السابق غير صحيح بكامله وغير قانوني، فهنالك بند في اجتماع الهيئة العامة المقبل في الثامن والتاسع من الشهر الجاري حول الحكومة الموقتة، وستتخذ الهيئة العامة ما تراه مناسبًا لأنها هي من تقبل استقالة رئيس الحكومة وتعيّنه وتحجب الثقة عنه".

محاربة طاقات
ومن المتوقع بعدما قدم أبو حطب استقالته أن تعرض على الهيئة العامة، وأن تسبب خلافًا في وجهات النظر ما بين القبول والتردد.
كما إن طرح الأشخاص أنفسهم&والوجوه المتكررة نفسها لمناصب الائتلاف والحكومة الموقتة سيشكل مشكلة أخرى، بحسب المصادر.

وأكدت المصادر أن هناك طاقات كبيرة لا يجري التفاعل معها، بل بالعكس يجري العمل على محاربتها، ليبقى العمل محصورًا في الأشخاص عينهم، الذين أوصلوا الثورة السورية إلى ما وصلت إليه.

حول استقالة أبو حطب، قالت مصادر متطابقة لـ"إيلاف" إن الأسباب كثيرة، منها عدم تفاعل المجالس المحلية وعدم وجود ميزانية وتنافسية غير صحيحة من حكومة الإنقاذ التي تتبع لهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقًا).

تكهنات حول الاستقالة
وتقدّم رئيس الحكومة السورية الموقتة، التابعة للإئتلاف الوطني، جواد أبو حطب، الخميس الماضي، باستقالته، بعد ثلاث سنوات في رئاستها، ولم يوضح أسباب الاستقالة، في حين قالت "إيلاف" في تقرير سابق تبعًا لمصادرها إن الاستقالة جاءت بسبب سيطرة هيئة تحرير الشام على إدلب، وهيمنة حكومة الإنقاذ التابعة للهيئة ورغبات في دمج الحكومتين، بعد حلهما، ورفض الجيش الحر لأوامر أبو حطب بالهجوم على هيئة تحرير الشام، مع أنه يشغل في الوقت نفسه وزير الدفاع في الحكومة الموقتة مما اعتبرها إهانة له .

كما تحدثت مصادر إعلامية عن ضَغَوط أدت إلى تقديم أبو حطب استقالته، بعد ضعف في عمل الحكومة الموقتة نتيجة التطورات في إدلب، ولكن بعض المصادر قالت في الوقت نفسه إن "أبو حطب كان يعمل كثيرًا وسط صعوبات كثيرة وتحديات وسيطرة جبهة النصرة على إدلب وريفها".

من الخلف؟
وكشفت مصادر من داخل الائتلاف أن أبو حطب سيغادر منصبه رسميًا بعد الاجتماع الذي سينظمه الائتلاف، حيث يعتزم تعيين بديل من أبو حطب، وسط توقعات بتنافس الرئيس السابق للائتلاف أنس العبدة، والأمين العام للإئتلاف محمد نذير الحكيم، لشغل المنصب.

وكان أبو حطب قد تولى منصب رئيس الحكومة الموقتة في مايو 2016، بعد تكليفه من قبل الهيئة العامة للائتلاف الوطني السوري. وهو من مواليد العام 1962 في ريف دمشق، وشغل منصب عميد كلية الطب البشري في جامعة حلب الحرة، ضمن المناطق التي تدخل ضمن سيطرة المعارضة السورية.

وتأسست الحكومة الموقتة التابعة للائتلاف في مارس 2013، برئاسة غسان هيتو، الذي استمر في منصبه حتى سبتمبر 2013، وخلفه أحمد طعمة، حتى مارس 2016. وتتولى "الموقتة" إدارة شؤون المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة في الداخل السوري.
&