إيلاف من نيويورك: اشارت شبكة سي ان ان الأميركية، إلى ان وزير خارجية ايران محمد جواد ظريف قام بمقامرة خطرة بعد تقديمه استقالته من منصبه، قبل ان يرفضها رئيس البلاد حسن روحاني.

وكشفت الشبكة في تقرير لها، "انه وبعد حوالي أسبوع من الاستقالة، اصبح من الواضح ان ظريف قام بالمقامرة الخطرة وحسبها بشكل جيد مراهنا على وقوف الرأي العام والنخبة السياسية خلفه، مما أجبر الزعماء الإيرانيين على تجديد الثقة به".

استقالة رئيس الوزراء

واعادت الشبكة التذكير بأحداث تاريخية مشابهة لاستقالة وزير الخارجية ثم العودة عنها، وقالت، "ظريف ليس أول مسؤول إيراني يقوم بهذه المقامرة، ففي عام 1952، وجد رئيس الوزراء محمد مصدق نفسه مقلص الصلاحيات من قبل الشاه محمد رضا بهلوي، فقد أعطى الدستور الإيراني مصدق الحق في تسمية وزير الحرب، ولكن الشاه اعترض على ذلك بسبب مخاوفه من نوايا رئيس حكومته للحد من نفوذه خصوصا ان شعبية مصدق &كانت مرتفعة على خلفية حملته لتأميم صناعة النفط الإيرانية ومنع بريطانيا من الاحتفاظ بجميع الإيرادات من الموارد الطبيعية الإيرانية القيّمة".

المخاطرة

لعب مصدق لعبة المخاطرة وارسل كتاب استقالته الى الشاه، وقال فيه، "في الوضع الفعلي، لا يمكن أن ينتصر الشعب الإيراني في النضال الذي بدأه" ، واوحى بشكل غير مباشر بأن الشاه يقوض جهود إيران في نزاعها مع بريطانيا، وتمكن بواسطة هذه الاستقالة من جذب الجمهور الى صفه.

الشعب أعاده والانقلاب أخرجه

الشاه من جهته، قبل استقالة مصدق وعين أحمد غافام رئيسًا جديدًا للوزراء. كان غافام سياسيًا إيرانيًا فضّل اتباع نهج أكثر ليونة تجاه البريطانيين. ونجحت تنبؤات مصدق فشهدت البلاد بعد خمسة أيام من إضرابات واحتجاجات، وتحت الضغط، اضطر الشاه الى اعفاء غافام من مهامه وإعادة مصدق الذي اصبح أكثر شعبية من أي وقت مضى، ولكن النصر لم يدم طويلاً، حيث نظمت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة انقلابًا ضد مصدق بعد عام".

رهان نجاد الفاشل

لكن المناورات في ايران لا تنجح دائما، ففي عام 2011 راهن الرئيس السابق احمدي نجاد على تراجع مرشد الثورة علي خامنئي عن قراره بإعادة احد الوزراء الى الحكومة كان نجاد قد طرده. اعتكف نجاد عن الحضور الى عمله وامتنع عن المشاركة في جلسات حكومته، غير انه وعوضا عن تراجع خامنئي، اعطى الأخيرة رئيس البلاد إنذاراً أخيرا ينص على اما العودة الى العمل او الاستقالة، وبعد احدى عشر يوما عاد نجاد الى حكومته وهو في موقف ضعيف.

ظريف اكثر تطورا

في المقابل ووفق الشبكة، "فإن رهان وزير الخارجية كام اكثر تطورا، فالرجل وصلت شعبيته الى اعلى مستوياتها بعد التوصل الى اتفاق حول نووي ايران، واستقبل في مطار بلاده استقبال الابطال، لكن حملة دونالد ترمب تركت الإيرانيين يشعرون بخيبة أمل عميقة، فالمنافع الاقتصادية التي وعدت بها إيران لم يتم تسليمها أبداً، ومع العقوبات الجديدة التي فرضها الرئيس الأميركي الى جانب سوء إدارة الحكومة والفساد، اصبح الإيرانيون يواجهون مستقبلاً اقتصادياً قاتماً، كما أدى انسحاب واشنطن من الاتفاق إلى إعطاء مساحة للمتشددين في إيران لمهاجمة حكومة حسن روحاني على نحو متزايد، وكانوا يكذبون ظريف ليس فقط لإعاقة جهوده لإبقاء إيران داخل الصفقة والضغط على البنوك الإيرانية من أجل تبني معايير الشفافية الدولية، ولكن أيضا لوقف أي جهود دبلوماسية مستقبلية مع واشنطن، ففي إيران ، ظريف أصبح مرادفًا للدبلوماسية".

عادوا لدعمه

ولفتت، "إلى انه في غضون 24 ساعة بعد الاستقالة، كانت بورصة طهران في حالة انهيار، وبعث 150 من أعضاء البرلمان رسالة الى روحاني لحثه على رفض استقالة ظريف، وأرسل الرئيس مبعوثين إلى ظريف يتوسل إليه بالعودة، ويصر على أن الاستقالة كانت "ضد المصالح الوطنية"، وتابعت، "حتى أن المحافظين الرئيسيين شعروا بأنهم مجبرون على مدح ظريف. القائد القوي لفيلق القدس قاسم سليماني، أشاد علانية بظريف باعتباره كان دائما مدعوما من كبار المسؤولين، وخاصة المرشد الأعلى".